ترجمات عبرية

هآرتس: إسرائيل تندفع دون كوابح نحو منحدر سدوم !

هآرتس 2022-11-28، بقلم: ايريس ليعال: إسرائيل تندفع دون كوابح نحو منحدر سدوم !

في بداية الأسبوع الماضي، رداً على الشكوى المتفائلة جداً التي قدمتها، همس في أُذني عضو الكنيست السابق وصديقي الحالي، دوف حنين، واقتبس عن المفكر وزعيم الحزب الشيوعي في إيطاليا، أنطونيو غرامشي: “تشاؤم المنطق وتفاؤل الإرادة”.

التفسير المقبول لهذه الأقوال هو أن مهمة التشاؤم هي الحث على العمل، ومهمة التفاؤل هي تعزيز الإيمان بأن الوضع غير ميؤوس منه، وأن العمل يمكن أن يؤثر أيضاً حتى عندما يظهر كل شيء ميؤوساً منه.

لو أن غرامشي العزيز شاهد الواقع السياسي في إسرائيل الآن لكان سيعرف بأن الاختلاف ليس بين تشاؤم المنطق وتفاؤل الإرادة، بل هو بين المتشائمين السلبيين والمتفائلين السلبيين.

النوع الأول يخططون للتجمع في مدينة اللجوء في تل أبيب ومواصلة حياتهم بعيداً عن كل شيء إلى حين مرور الغضب. قيل هذا لي بالكلمات ذاتها بالضبط: إلى حين مرور الغضب. كيف بالضبط سيمر الغضب؟ هل من تلقاء ذاته؟ شددت عليهم. لكنهم لم ينجحوا في الإجابة لأنه هنا الخاص بهم كان مليئاً بالكوراسون المليء باللوز.

النوع الثاني، الذي كان غرامشي موجوداً ليكتشفه، يعتقد أنه بما أننا صرخنا بالفعل “هذه نهاية الديمقراطية” مرات كثيرة ولم يحدث أي شيء، أيضا الآن لن يحدث أي شيء. ولكن غرامشي لا يمكنه رؤية واقعنا السياسي لأنه توفي في العام 1937 في روما بعد الحكم عليه في فترة النظام الفاشي خمس سنوات سجن. وبعد ذلك بعشرين سنة تدهورت صحته وتوفي في جيل 46 سنة فقط.

هناك شيء ما في الفاشية يحولها إلى لامبالية جداً بمواقفنا النفسية تجاهها.

تخيلنا عن الأوعية والضفادع والمياه الآخذة في السخونة تعني لهذا الشيء طرف الحذاء، هكذا أيضا الاستراتيجية التي تقترح الصمت وانتظار أن يقرر التنازل عن قوته المطلقة بإرادته.

إضافة إلى ذلك، تقوم الفاشية بتطوير شهية آخذة في الازدياد في كل مرة تقضم فيها قضمة أخرى في الديمقراطية، ولا يوجد شيء يجعلها أكثر شهية من المرة التي اجتازت فيها الخط الأحمر ولم يتم وقفها.

لكن هذا دائماً حدث لشخص آخر، ليس من فترة بعيدة، قبل أكثر من خمسين سنة تقريباً كان يعيش إلى جانبنا أشخاص كانوا يخضعون للحكم العسكري. الآن، في فترة حكومة التغيير، ينفذ اليهود المذابح ضد الفلسطينيين في الخليل. يوجد فكرة ممتازة لبتسلئيل سموتريتش لحل المشكلة وهي قتل المبعوث. فقد أعلن أن منظمات حقوق الإنسان تشكل تهديداً وجودياً على إسرائيل، ووعد بمعالجتها.

لكن كيف يمكننا الاشتكاء عندما اعتبر بني غانتس ست منظمات مدنية في الضفة الغربية منظمات “إرهاب” دون أن يقدم أي دليل على ذلك. وعندما “ديمقراط تي.في”، وهي القناة التي إقامتها حركة “طريقنا” لإعطاء رد على الإعلام البيبي، تواصل تشغيل اميلي عرموسي، التي دعت إلى تنفيذ أعمال انتقام في القرى العربية، لكنها قامت بإقالة إسرائيل براي وهو المراسل الشجاع، بسبب تغريدة يسارية جداً حسب رأيها؟

هل بدأتم تفهمون قصدي؟ يبدو أن الخطر الحقيقي الذي يقف أمام دولة إسرائيل هو الخطوات غير المسبوقة التي تخطط حكومة نتنياهو القادمة لدفعها قدماً فقط من أجل إبقاء لاعب واحد في الملعب، وهو لن يكون من مجموعتنا.

لكن الحقيقة الأكثر عمقاً هي أنه منذ سنوات كثيرة جداً يلعب لاعب واحد في الملعب.

في القضايا الجوهرية اليمين والوسط، الذي هو يمين مقنع، تحدثوا دائما بصوت واحد.

هنا نبع الإدراك الذي يشرب منه مؤيدو بينيت ولبيد. يدير ميخا غودمان محادثات عميقة مع نتنياهو في القناة البيتية “الآن 14”.

نحن غارقون عميقاً في هذه العمليات، وقد وافقنا عليها بإرادتنا. أو كما اقتبس مراسل “هآرتس”، غيدي فايس، مستشار سياسي مطلع على المفاوضات الائتلافية: “هذه سيارة دون كوابح تندفع بسرعة إلى منحدر سدوم” وجميعنا فيها. هل بقي لنا إيمان بأنه حتى الآن ما زال يمكن أن ننجو من التدهور إلى الهاوية والتحطم؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى