أقلام وأراء

نواف الزرو: المهمة الوطنية الفلسطينية الاولى …؟!

نواف الزرو 14-6-2023: المهمة الوطنية الفلسطينية الاولى …؟!

هذا العنوان اعلاه المهمة الوطنية الاولى: “مواجهة الاستعمار الاستيطاني الصهيوني” ليس عفويا او عابرا، وانما هو عنوان يلخص ويكثف لنا المشهد الفلسطيني اليوم برمته، ففي ضوء ما نتابعه على مدار الساعة من هجمات واعتداءات اجرامية يشنها المستعمرون الارهابيون الصهاينة على الارض والانسان الفلسطيني على امتداد مساحة الضفة حصرا، فان هذه القضية يجب ان تحتل قمة الاجندات والبرامج السياسية والنضالية الفلسطيني…!

وفي هذا السياق الاستعماري الاستيطاني دعونا نتابع أحدث واخطر معطيات الاستعمار الاستيطاني:

ففي احدث تطورات المشهد الفلسطيني وفيما يتعلق بعربدة واعتداءات المستوطنين الصهاينة تحديدا، فالاحتلال يعمل على”تشكيل ميليشيات مسلحة تضم نحو 200 الف مسلح سيرابطون تخوم القرى والبلدات والتجمعات السكانية الفلسطينية-الصحافة العبرية-2023-1-1″، وقد قرر وزير الامن القومي عندهم ايتمار بن غفير تسليح هؤلاء المستوطنين لكي يفرضوا قوتهم وتفوقهم العنصري الارهابي على الفلسطينيين، وعمليا على الارض تزايدت وتيرة اعتداءات المستوطنين وباتت تتصدر المشهد، ووفق مراقبين فلسطينيين، فإن عام 2022 كان من أسوأ السنوات منذ 1967 جراء تصاعد الاستيطان والاعتداءات، وبحسب معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، بلغ عدد المستوطنين في مستوطنات الضفة بما فيها القدس 726 ألف و427 مستوطنا موزعين على 176 مستوطنة، و186 بؤرة استيطانية (غير مرخصة) منها 86 بؤرة رعوية زراعية حتى بداية 2023.

وفي 2022 أقام المستوطنون 12 بؤرة استيطانية في محافظات الضفة الغربية، بينما تمت شرعنة بؤرتين استيطانيتين الأولى متسبيه داني على أراضي بلدة دير دبوان، والثانية متسبيه كراميم على أراضي دير جرير شرقي رام الله، كما شهد عام 2023 منذ انطلاقته تصاعدا في هجمات المستوطنين، حيث يشير تقرير فلسطيني رسمي إلى أن المستوطنين في الضفة الغربية يشنون يوميا وعلى مدار الساعة اعتداءاتهم المتنوعة على الفلسطينيين وبمشاركة الجيش الإسرائيلي في اقتحامات للمدن والتجمعات الفلسطينية والاعتداء المباشر على المواطنين وممتلكاتهم.وكان لمحافظة نابلس (شمال) الحصة الأكبر من تلك الاعتداءات بواقع 417 اعتداء، تلتها محافظة رام الله والبيرة بـ203 اعتداءات، ثم محافظة الخليل بـ172 اعتداء، كما يشن المستوطنون حملات مجازرية على أشجار الزيتون، تسببت باقتلاع وتضرر وتخريب وتسميم ما مجموعه 10,291 شجرة-المصادر الاعلامية الفلسطينية-2023-2-1″.

ولذلك نعود مرة اخرى لفتح ملف الاستعمار الاستيطاني الصهيوني المرعب الذي يجتاح الضفة الغربية وينهب الارض فيها مترا مترا بل وشبرا شبرا، بعد ان اجتاح الصهاينة فلسطين المحتلة عام 1948، ونعتقد ان هذا الملف اليوم هو الاهم والاخطر في المشهد الفلسطيني منذ النكبة، ويجب ان يبقى مفتوحا وان لا يغفل عنه ابدا، لأن الاستيطان يعني النهب والسلب والتهويد وإقامة حقائق الامر الواقع بهدف تخليد الاحتلال والاستيطان حسب مخططهم، وهو التحدي الاستراتيجي الاكبر امام الفلسطينيين، بل يعتبر أخطر مظاهر الإجرام الصهيوني الى جانب سياسات التطهير العرقي المجازري الاجرامي، وهو الترجمة الاساس للمشروع الصهيوني على الارض الفلسطينية، فبدون الاستيطان لم تكن لتقوم “اسرائيل”.

كتبنا ونشرنا سابقا العديد من المقالات والدراسات والتعليقات حول هذه القضية الجذرية، ونعود مرة ثانية وثالثة ورابعة لنكتب وننبه: ان تطورات المشهد الفلسطيني اليوم تثير القلق اكثر من اي وقت مضى، فنحن نتابع الموجات المتلاحقة من الهجمات التي يشنها المستعمرون المستوطنون الارهابيون الصهاينة على مختلف الاماكن الفلسطينية بحماية جيش الاحتلال وغطاء حكومة الاحتلال بكامل اركانها، وهذه الهجمات مرعبة بكل معنى الكلمة، ونحن لا نقصد إثارة القلق والتشاؤم هنا، بل نقصد لفت الانتباه الى ما يجري فعلا في انحاء القدس والضفة، فنحن نتابع كيف تواصل سلطات الاحتلال بجيشها ومستعمريها عمليات وهجمات السطو المسلح على الارض الفلسطينية وعملية الانتهاكات في الشيخ جراح والاقصى وسلوان من جهة اخرى، بل ان الاستعمار الاستيطاني يتمدد ويتغول في القدس والضفة بما لا يخطر بالبال، والاحتلالات الاستيطانية تتمدد وتنتقل من جبل الى آخر في الضفة، فان السؤال الكبير على كل الاجندات والنقاشات الفلسطينية:

طيب، وبعدين…الى متى سيستمر المستعمرون المستوطنون الارهابيون بجرائمهم في القدس و الضفة وامتدادا الى حدود غزة وفلسطين المحتلة 1948….!؟

والاهم: كيف يمكن ردع هؤلاء المستعمرين المجرمين الذين يصولون ويجولون قتلا وتدميرا وتخريبا واستيطانا …؟!

نراهم اليوم في كل مكان على امتداد مساحة الضفة: من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب….يمارسون السطو المسلح على الارض والناس وبدعم وغطاء كامل من جيش الاحتلال…؟!

نعتقد ان المهمة الوطنية الاولى لكافة القوى والفصائل الفلسطينية هناك يجب ان تتركز في مواجهة العصابات الارهابية الصهيونية المحية والمدعومة من حكومة وجيش الاحتلال، وفي مواجهة غول وتغول الاستيطان الذي ينتشر كالسرطان في الجسم الفلسطيني…

نفترض اننا وبعد الهبات -الانتفاضية-ا والجولات الحربية امام معادلات جديدة تحطمت فيها بعض المحرمات الصهيونية، واننا نحو غد فلسطيني-عربي مختلف ومشرق….؟!

غير ان هذا الاستعمار الاستيطاني سيبقى كالخنجر في الخاصرة الفلسطينية اذا لم يتم وقفه واحباطه… وتفكيكه…!

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى