ترجمات عبرية

معاريف: لن تعود إسرائيل إلى ما كانت عليه اجتماعياً واقتصادياً

معاريف 2023-03-15، أفرايم غانور: لن تعود إسرائيل إلى ما كانت عليه اجتماعياً واقتصادياً

حتى لو انتهت الأزمة السياسية الاجتماعية التي تقسم الشعب والدولة، هذه الأيام، بحل وسط متفق عليه من جانب قسمي الشعب، فإنها ستخلف هنا ندبة عميقة، أليمة ودامية، ليس واضحا إذا كانت ستشفى بمرور الوقت.

لن تعود هذه لتكون الدولة إياها التي كانت لنا هنا في الـ 75 سنة الأخيرة.

صحيح أنه لم تكن هنا جنة عدن في كل هذه السنوات، ولكن عندما سيبحث المؤرخون وعلماء النفس والاجتماع في الملابسات التي أدت بدولة إسرائيل إلى الوضع المقلق الحالي فإنهم لا بد سيعودون إلى مصادرنا الأولية في الكتب المقدسة التي حذرت من هذه الأوضاع.

يخيل أن وضعنا اليوم في بلاد السمن والعسل جيد جداً. في العشرين سنة الأولى للدولة فإن الشعب اليهودي، الذي تجمع هنا بعد الكارثة وألفي سنة منفى، كان منشغلاً في البقاء الاقتصادي والأمني، ما خلق تكافلاً وتضامناً متبادلين، إلى جانب فرحة فقراء حقيقية. فقد اكتفى الناس بالقليل، وعرفوا كيف يستمتعون بما يوجد.

ومع الزمن، كلما تطورت الدولة وارتفع مستوى المعيشة بدأ ينشأ هنا التحول الذي حولنا من مجتمع ناجح ومتواضع إلى مجتمع يطارد الحياة الطيبة، والنجاح السريع.

أصبحنا مجتمعا لا يثني على الطيب، ويسحق القيم الأساس، ما زاد الكراهية والاستقطاب وفقدان القيم، وزاد أساساً الجريمة.

بدلا من أن يجعل الزمن أخطاء الماضي التي ارتكبت هنا في السنوات الأولى من الدولة تشفى، تحولت شرخاً يستغله جيداُ السياسيون كي يحققوا مرابح سياسية.

من يعتقد أنه عندما تكون الأجواء سامة بهذا القدر يمكن إعادة الواقع إلى الوراء، فإنه مخطئ.

الشرخ والاستقطاب كبيران بحيث لا يمكن الجلوس معاً لأجل الوصول إلى صيغة حل وسط في موضوع الإصلاح القضائي.

الواضح لكل ذي عقل هو أن ما كان هنا حتى إقامة الحكومة الحالية لن يعود لا اجتماعياً ولا اقتصادياً، حتى لو تحقق حل وسط يعطي جواباً للواقع المقلق.

بالطبع لن يكون هناك منتصرون في هذه الأزمة، بل مهزومون فقط، إلى هذا الحد أو ذاك.

المهزومون الأوائل سيكونون الحريديم الذين كانوا جزءا مهماً في المحرك الذي دفع إلى تنفيذ التحول في جهاز القضاء لأجل إلغاء مكانة المحكمة العليا.

بالمقابل، فإن من يتحملون العبء الأمني سيكونون مطالبين أكثر من أي وقت مضى أن يروا الحريديم يتجندون للجيش، ويخرجون للعمل، ويعيشون من عملهم.

إذا تحقق هنا بالفعل الحل الوسط المنشود، فهذا سيخلق هنا نمط حياة مختلفاً عما عرفناه في السنوات الأخيرة، فيما جهاز القضاء أيضاً سيتغير بقدر معين.

في مجالات حياة عديدة سنضطر لنعيد الحساب من جديد، وستضطر الدولة لتتصدى لواقع جديد وهي جريحة ومصابة جدا جراء أحداث الأسابيع الأخيرة.

المؤلم أكثر من أي شيء آخر هو أننا لم نرَ هنا شعباً واحداً موحداً مثلما صلى وأمل الكثيرون، بل سنواصل العيش شعباً من القبائل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى