ترجمات عبرية

معاريف: الكل مقابل الكل بدل “الغباء المطلق”

معاريف 14-3-2024، بقلم: ران ادليست: الكل مقابل الكل بدل “الغباء المطلق”

في هذه المرحلة يقاتل الجيش الإسرائيلي في سبع جبهات: الضفة، القطاع، لبنان، حزب الله، اليمن، ايران وحكومة دولة إسرائيل. ليس لأنه من حيث المبدأ يبحث عن الحروب، بل لأن الحكومة تضع امامه مطالب متعذرة والبطانية العسكرية اقصر من ان تغطيها جميعها. المحفز لكل الحروب هي الحرب على الضفة الغربية والنتيجة هي معارك مع كل العالم الإسلامي. ولما كان لا يمكن انهاء المعارك بدون حل وسط على المستوطنات (شرط الولايات المتحدة بتأييد العالم كله، بما في ذلك نصف مواطني إسرائيل)، تمتنع الحكومة عن الوصول الى تسوية مع السلطة حتى وان كانت النتيجة هي انهيار الشمال وحرب عديمة الجدوى ضد ايران – الجبهتين التي تدير فيهما الحكومة معارك غير ضرورية على الاطلاق.

متى سيتعلم شعب إسرائيل الدرس؟ أتذكرون كل أنواع الالاعيب في ايران؟ تصفيات وتفجيرات وتعطيلات غريبة اثارت حماسة جماهير هذا الشعب التي لم تفهم انه تبنى امامهم منظومة ثأر ارتكبت مذبحة الغلاف؟ الحكومة إياها تتخذ اليوم السياسة ذاتها تحت أسماء سرية مثل «اسقاط» و «تصفية» و «نصر مطلق»، غباء مطلق.

ان السبيل الصحيح للخروج من المتاهة في غزة يمر بوقف نار، الكل مقابل الكل، مفاوضات مع الفلسطينيين في الضفة وبعدها عاموس هوكشتاين رجل بايدن، يمكنه أن يصل الى لبنان ويتفق على وقف نار رسمي مع حزب الله يؤثر على العلاقات مع ايران. هل ستواصل حماس اطلاق النار حتى بعد التسوية وإعادة المخطوفين؟ ربما. هذه المرة، مثل كل دولة محبة للقانون والنظام توجد لنا رخصة للرد، هذه المرة مصيرنا في أيدينا.

لهذه الخطوة لا توجد ذرة امل. في اقصى الأحوال صرخات نجدة (هذا استسلام! فقدنا الردع!) او نخرة استخفاف. الحقيقة هي اننا مللنا. مللنا من الحرب. مللنا من نتنياهو وشركائه، مللنا حتى من انفسنا ونحن ننجر وراء جملة مجانين متهكمين مسيحانيين ويتخفون في زي أناس عاديين. في هذه الاثناء يبذل هنا جهد متعدد المراحل: إعادة المخطوفين، إدارة المساعدات الإنسانية المخصصة لإنقاذ غزة وإسرائيل على حد سواء وتصفية سنوار اصيل ما. لا تصدقوا الهراء وكأننا اذا ما صفينا السنوار فاننا نكون صفينا حماس. يوجد في غزة مليونا انسان ولا حاجة لان يكون المرء محللا في وحدة غزة في قيادة المنطقة الجنوبية كي يفهم بانه اذا لم يعالج مليوني غزي وفقاً لمعيار انساني فسيقوم سنوار آخر وبدلا من حماس ستقوم منظمة تسمى «سلامات» او «بندورة» وستعمل بالضبط مثل سابقتها.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى