ترجمات عبرية

معاريف: الكفاءة الحقيقية في الجيش الإسرائيلي هي الاستعداد للقتال

معاريف 16/8/2023، بقلم ران أدليست: الكفاءة الحقيقية في الجيش الإسرائيلي هي الاستعداد للقتال

هذا الهراء، وكأن أهلية الجيش متعلقة بـ “طيارين” وبـ “طائرات”، ناجع حين يراد إخافة الجمهور. أما الأهلية الحقيقية للجيش الإسرائيلي فهي الاستعداد للقتال. هذه الحقيقة لا يمكن لهيئة الأركان أن تقيسها بالأرقام ولا حاجة لتنشغل بها، لأنها تتحدث من تلقاء ذاتها.

حديثاً، انتحر مصدوما معركة، بار خلف واور دونيو، وكشف انتحارهما عن الأهلية الحقيقية للقتال، والتي هي عقلية المقاتلين. أحد التطعيمات ضد أحداث قتال عنيدة هو الإيمان بعدالة الحرب، وبحقيقة أننا نتجه للقتال من أجل حياتنا وحياة أعزائنا، وأن وجود الدولة على كفة الميزان، والإيمان بالزعيم. حرب اللامفر وقيادة جديرة هما نوع من الستار المنيع الذي يهبط على المقاتل ويحميه من أحداث قاسية كالخوف والسقوط المدوي للمدفعية والجثث المتدحرجة. أما الجندي الذي لا يملك هذا الستار فهو مرشح طبيعي لصدمة المعركة ولأداء ضعيف في الحرب وما بعدها، وهذا يحصل كما أسلفنا عندما لا يؤمن الناس إيماناً تاماً بأهداف الحرب وبزعمائها.

جندي يخرج اليوم إلى حملة، إلى حرب أو إلى أمن جار في جبهات متفجرة، بينما زعيمه الأعلى مخادع، وحكومته عصبة نزقة، والجالسون في الكابينت متزمتون لا يحصونه، والجندي الذي يخرج إلى المعركة وليس له الا قائده ورئيس الأركان وهيئته. لا مفر لهؤلاء غير الخروج ضد الحكومة التي -حسب القانون- هي قائد الجيش يسير رأساً برأس أمام رئيس الوزراء الذي “وجه تعليماته لرئيس الأركان للحفاظ على أهلية الجيش وجاهزيته”، وفقاً لتقرير من مكتب رئيس الوزراء. هذه التغطية الجبانة للقفى أغضبت قادة جهاز الأمن الذين أداروا محادثات قاسية وطالبوا بلقاء معه ليشرحوا له بأنه يعرض الدولة للخطر.

في اللقاء نفسه، قيل لنتنياهو: “إذا استمر التشريع، فكل التوقعات حول المس بأهلية الجيش سوف تتحقق، مثلما تحققت حتى الآن. كانت هذه صفعة جماهيرية، إعلامية وسياسية. الرجل ضغط، وبدلاً من الحديث عن الوضع، تحدث عن “تسريبات”، وهدد بآلة كشف الكذب على المسربين. وكي يثبت زعامته، بلغ مكتبه بأنه قال في تلك اللقاءات إنه “جيش يسيطر على الدولة، أنتم تمسون بالردع. لماذا تخرجون عناوين كهذه؟”. علم أن اللقاء كان قاسياً. خرج رئيس الوزراء كي “يتشاور” مع درعي ولفين، أما مكتبه فبلغ المراسلين بأنه صرخ على قادة جهاز الأمن، وادعى بأن “الحديث تجاه الخارج يمس بنا أمام أعداء إسرائيل”، وأنه يفحص “سلسلة أعمال” بوقف التسريبات.

أما الحقيقة فهي أن الكل هناك يثرثرون عن “أهلية” متملصة بدلاً من القول مباشرة بأن الأهلية كلما هبطت يرتفع عدد الضحايا في كل حملة، خصوصاً في الحرب. جهاز الأمن يدير الحرب ضد الحكومة ليس على الأهلية، بل على عدد القتلى في الحملة أو الحرب التاليتين.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى