أقلام وأراء

بكر أبو بكر: مباغتة للمقاومة من سافوي الى أوفاكيم

بكر أبو بكر 7-10-2023: مباغتة للمقاومة من سافوي الى أوفاكيم

انطلقت صواريخ المقاومة الفلسطينية بالآلاف ضد عدد من المدن والبلدات الصهيونية السكان حول قطاع غزة وأبعد من ذلك حيث طالت العديد من المواقع في الداخل منذ فجر يوم 7/10.

وبلا شك كانت هذه العملية مباغتة ومدهشة. ولربما أن وقوعها تصادف مع مباغتة حرب العام 1973م حرب أكتوبر/رمضان المجيدة والتي مثلت أهم انتصار عربي، ما قد يعتبر مصادفة أومخطط لها، حيث الربط بالأذهان بمناسبة مرور 50 عامًا على نصر أكتوبر يظل قائمًا.

في نصر أكتوبر (رمضان آنذاك) للذكرى التي أثارتها العملية المباغتة شاركت عديد الدول العربية مع القوات المصرية والسورية في تحقيق النصر، كما شاركت قوات الثورة الفلسطينية في الجبهات الأربعة أي السورية والمصرية ومن الأردن وفي الداخل ما يثير فكرة أهمية الوحدة العربية (والفلسطينية) حول فلسطين وضد الاحتلال الصهيوني.

فكرة العملية التي أطلقت من قوى الثورة أو المقاومة الفلسطينية في غزة، بعد ركود كبير وتذبذب في ترك الجهاد الإسلامي وحيدًا لعدة مرات، والتي حتى منتصف نهار 7/10/2023 لم يصرح فيها أي قائد إسرائيلي موضحًا ما يحصل بشكل رسمي تعد سابقة يُبنى عليها، وتطور بلا شك لافت ومتغيرات كبيرة.

في الإطار حاولت كثير من الفضائيات والشخصيات التحليل للمباغتة استنادًا للمعلومات القليلة الموثقة المتوفرة من مثل وحدة الساحات، ومن مثل الرد على الاعتداءات الإرهابية في حوارة مؤخرًا، وفي كل الضفة يوميًا من عصابات الإرهابيين المستوطنين والجيش، وفيما حصل أيضًا من اقتحامات صهيونية متواصلة داخل المسجد الأقصى .

على الإذاعة الصهيونية (إذاعة مكان الرسمية) حاول المذيع أن يجعل من د.محمود الهباش أن يطالب بوقف اطلاق الصواريخ من قبل “حماس” والفصائل في غزة، لكنه كان واضح الطرح أن الإرهاب الصهيوني الذي لا يتوقف بالضرورة سيلقى بالضرورة ردًا من الفلسطينيين، وهم أي الصهاينة المطلوب منهم أن يكفوا عن اعتداءاتهم والاعتراف بفلسطين، فلما أصر المذيع أن الاعتداءات الآن من قبل الفلسطينيين في غزة، قال الهباش أن لوم الضحية كالعادة لا ينفعكم فأين كنتم أنتم في كل لحظة يتم فيها قتل الفلسطييين بكل مكان من الضفة وفي القدس، وعندما سؤل عن موقف الرئيس مما يحصل قال له لا يختلف عما أقوله لك. ما جعل المذيع الصهيوني يستسلم، ولا يجد أي مطالبة فلسطينية بوقف ردة الفعل الفلسطينية على الإرهاب الصهيوني المتواصل.

في لقاء الجنرال “عاموس جلعاد” مع إذاعة “مكان” أشار أنه لم يتفاجأ –رغم أنه بدا بالحقيقة مصدومًا تمامًا مثل نتنياهو وغيره-من “حية التبن” قاصدا “حماس” أو المقاومة، ولم يعترف بالفشل مما حصل، رغم اعترافه بدخول مسلحين من قطاع غزة الى مناطق تواجد الإسرائيليين حولها من بلدات. ورفض المذكور الربط مع الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى والضفة! رغم أن اسم العملية “طوفان الأقصى”! كما رفض الربط بنصر أكتوبر 1973م، الذي حصل في عيد الغفران اليهودي من 50 عامًا، وفي نهاية عيد الغفران اليوم.

في إطار المفاجأة والمباغتة أو نكسة يوم الغفران 2 أو الكابوس كما أسماها البعض من المحللين بالإذاعة الإسرائيلية، فلقد سيطر رجال المقاومة على عدد من الأماكن والبلدات داخل فلسطين الداخل مما اعترفت به الإذاعة الإسرائيلية بوضوح، (يشار لمقتل رئيس المجلس لاقليمي لمستعمرة “شعاري هنغيف”، والتحصن الفلسطيني في مستعمرة “أوفاكيم”، أو بما عدده 7 مواقع موثقة إسرائيليًا) من مصادرها. وفي إطار نقلها للاحداث. وبعد عدة ساعات (الساعة 11.35) تكلم المرتبك “نتنياهو” باقتضاب شديد، عما أسماها الحرب المفاجئة (لاحظ أن جلعاد لم يعترف بالمفاجأة!)، وليس عملية عسكرية، وقائلًا أنه منشغل بتطهير البلدات الإسرائيلية من المخربين الفلسطينيين، ثم سيكون الرد الصاعق ضمن تهديده.

إن مما يشار له أن عملية الدخول الفلسطيني المسلح الى بلدات ذات سكان إسرائيليين تعتبر ذات النمط الذي كان يميز عمليات الثورة الفلسطينية من لبنان وما بعدها، ما يدلل على استعادة أفكار وطرق وأساليب مقاومة كانت مطبقة في مراحل سابقة من قبل حركة فتح والفصائل، مع تطويرات ذات صِلة بحرب الشعب وقتال المدن حيث الاعترافات الإسرائيلية الذاهلة والمصدومة بوجود فدائيين يقاتلون بهذه المناطق. كما ذهلوا سابقًا في عملية سافوي (عام 1975م) أو عملية دلال المغربي (عام 1978م) وعشرات العمليات المشابهة خاصة في مستعمرات الشمال، مما قامت به مختلف الفصائل.

إن الوضع جد ملتهب والحرب ستتصاعد من الاحتلال الصهيوني، والتوقعات بالامتداد الى الضفة، أو لبنان تجد لها صدى في تحليلات الإسرائيليين وغيرهم، وما يقتضي حسب ما يتم تداوله أو التهديد به إسرائيليًا لغزو لقطاع غزة جوًا وبحرًا، وحتى برًا كما أشارت المصادر الإسرائيلية، والاحتمالات الكبيرة مفتوحة.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى