أقلام وأراء

محمد قاروط أبو رحمة: الشعب الفلسطيني العظيم في مواجهة دول عظمى وسينتصر

محمد قاروط أبو رحمة 25-10-2023: الشعب الفلسطيني العظيم في مواجهة دول عظمى وسينتصر

الدول العظمى تندثر، الشعب العظيم لا يندثر أبدا.

الشعب العظيم عظيم بقيمه وأخلاقه

يمر شعبنا بظروف صعبة وخطيرة تهدد هويته الوطنية وتهدد أيضا وجوده على ارض أبائه وأجداده، وتهدد حلمه بتقرير المصير وممارسته على أرضه وعودة اللاجئين.

ونستشف من هذه الظروف الصعبة فسحة واسعة من الأمل من خلال الفعل اليومي التي تقوم به المؤسسات الرسمية الفلسطينية، وفصائل المقاومة الفلسطينية، والمؤسسات الأهلية، وجالياتنا حول العالم، وبمشاركة ودعم شعبي ورسمي عربي وإسلامي ومن إفريقيا واسيا واليابان وأمريكا اللاتينية واستراليا وأمريكا.   

الأفراد والدول والمؤسسات والحركات السياسية ووسائل الإعلام  تعبر عن موقفها من المذابح التي يرتكبها التحالف الغربي الصهيوني بقيادة أمريكا ضد شعبنا بطرق متنوعة، وبتباين ملحوظ. بعض هذا التباين قد لا يعجبنا كأفراد ترتكب بحقنا المجزرة البشعة. 

نحن شعب نذبح من الصغير إلى الكبير، ونحن بحاجة إلى أي صوت او فعل مهما كان صغيرا يعبر عن رفضه لهذه المذابح او  يساعد بوقفها. انه لمن مصلحتنا ان نثني ونشكر أي موقف مها بدا صغيرا من أي جهة او وسيلة إعلامية، لان قيمنا وأخلاقنا تفرض علينا ذلك أيضا.

صحيح أن إلي رجله بالفلقة ليس كمن يعد الضربات، لكن مهم نمارس ردود فعلنا بوعي حتى نكسب هذه الجولة من الحرب.

في الأوقات الصعبة والمعقدة علينا التمسك بدورة التفكير الواعية حتى يكون تصرفنا في خدمة شعبنا وقضيته.

والفرد ونحن جميعا نهتم بما يدور حولنا بحواسنا هذا أولا، ثم ثانيا نأخذ منه ما يؤثر علينا وفينا، ثم ثالثا نستوعبه، ثم رابعا نفهمه، ثم خامسا ندركه ثم نقرر إعطاء ردة فعل او لا. بكل هذه المراحل نحن نستخدم نضوجنا الوجداني ثم العقلي المنطقي.

لاحظ بدون نضوج وجداني نحن لا نسير بالعمليات الذهنية في هذا الطريق.

بدون النضوج الوجداني نقوم فورا بإعطاء ردة فعل على ما يثير انتباهنا.

سأستخدم مثلا بسيطا معروفا عن معظم الناس للتوضيح:

(إنَّ مِن أكْبَرِ الكَبائِرِ أنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ والِدَيْهِ. قيلَ: يا رَسولَ اللَّهِ، وكيفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ والِدَيْهِ؟ قالَ: يَسُبُّ الرَّجُلُ أبا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أباهُ، ويَسُبُّ أُمَّهُ.) صحيح البخاري

النضوج الوجداني هنا:

 أولا: أن لا تسب أنت، أي لا تبدأ بالخطأ.  

وثانيا: إذا أنت شُتمت ولم ترد الشتيمة فإنك ناضج وجداني لا ترد السيئة بالسيئة.

وثالثا: ان تبحث عن حل آخر. ورابعا: تتجاوز عن الجهلة. نحن كائنات وجدانية نستخدم عقلنا.

يساعدنا النضوج الوجداني على التركيز على ما نريد.

 ما الهدف من  التركيز على ما نريد؟    من أبجديات التفكير السليم الذي يؤدي إلى قرارات صحيحة وأفعال تحقق ما تريد أن تركز على ما تريد. إذا عرف الفرد ما الذي يريده يضع له خطة.

وعندما لا يعرف ما الذي يريده سيركز على ما لا يريد.

وعندما يركز الفرد على ما لا يريد يضع جهده في خدمة خطة غيره.

التركيز على ما لا تريد مؤشر عجز عن معرفتك بما تريد.

نحن شعب عظيم بقيمه وأخلاقه. وفي الأوقات الصعبة المعقدة يظهر معدن الرجال الذين يعرفون ماذا يريدون المؤمنين به ويعملون من اجل تحقيقه، المؤمنون بقيمة الوحدة والتعالي عن الجهلة والتمسك بالقيم الوحدوية النبيلة والأخلاق السامية التي تتجاوز عن سيئات الجهلة، بهدف تحقيق ما يريدوه.

نحن شعب عظيم موحدون في مواجهة العدوان، وبوحدتنا وقيمنا وأخلاقنا وعدالة قضيتنا سنهزم الدول العظمى كما هزمناهم ثماني مرات في اقل من ألف عام.

الدول العظمى تندثر، الشعب العظيم لا يندثر أبدا.

إن النصر مع الصبر

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى