منوعات

عواصف رملية و إخفاقات في تجنب الأزمة في الشرق الأوسط

روان يونس

روان يونس 27-05-2022

عاصفة رملية  الأشد من نوعِها تضرب العراق وسوريا وإيران والسعودية والكويت  مسببة الآلاف من حالات الاختناق وضيق التنفس وتعطّل الرحلات الجوية، حيث استيقظ السكان  على أطنان من الغبار تغطّي منازلهم وممتلكاتهم، فيما كان مستوى الرؤية متدنيًا في الشوارع والطرقات التي خلت تقريباً من المارة.

ألقى المواطنون  و الخبراء اللوم على الحكومات  لعدم تعامل الحكومات مع التغير المناخي بشكل صحيح و عدم الأخذ بالاحتياطات.  

فبالحديث عن  العواصف في العراق  فهي مستمرة كل أسبوع بشكل تقريبي  منذ شهر مارس العام الجاري، و أقّرت السلطات العراقية إجازة وطنية، ودعت المواطنين للبقاء في منازلهم تحسبا للعاصفة العاشرة التي تضرب البلاد .

و تعد العواصف الترابية ظاهرةً تتكرر بشكل متزايد  خلال الشهرين الأخيرين في العراق بسبب  التغير المناخي وقلة الأمطار والتصحر بإعتبار العراق من الدول الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم خاصة بعد تزايد الجفاف لقلة هطول الأمطار في العراق وسوء إدارة المياه  بالإضافة لإرتفاع درجات الحرارة التي تزيد عن 50 درجة مئوية خلال فصل الصيف .

فالعاصفة التي سبقت العاصفة الحالية عصفت بالعراق قبل أسبوع واحد  أدت إلى توقف الخطوط الجوية في العراق نظراً لوصول مدى الرؤية لأربعمئة متر فقط و إغلاق الإدارات العامة كذلك وتعليق الامتحانات، فيما أصيب عشرة آلاف شخص بحالات اختناق خلال كلتا العاصفتين الترابيتين.

أما في السعودية  فقد توقعت هيئة الأرصاد الجوية السعودية أن الرؤية ستنخفض إلى درجة صفر  على الطرق في العاصمة الرياض نتيجة وصول العاصفة الترابية الثانية إلى الرياض ، و صاحبها تحذيرات عدة من قِبل الدفاع المدني السعودي  للمواطنين في الرياض والمناطق المحيطة بها الغبار و الأترىبة التي ترافق هذه العاصفة الرملية المستمرة لأخذ الحيطة و الحذر على الطرق و تنبيه السائقين من السرعة، بالإضافة إلى تسجيل 1285 حالة ضيق تنفس كحالات طارئة في المستشفيات.

أما بالنسبة للكويت فقام مطار الكويت الدولي  بتعليق جميع رحلاته مرتان خلال شهر مايوالحالي  بسبب سوء الأحوال الجوية و صعوبة  الرؤية فيها،  حيث انخفضت الرؤية الأفقية إلى أقل من 500 متر وانعدامها في بعض المناطق.

كما صّرّحَ  بشار الشعيبي رئيس مكتب وزارة الصحة في دير الزور السورية  للتلفزيون السوري الرسمي، أنه تم  الإستعداد  في المستشفيات والنقاط الطبية التابعة للمديرية  و تأمين  أسطوانات الأوكسجين والأدوية والأطقم الطبية لاستقبال حالات مرضى الربو التي تتأثر بشكل كبير خلال العواصف الرملية ، بالإضافة لإستقبال المرضى في حالات الحوادث التي قد تسببها العاصفة.

أما بالنسبة لإيران فقد قامت بإغلاق المدارس و الدوائر الحكومية في طهران بسبب العاصفة الترابية التي عصفت بالبلاد و تضررت بشدة منطقة خوزستان الصحراوية جنوب غرب إيران، حيث عانى 800 شخص على الأقل من سكانها من صعوبات في التنفس و نقلهم إلى المستشفيات، بالإضافة إلى  إلغاء الرحلات الجوية من إيران.

كما إعترض الكثير على سوء التعامل مع هذه الأزمة نتيجة لسوء إدارة الحكومات للأراضي الخضراء و موارد المياه مما زادت من حدة  أضرار العواصف الرملية كما في العراق و سوء إدراتها لموارد المياه واستنزاف إيران لأراضيها الرطبة بتجفيفها للزراعة.

بالتعاون مع كلية الاعلام في جامعة الازهر – غزة

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى