ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم – إلى الأتراك: حان الوقت لتتخلوا عن مآربكم في القدس

اسرائيل اليوم – نداف شرغاي – 11/3/2022

في ظل “الربيع” الذي بادر إليه أردوغان في علاقات بلاده مع إسرائيل، تواصل تركيا تعميق دورها ونفوذها في الحرم والبلدة القديمة وأحياء شرقي القدس. الرئيس التركي يشجع أعمال “الدعوة” التي تتضمن مساعدة اقتصادية، مجتمعية، دينية واجتماعية، هدفها تقريب الفلسطينيين من التراث التركي – الإسلامي وإضعاف قبضة إسرائيل على العاصمة.
ومؤخراً، سلمت تركيا لسكان الشيخ جراح وثائق ملكية مزعومة من العهد العثماني على الأراضي في الحي كي تساعدهم في صراعهم ضد “المستوطنين ووثائقهم المزيفة”. إضافة إلى ذلك، قرر الأتراك قبل بضعة أسابيع استئناف الرحلات الدينية إلى القدس والأقصى (بعد توقف لسنتين بسبب كورونا). ويتلقى العاطلون عن العمل من الدولة أموالاً للوصول إلى الأقصى كسياح، ويبرزون حضوراً في المكان. وبالتوازي، تواصل جمعيات تركية ضخ الأموال إلى القدس، سواء من خلال منظمة المساعدات التركية الحكومية “تيكا” أم من خلال جمعيات أخرى مثل “تراثنا”.
الرئيس التركي الذي يعتبر نفسه مواصلاً لسلالة السلاطين العثمانيين، يتطلع إلى تجديد أيام الإمبراطورية ويرى نفسه مسؤولاً عن القدس من المسلمين. في نظره، أردوغان هو استمرار لصلاح الدين والسلطان سليمان العظيم على اعتبار أن الأتراك “أحفاد” الرجلين.
كجزء من هذا المفهوم، يقيم رجال أردوغان علاقات وثيقة مع الأوقاف في شرقي القدس، ومع رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الشيخ عكرمة صبري، ومع رائد صلاح رئيس الجناح الشمالي غير القانوني من الحركة الإسلامية، المحرض الأكبر في مسألة الأقصى والقدس، والذي تحرر مؤخراً من السجن.
وبينما تعطي الحكومة اهتماماً ومعالجة تفصيلية لنشاط منظمة الإرهاب حماس في تركيا ونواياهم للقيام بعمليات ضد إسرائيل من هناك، فإنه النشاط الإسرائيلي بالنسبة للقدس حيال الأتراك طفيف أكثر بكثير، هذا إذا كان موجوداً أساساً.
إسرائيل تتجاهل النشاط التركي في العاصمة، الذي يصب الزيت في عجلات الكفاح الفلسطيني. وقد تجاوزت ترميم “الخان” في شارع السلسلة من أموال “تيكا” على مسافة دقيقتي سير عن الحائط الغربي، وأغمضت عينيها عن اتفاق التعاون بين الأوقاف و”المركز الثقافي التركي” الذي يعمل كذراع تنفيذية للقنصلية التركية في القدس.
أردوغان، الذي صرح بأن كل يوم تمر فيه القدس تحت الاحتلال هو يوم إهانة له. ولا يزال يتطلع “لاحتلال” المدينة من خلال تدفق المسلمين إلى الأقصى. جمعيات تركية تمول منظومة التسفيرات الجماعية لعرب إسرائيل إلى الحرم، بل وتقف من خلال منظمة “المرابطون”، وهي منظمة فرعية عن الجناح الشمالي الذي أخرج عن القانون بعد سنوات من إثارة الخواطر في الحرم ومحاولة منع زيارات اليهود إلى هناك. أعلام تركية ترفع في أماكن عديدة في البلدة القديمة، والعديد من المدارس في شرقي المدينة بدأت تعلم اللغة التركية.
والآن، بينما يحتاجنا أردوغان، نشأت فرصة لإبعاد الأتراك عن العاصمة وإضعاف نفوذهم السيئ هناك. حضورهم القديم في القدس كان مثابة حادثة تاريخية، والآن بعد أن عاد إليها أبناؤها الحقيقيون، لا نحتاج إلى “شركاء” يدحرون أرجلنا عن هنا.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى