ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: المطلوب: نصر واضح يداوي فقدان الخوف من إسرائيل

إسرائيل اليوم 2024-01-24، بقلم: تسفي هاوزر: المطلوب: نصر واضح يداوي فقدان الخوف من إسرائيل

معنى إخفاق 7 أكتوبر ليس فقط في فقدان حياة نحو 1200 إسرائيلي بل أولاً وقبل كل شيء في خلق إمكانية لتغيير استراتيجي إقليمي جوهره فقدان الخوف من إسرائيل في الشرق الأوسط.

في أكتوبر 1973 انتهى الخيال الشرق أوسطي في أنه “يمكن إلقاء اليهود في البحر”.

في أكتوبر 2023، أشعل مسلحو التيوتا والـ آر.بي. جي من غزة من جديد خيال الكثيرين من بين نصف مليار مسلم يحيطون بدولة اليهود.

دولة أقل من 10 ملايين نسمة. مزيد فمزيد من الناس في المنطقة يعتقدون أنه حان الوقت للتوقف عن الخوف من إسرائيل. وهذه هي البشرى الأصعب من أحداث 7 أكتوبر.

في اللغة التحليلية يسمى هذا “تخوّفاً مؤكداً من انهيار الردع الإسرائيلي في المنطقة”.

هذا التخوف يقلّص مرونة إسرائيل بالنسبة لنتائج المعركة. إسرائيل ملزمة الآن بالنصر. نصر جلي. التعادل المتملّص سيشكل هزيمة خطيرة.

ينبغي أن يترسخ في القيادة الإسرائيلية الفهم بأنه لا يمكن الاكتفاء بعد اليوم بـ “إحساس النصر” لدى الجمهور الإسرائيلي.

التركيز يجب أن يكون على إحساس الملايين الذين يحيطون بنا. هناك يجب أن يكون كي وعي نصر إسرائيلي جلي.

محظور أن نبقي لأبنائنا وضعاً يكفون فيه عن الخوف منا في الشرق الأوسط.

مثل هذا الوضع سيجر عدم استقرار عضال، في نهايته سفك دماء بحجم هائل في المنطقة. من يريد السلام والاستقرار ملزم بأن يسعى إلى نصر إسرائيلي جلي في هذا الوقت.

إن مهمة النصر على حماس في غزة تصبح مركبة مع الانتباه إلى حقيقة أن الزعامة الإسرائيلية ترفض تنسيق التوقعات مع الجمهور الإسرائيلي ومع أصدقائنا في العالم. فالقيادة لا تحدد تقويض حماس بشروط دنيا قابلة للقياس أساسها، طرد باقي رجال الذراع العسكرية المتبقين على قيد الحياة من غزة، وتجريد غزة من السلاح الثقيل والاستيلاء على مناطق فصل أمنية لزمن طويل.

“تغيير الجبهة”

غياب تنسيق التوقعات يشدد ضغط الولايات المتحدة لإنهاء الحرب. وقبل كل شيء يسهم في ضغط جماهيري وإعلامي لتقليص أهداف الحرب إلى تحرير المخطوفين بكل ثمن. مشكوك أن يكون نصر في غزة كافياً لإعادة الخوف إلى معادلة العلاقات السابقة بين إسرائيل والمحيطين بها. وبالتأكيد ليس نصراً كل جوهره يكون تحرير المخطوفين وخطوات بناء ثقة لإقامة دولة فلسطينية.

حتى كل من فكره في الثلاثين سنة الأخيرة يقوم على أساس فكرة الاستقلال الفلسطيني كعنصر جوهري في أمن إسرائيل لا يمكنه أن يتجاهل تداعيات إقامة دولة كهذه كنتيجة لهزيمة عسكرية إسرائيلية في غزة. فليس هكذا يرمم الردع، ليس هكذا يكون البقاء على قيد الحياة في الشرق الأوسط.

إذا أدى وحل الأنفاق الغزي، والضغط الأميركي ومسألة المخطوفين بالقيادة إلى الاعتراف بأنه لا توجد قدرة على عرض نصر جلي لهذه الجبهة، نصر يؤدي إلى تغيير استراتيجي في المنطقة، فعليهم النظر في إمكانية الانتقال إلى جبهة أخرى وترميم الردع الإسرائيلي عبر إزالة التهديد الاستراتيجي في لبنان. فمبادرة ونصر حيال واحدة من منظمات الإرهاب الأغنى والأقوى في العالم يمكنهما أن يعيدا الردع في المنطقة بعامة، وحيال المحور الإيراني بخاصة.

فلا يمكن أن تكتفي إسرائيل بإنجازات تكتيكية في الجبهتين، بينما يتمتع محور الشر بقيادة إيران بإنجازات استراتيجية هائلة ويواصل تثبيت تهديد يبنى باستمرار حول إسرائيل.

إسرائيل ملزمة بإزالة التهديد من الشمال وتفكيك مبنى القوة الذي بناه حزب الله في لبنان، وذلك دون أي صلة بالوضع في الجنوب، لكن دون نصر في الجنوب، فإن إنجازاً جوهرياً في الشمال يصبح أكثر أهمية بأضعاف.

واضح للجميع اليوم أن إزالة التهديد في الشمال ليست مسألة “هل” بل مسألة “متى”.

نحن مطالبون بإزالة تهديد ملموس وفوري يوجد في الشمال، وحذار أن نخطئ: انسحاب قوات الرضوان إلى خلف الليطاني لا يزيله.

تشويش الخطة الإيرانية

على إسرائيل أن تشوش الخطط الإيرانية لحرب كبيرة ومتعددة الجبهات في المستقبل ضدها، في موعد مريح لطهران وفي وقت تنضج فيه قدراتها. فانتظار الموعد الذي يقرر فيه الإيرانيون شن حرب متعددة الجبهات سيكون خطأً استراتيجياً يجبي أثماناً أعلى من أثمان المواجهة الحالية.

أكثر من أي شيء آخر، نحن بحاجة إلى إعادة الردع الإسرائيلي والخوف من ردع إسرائيلي قاطع. في غزة لم نحقق هذا بعد.

حرب أكتوبر يجب أن تنتهي بتغيير استراتيجي مثلما تعهد نتنياهو وغانتس في بداية القتال. الردع الاستراتيجي مهم اليوم أكثر من إنجازات أمن جارٍ أو من ثأر.

محظور أن يتصدى تلاميذ الصف العاشر، على حد قول غانتس حين يصلون إلى سن التجنيد لأداء ناقص من القيادة والجيش في الوقت الحالي.

لا يمكن الاكتفاء اليوم بأقل من النصر، على الأقل في جبهة واحدة. وإذا لم يكن يتوفر نصر في غزة، فقد حان الوقت لأن يعد الجمهور لمعركة في الشمال.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى