ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – السلاح الإسرائيلي.. تقليد يهودي في أيدي قتلة

آفي دبوش – 21/2/2022

بايدن سيصدر أمرا تنفيذيا يحظر على الأمريكيين الاستثمار أو التجارة في المناطق الانفصالية الأوكرانية

في تقرير ختامي للعام 2021، تشير وزارة الدفاع إلى أنها عالجت في أثناء السنة، نحو 23.300 طلب لرخص تصدير سلاح وعتاد أمني إلى نحو 190 دولة (نحو خُمسة الطلبات ألغيت أو رُدت). كي نفهم حجم صناعة السلاح المحلية، نذكر أن إسرائيل الصغرى هي الدولة الثامنة عالمياً في تصدير السلاح. ويبلغ التصدير الأمني الإسرائيلي نحو عشرة مليارات دولار، أي نحو عُشر إجمالي التصدير العام. كما أن إسرائيل هي الوحيدة، إلى جانب روسيا، من بين عشرة مصدري السلاح الأكبر في العالم، دون تشريع مقيد على تصدير السلاح إلى دول مع خروقات خطيرة لحقوق الإنسان.

ما هي نتيجة غياب هذا القيد؟ وماذا يفعلون بالسلاح الإسرائيلي؟ تم قتل الشعب في جنوب السودان بواسطة بنادق “جليل” الإسرائيلية. وفي السنوات ما بعد ذلك، كان استخدام السلاح الإسرائيلي في أعمال الذبح والقمع في الدولة. إسرائيل تبيع السلاح والعتاد العسكري لـميانمار رغم مذبحة أبناء الروهينجا في 2017 واضطهادهم. في 2018 دعا رئيس الفلبين دوترتا – المتهم بقتل آلاف المواطنين والخصوم السياسيين – قائلاً: “ليس هناك سوى دولة واحدة لشراء العتاد العسكري والسلاح منها، وهي إسرائيل”. هذه قائمة قصيرة. فإسرائيل تبيع السلاح أيضاً للكاميرون، وأذربيجان، وسيريلانكا ودول أخرى كثيرة ومهزوزة، دول ترفض معظم الدول الأوروبية أن تبيعها لهذه الأسباب.

عندما يسألوننا، مثلما في الاستطلاع الذي أجراه معهد “متفيم” مؤخراً، فإننا نبرز أمر الضمير تماماً. 64 في المئة من الإسرائيليين يعارضون بيع السلاح والعتاد الذي يستخدم لخرق حقوق الإنسان. 12 في المئة منا فقط أيدوا البيع. لكن الرأي العام لا يؤثر على أصحاب القرار الذين يسمحون بهذه الفظاعة.

هذا منطق سليم، بموجبه لا نضع سلاحاً إسرائيلياً -يفترض أن يستخدم للدفاع- في أيدي قتلة، ولكن هذا تقليد يهودي متواصل. من المسؤولية التي أخذها إبراهيم، أب الكثير من الأغيار عن سدوم وعمورة الخاطئتين ضد العقاب الجماعي وعن أسرى حرب أربعة الملوك. سرح إبراهيم أسرى الحرب ورفض قبول أي شيء بالمقابل. الحاخام موشيه كلفون هكوهن، والحاخام الرئيس لجربة، طور رؤية مسؤولية عالمية لكرامة الإنسان وحريته. ألقى من جربة في سنوات العشرين من القرن الماضي، موعظة شهيرة دعا فيها لإقامة منظمة عالمية ومحكمة دولية في القدس. وكان الهدف ضمان سلامة ورفاه عموم بني البشر في العالم. كانت هذه الرؤية تعبيراً عميقاً لإدراك أن توراة إسرائيل لا تقصد خلاص إسرائيل فقط، بل تحمل بشرى السلام للإنسانية كلها.

في السبت المقبل ستتلى سورة “ويتجمع” لتذكر الكفاح لتقييد بيع السلاح في عشرات الكنس في أرجاء إسرائيل، بقيادة ينشوف (جمعية للشفافية والرقابة على تصدير السلاح). الصوت اليهودي في صالح المسؤولية في تصدير السلاح الإسرائيلي يجب أن يصدح ويؤثر في أصحاب القرار.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى