ترجمات عبرية

معاريف: تفكيك حكومة نتنياهو

معاريف 2024-01-25، بقلم: ران أدليست: تفكيك حكومة نتنياهو

يفترض بالجيش والشعب ويجب عليهما أن يحتملا ضربة الشهداء ويواصلا اداءهما كما كان سابقا. المشكلة الرهيبة التي ترافق هذه الفرضية هي ان “الأداء كما كان سابقا” يستوجب قرار حكومة وكابينت كي يفهم الجيش الى اين تسير وجهته، وهذا يحول دونه رئيس الوزراء المدعوم او المهدد من بن غفير او سموتريتش. ليس صدفة انه قبل نحو شهرين، قبل وقت طويل من موسم الامطار الذي هو اشكالي في حرب العصابات حين يختبئ العدو بينما نكون نحن ظاهرين، طلب الجيش الإسرائيلي ويكرر الطلب اليوم أيضا من رئيس الوزراء ان يقرر سياسة اليوم التالي. ليس صدفة ان الجيش الإسرائيلي يدير الحرب بشكل مستقل من يوم الى يوم دون افق سياسي، لان رئيس الوزراء يهتم بالبقاء والحكومة بالسياسة الصغيرة في افضل الأحوال والتافهة في أسوأ الأحوال.

امثلة الأيام الأخيرة مقرفة لدرجة أن استخدامها فقط كحاجة لشرح ما حصل هنا يدنس قدسية شهادة الجنود. وهكذا نكون وصلنا الى وضع تكون فيه كل خطوة تحتاج تفكراً بارداً تتخذ بعد مصيبة الـ 21 صورة خطوة استسلام. هذه ضربة معنوية، ولاجل ان نواصل العض على الأسنان في الدولة والشعب نحن بحاجة الى زعامة ليست موجودة. ولا نزال نحن ملزمين بان نشير الى مصدر المرض العملي الذي يسبب النزيف وان نعيد تنظيم انفسنا بما يتناسب مع ذلك. هذا ليس نزفاً لا علاج له بالطبع لكن هذا نوع من اللكمة في البطن الذي يفترض دمج الجهد القتالي بالسياسي. واذا كان رئيس الوزراء يمنع التسويات كي لا يبدو ضعيفا في نظر ائتلافه ويكون موضع ابتزاز من شركائه فان الجمهور ملزم بان يشخص مصدر المرض ويكافح ضده. الموضوعان الاشكاليان في هذه المؤامرة النازفة في غزة هما وضع القتال ووضع المخطوفين.

لقد قال رئيس الأركان هذا الأسبوع ان الضغط العسكري وحده سؤدي الى تحرير المخطوفين. يحتمل ان يكون هو يعرف شيئا ما لا نعرفه نحن؟ في أنه يوجد احتمال للوصول الى السنوار شخصيا واجراء المفاوضات معه من موقف جندي يقف على فوهة خندقه مع قنبلة يدوية معدة للانفجار؟

فهل يحتمل أني أكون أتخيل فقط بالنسبة لمراسلين ومحللين عسكريين أصواتا وآهات مخنوقة في هذا الاتجاه. والا فان هذا سيكون مخادعة للجمهور في محاولة لتجنيده في صالح مطالب المستوى السياسي وكذا العسكري لمواصلة القتال. حتى متى؟ حتى يجلب لنا فتى وفتاة رأس السنوار على طبقة الفضة أو حتى يغلق بايدن الصنبور او حتى يستسلم نتنياهو لمخطط بايدن ويتوقف عن الإعلان عن الحرب حتى النهاية ودولة فلسطينية ليست في ورديته، اعلانان ليس لهما أي صلة بالواقع وييستهدفان بقاء حكومته وبقاءه الشخصي.

لحظنا يدير الجيش الإسرائيلي بشكل مستقل الحرب والسياسة تجاه حماس ويعمل حسب توصيات بايدن واحتياجات القتال. فقد جاء اخراج القوات بتخفيف اكتظاظ الأهداف والسماح للمستوى السياسي لتحريك السياقات بتسوية اليوم التالي.

اذا لم يتحرك أي شيء ستبدأ عندها اللعبة الحقيقية التي تلامس التهديد الوجودي. الشمال، الجنوب والضفة بدفع إيراني. الطريق الى إزالة الجمود هي من خلال بضعة نواب من الائتلاف، اسوياء العقل ظاهرا ممن يفهمون بأن مصير إسرائيل منوط بعدد أيام القتال وبالمخزونات التي توجد لنا فيقومون بفعل ما أي أن يزيلوا لعنة الـ 64 ويفككوا الحكومة.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى