ترجمات عبرية

إسرائيل اليوم: الجـيـش يضـغـط بشـدة وحمــاس بعـيـدة عــن الانهــيــار

إسرائيل اليوم 2024-02-05، بقلم: يوآف ليمورالجـيـش يضـغـط بشـدة وحمــاس بعـيـدة عــن الانهــيــار

من المتوقع لهذا الأسبوع أن يكون أسبوعاً مهماً للقتال في غزة. مهماً لإسرائيل، مهماً لحماس.  ما سيحصل في أثنائه سيقرر بقدر كبير السلوك لأسابيع وربما حتى لأشهر، تأتي بعده. الأوراق في هذه اللحظة هي في أيدي حماس. عليها أن تقرر إذا كانت ستعطي ضوءا أخضر لتحقيق صفقة تحرير مخطوفين مقابل سجناء أمنيين محتجزين في إسرائيل.

في نهاية الأسبوع علم عن خلاف بين حماس غزة التي يقودها يحيى السنوار وبين حماس الخارج بقيادة إسماعيل هنية. الغزيون يريدون صفقة الآن؛ في الخارج يشترطونها بوقف تام للقتال.

إذا كانت هذه التقارير صحيحة، ففيها مؤشر مشجع. يمكن أن نتعرف منها على أن السنوار والقيادة حوله تعبون من القتال ويحتاجون إلى هدنة.

في إسرائيل سيدعون على أي حال بأن هذا يشهد على أنهم يتأثرون بالضغط العسكري، بل وربما يخشون على حياتهم، ويأملون في أن تتيح لهم الهدنة إعادة البناء وجمع القوى للمواصلة.  

من يعارضون الصفقة سيقولون إنه محظور التوقف الآن بالذات. إذ سيقولون إنه مع قليل من الضغط الإضافي، حماس ستنهار.

أما التقديرات المهنية فتفيد خلاف ذلك. حماس بعيدة عن الانهيار. صحيح أن الجيش الإسرائيلي يضغطها بقوة في خان يونس، لكنه لا ينجح بعد في المس بكبار مسؤولي المنظمة. كما أن الجيش الإسرائيلي يعمل أيضاً مرة أخرى في الأيام الأخيرة في شمال القطاع. لكن حماس تبدي فيه بوادر حكم متجدد – من خلال أفراد شرطة انتشروا في الشوارع، كلهم من رجالها.

وعلى أي حال فإن رفح ومحور فيلادلفيا لم يعالجا بعد. بحيث أنه سيكون مطلوباً على الأقل بضعة أشهر أخرى إلى أن تنتهي المعركة في غزة.

لا أحد في إسرائيل قادر على أن يضمن أن يصمد المخطوفون بهذا القدر الكبير من الوقت. العكس هو الصحيح: التجربة حتى الآن تفيد بأنه كلما اقترب الجيش الإسرائيلي من المخطوفين، ازداد الخطر على حياتهم.

ثمة غير قليل من الأدلة على أن رجال حماس الذين يحتجزون المخطوفين تلقوا التعليمات لقتلهم إذا ما شعروا بالخطر، ناهيك عن الظروف المتردية التي يحتجز فيها المخطوفون – من ناحية الصحة، الغذاء، النوم والنظافة الشخصية – يوجد خطر دائم على صحتهم، وبالتأكيد في الشتاء القارس الذي يعصف بالمنطقة.

في إسرائيل اتخذوا منذ الآن قراراً بالسير نحو الصفقة. السؤال هو بأي ثمن. موضوع واحد واضح منذ الآن: على كل مخطوف يتحرر سيكون يوم من وقف النار، 35 يوماً في البداية (وأسبوع آخر للبحث في تواصل المسيرة)، وبالحد الأقصى 143 يوماً، إذا ما حررت حماس كل المخطوفين، أحياء وأمواتاً ممن تحتجزهم. باقي المواضيع لم يتفق عليها بعد. حماس الخارج تريد كما أسلفنا وقف القتال.

إسرائيل أوضحت أن هذا لن يحصل. ماذا نعم؟ وقف النشاط (بما في ذلك الطيران)، بالضبط مثلما سار المخطط السابق في شهر تشرين الثاني.

في الجيش الإسرائيلي أوضحوا منذ الآن أنهم سيعرفون كيف يعودون إلى القتال مع استكمال الصفقة، وإن كان للهدنة أثمان مثل إعادة حماس رجالها في الميدان.

بالمقابل ستكون للهدنة أيضاً فضائل لإسرائيل من ناحية القدرة على إنعاش القوات النظامية، وتحرير رجال الاحتياط ومعالجة مركبات القتال المدرعة وربما أيضاً إعادة الكثير من المخلَوْن إلى بيوتهم، بما في ذلك في الشمال، في حالة انضمام حزب الله إلى وقف النار (كما فعل في الجولة السابقة).

التحدي الأساس سيكون الجسر على كمية وهوية السجناء الأمنيين الذين سيتحررون. حماس سترغب في أن تحرر أكبر قدر ممكن، بمن فيهم أسوأ المخربين. أما نتنياهو فسبق أن أوضح أنه لن يتحرر آلاف السجناء، وتوجد معارضة أيضاً لتحرير سجناء شاركوا في قتل يهود (مع دم على الأيدي).

حتى لو اجتازت إسرائيل هذا العائق الآن، فإنه سيقف أمامها في سياق الطريق عندما ستكون مطالبة بأن تحرر باقي المخطوفين، وأساسا الجنود ورجال ثلل التأهب.

كرئيس وزراء، وقع نتنياهو على صفقة شاليت، التي تحرر في إطارها 1027 سجيناً، منهم 450 قاتلاً بمن فيهم السنوار نفسه الذي شعر بأنه ملتزم بتحرير رفاقه في السجن ممن تبقوا خلفه.

مشكوك في أن يتنازل، والمعضلة التي ستقف أمامها الحكومة ستكون صعبة وذات إمكانية تفجر كامنة ليس فقط في كل ما يتعلق بمواصلة الحرب بل وأيضاً العائلات، والجمهور، وحتى مستقبل الائتلاف.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى