ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم– بقلم ابراهام بن تسفي – الاشارة الضوئية لـ “بومبيو”:اسناد امني، تأجيل السياسة والكفاح ضد الصين

اسرائيل اليوم– بقلم  ابراهام بن – تسفي  – 14/5/2020

بومبيو يعطي ضوء أخضر لمهاجمة ايران في سوريا، وضوء أصفر تحذيريا لقرار الضم الاسرائيلي كي يضمن توافقه مع المصالح الامريكية، وأخيرا ضوء احمر ضد مشاريع صينية كبرى في اسرائيل تعطي الصين موطيء  قدم خطير “.

في نظرة أولى، يبعث على دهشة غير قليلة قرار بومبيو أن يجري زيارته الاولى خلف البحر منذ نشوب أزمة الكورونا الى اسرائيل بالذات،  وعشية اداء الحكومة الجديدة اليمين القانونية بالذات.  فهل على جدول الاعمال الامريكي – الاسرائيلي توجد جملة من المسائل الملحة جدا لدرجة أن معالجتها تستوجب المجيء في زيارة خاطفة، وذلك حتى قبل ان تترابط آخر الخيوط في تشبيك الائتلاف الجديد؟ الجواب على هذا التساؤل يوجد في السياقات الثلاثة التي اضاء بومبيو نفسه  على الاقل طرف الجبل الجليدي لها عشية الزيارة وفي اثنائها. من ناحية بصرية يبدو أن وزير  الخارجية حمل في جعبته الى القدس رسالة ثلاثية تشبه الاشارة الضوئية، التي تتبدل اضواؤها وفقا لموضوع البحث. الرسالة الاولى، ذات اللوان الاخضر والتي تعني اسنادا وتشجيعا كاملين للنشاط العسكري الاسرائيلي ضد منظومات السلاح والقواعد الايرانية في سوريا. وذلك من اجل استغلال ضعف طهران المتعمق والتسبب بتسريع عملية فك ارتباطها عن الاراضي السورية.

الرسالة الثانية، ذات اللون الاصفر، ترتبط بتوقيت قرار نتنياهو اطلاق مبادرة التشريع فيما يتعلق ببسط السيادة الاسرائيلية في غور الاردن وفي شمالي البحر الميت. في هذا الاطار شدد بومبيو على ان اسرائيل يحق لها بالفعل ان تمارس  التفكرا الذاتي في هذه المسألة،  وعليه فان الرسالة لا  تتضمن مطالبة امريكية صريحة لتأجيل الخطوة.

ومع ذلك، فالحديث يدور عن ضوء اصفر، إذ ان الادارة كانت تفضل ان تتم العملية بتنسيق اقصى مع واشنطن، والا  تخرج الى حيز التنفيذ الا بعد أن تستكمل دراسة الطواقم المشتركة للترسيم الدقيق لخرائط الاراضي التي ستندرج ضمن مجال السيادة الجديد. هذا الموقف الذي يؤيد التقدم الحذر والمنضبط في مسار بسط السيادة، يعكس المخاوف السائدة لدى محافل في الادارة، ولا سيما في اوساط أسرة الاستخبارات من الاثار الاقليمية لبسط السيادة في غضون شهرين، وتطلعها لربط الاطراف التي لا تزال فالتة في  الخطة.

من ناحية البيت الابيض توجد ميزة مركزية اضافية في نقل موعد بسط السيادة الاسرائيلية على غور الاردن من بداية الصيف الى نهاية خريف 2020. فتنفيذ اسرائيل للمخطط بدعم رئاسي معلن عشية التوجه الى صناديق الاقتراع في الولايات المتحدة في 3 تشرين الثاني كفيل بان يكون مثاليا من ناحية ترامب كعامل مشجع لجمهوره المستهدف من الافنجيليين. فغالبيتهم المطلقة تؤيد بلا تحفظ هذا المدماك من خطة القرن، وبعض الاصوات اليهودية ايضا.

في ضوء الصراع الشديد الذي يعيشه اليوم الرئيس حيال خصمه الديمقراطي جو بايدن، مرغوب فيه من ناحيته أن يبقي هذا الحافز على الرف في المرحلة الحالية فيمنع بذلك وضعا يتبدد فيه تأثير الاعلان عن بسط السيادة ويغرق في هوامش المنصة في يوم الاختبار الحقيقي بالنسبة له.

وأخيرا – الضوء الاحمر. مع ان علاقات اسرائيل مع الادارة وثيقة وبعيدة سنوات ضوء عن فترة الازمة الحادة التي خيمت على علاقات رئيس الوزراء الاسبق باراك مع الرئيس كلينتون في اواخر عهد ولايته الثانية واجبره على أن يلغي صفقة الفالكون مع الصين في حينه، رسم بومبيو في زيارته خطا أحمر فاقع في المجال الصيني. في المجال العالمي نشأت ظروف جغرافية استراتيجية جديدة تستوجب حرصا زائدا على ان تجتاز خطوط حمراء في كل ما يتعلق بنقل بنى تحتية وذخائر استراتيجية وتكنولوجية عظيمة القيمة في المستقبل الى سيطرة العملاق الصيني.

ان المعركة الدولية توجد اليوم في فجر حرب باردة جديدة بين واشنطن وبين بيجين. والبيان الاسرائيلي امس عن النية لاعادة النظر في دخول الصين الى مشروع التحلية في الجنوب، يشير بالفعل الى تطلع نتنياهو الى تقليص احتمال الاحتكاك على هذا المستوى المشحون مع الولايات المتحدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى