ترجمات عبرية

هآرتس: اغتيال العاروري: رسالة إسرائيل و«جواب» نصر الله

هآرتس 2024-01-05، بقلم: عاموس هرئيلاغتيال العاروري: رسالة إسرائيل و«جواب» نصر الله

الاغتيال المنسوب لإسرائيل للشخصية الرفيعة في حماس، صالح العاروري، وبالأساس المكان الذي نفذت فيه عملية الاغتيال أول من أمس – حي الضاحية الشيعي في جنوب بيروت، تضع حزب الله أمام معضلة بخصوص طبيعة مشاركته في مواصلة الحرب مع اسرائيل.

رئيس حزب الله، حسن نصر الله، هدد في شهر آب الماضي بالرد بقوة على أي عملية لإسرائيل ضد لبنان.

المس بالعاروري، وهو شخصية بارزة في حماس، في لبنان وفي قلب معقل حزب الله، تقريبا يلزم نصر الله برد شديد.

لكن أقوال نصر الله أمس في الخطاب الذي تم تحديد موعده سابقا، لم تدل على الرغبة الجامحة في الذهاب إلى معركة من ناحية رئيس الحزب.

في خطابه وصف حسن نصر الله اغتيال العاروري ثلاث مرات على التوالي بـ “العملية الإجرامية” وأنه لن يمر عليه الحزب مرور الكرام. مع ذلك، من أقوال حسن نصر الله ظهر أن توجه حزب الله ليس الحرب الشاملة بمبادرته. إذا قررت إسرائيل شن حرب كهذه، قال، عندها حزب الله سيرد بقوة كبيرة ولن تكون هناك أي ضوابط وقيود على نشاطاته.

الدكتور شمعون شبيرا، مؤلف كتاب “حزب الله بين إيران ولبنان”، قال للصحيفة إن حسن نصر الله قد خصص جزءا كبيرا من خطابه لعرض الحرب التي شنتها حماس في 7 أكتوبر كهزيمة عسكرية لإسرائيل، التي يتوقع أن تحطم المجتمع هنا وتزيد التمزقات الداخلية الكثيرة في داخله.

رئيس حزب الله أضاف وقال إن الحرب في غزة كشفت قيود ردع إسرائيل وإخفاقات أجهزة الاستخبارات وضعف سلاح الجو، الذي حسب قوله لم ينجح في تحقيق هزيمة حماس.

حسن نصر الله تحدث في اجتماع في ذكرى قتل الجنرال قاسم سليماني، قائد “قوة القدس” في حرس الثورة الإسلامية، الذي اغتيل قبل أربع سنوات في عملية اغتيال أميركية.

في هذه الأحداث اعتاد المشاركون على وضع إشارات حزب الله، لكن في هذه المرة جميع من جلسوا في الصفوف الأولى وضعوا شالات ظهر عليها علم فلسطين وصورة قبة الصخرة.

شبيرا الذي يتابع حزب الله منذ تأسيسه قال إنه لم يشاهد في أي يوم مثل مشهد الدعم هذا لحزب الله للفلسطينيين.

المواجهة بين إسرائيل وحزب الله بدأت في 8 أكتوبر في اليوم التالي للهجوم الإرهابي لحماس على بلدات الغلاف.

حسن نصر الله، الذي لم يعرف مسبقا عن نية حماس المهاجمة في هذا التوقيت، وجد نفسه في تردد. وبالتشاور مع سيده الإيراني اختار طريقا وسطا: هجمات يومية كثيفة، بالأساس على قوات الجيش الإسرائيلي، على طول الحدود اللبنانية دون محاولة القيام بهجوم شامل يشمل إطلاق آلاف الصواريخ واقتحامات لقواته إلى داخل أراضي إسرائيل.

أيضا إسرائيل ردت وفقا لذلك وركزت هجماتها على أهداف حزب الله قرب الجدار على الحدود.

إسرائيل قامت أيضا بخطوة أخرى، التي بعد ذلك زادت من تعقيد وضعها وهي إخلاء عشرات آلاف المدنيين من القطاع الذي يبعد حتى 3.5 كم عن الحدود.

هكذا حظي حزب الله، ربما دون تعمد ذلك، بإنجازه الكبير: جمهور إسرائيلي من الشمال تحول إلى لاجئ في أرضه، إضافة إلى المُخْلَون من بلدات الغلاف. وطلبهم المنطقي من الحكومة، تأمين عودتهم في واقع أمني أفضل، يضع إسرائيل وحزب الله على مسار تصادم أكثر شدة، حتى دون صلة بتصفية العاروري.

إن اختيار تصفية العاروري ومعه ستة نشطاء إرهابيين في لبنان في قلب الضاحية يعطي إشارة لحزب الله وإيران بأن اسرائيل، المتهمة بذلك، على قناعة بأنها مستعدة بما فيه الكفاية حتى لاحتمالية الحرب في لبنان.

هذا رهان غير بسيط، لكن مجرد اتخاذ قرار التصفية يتعلق أيضا بدوافع أخرى. فبعد ثلاثة أشهر على الحرب إسرائيل لم تنجح في تصفية أي قائد كبير في حماس. وتصفية العاروري، الشخصية البارزة التي كان لها دور كبير في تخطيط مئات العمليات في الضفة الغربية، هي في هذه الأثناء مثابة البديل المعقول.

رئيس الموساد، دادي برنياع، قال أمس في جنازة أحد أسلافه في المنصب، تسفي زمير: “كل أم عربية يجب أن تعرف أن ابنها الذي شارك في مذبحة 7 أكتوبر دمه مهدور”.

أقوال برنياع هذه تشير إلى نوايا إسرائيل المقبلة. فليس فقط مخربو النخبة هم المستهدفون، بل أيضاً قادة حماس في البلاد وفي الخارج.

حادثة أخرى حدثت أمس وهي الانفجارات في إيران التي قتل فيها 95 شخصا مشاركا (حتى كتابة هذه السطور)، في الاحتفال بالذكرى السنوية لوفاة الجنرال سليماني، ليست من فعل إسرائيل.

الدلائل تشير إلى هجوم لداعش أو أحد تنظيمات المعارضة السنية المتطرفة.

هذا لم يزعج ممثلي النظام في اتهام إسرائيل، لكن يبدو أن الأقوال لم تقل بقناعة ذاتية كبيرة.

إلى جانب حزب الله، في بيروت تم فتح حساب لحماس أيضاً تريد المنظمة إغلاقه.

هذا الرد يمكن أن يأتي بوساطة إطلاق كثيف للصواريخ من قبل أعضاء المنظمة في لبنان، أو من خلال محاولة تنفيذ عمليات في الضفة الغربية.

الأيام القادمة في الضفة وفي القدس ستكون أكثر حساسية، كثيرون من أعضاء الذراع العسكرية لحماس في الضفة الغربية، الذين حصلوا منها على التوجيهات والأموال، سيرغبون في الثأر الآن حتى بشكل يتجاوز المشاعر القوية بسبب عمليات القتل في قطاع غزة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى