قيادة الحرب الإلكترونية الإيرانية تعمل من موقع جهاز الامن الداخلي التابع لحزب الله في جنوب بيروت
ترجمة: مركز الناطور للدراسات والابحاث 22/10/2012.
مصادرنا الاستخباراتية ولمكافحة الإرهاب تشير وبشكل حصري إلى أن قيادة الحرب الإلكترونية الإيرانية التي أرسلت طائرة الشبح إلى الأحواء الإسرائيلية في السادس من شهر أكتوبر، وحيث شنت من هناك الهجمات الإلكترونية على منظومات الحواسيب البنكية الأمريكية وعلى شركات النفط الرئيسية في السعودية وقطر تعمل من مباني ومواقع تابعة لجهاز الأمن الداخلي لحزب الله في جنوب لبنان.
ويرأس هذا الجهاز صهر زعيم حزب الله وفيق صفا والذي يعمل أيضا ضابط اتصال بين القيادات الإيرانية لوحدة الحرب الإلكترونية المتموضعة في قيادته وبين حسن نصر الله.
خبراء الاستخبارات والحرب الإلكترونية الغربيين الذين يتابعون عمل القيادة الإيرانية يقولون أنه إضافة إلى الرغبة في تموضع قيادة الحرب الإلكترونية الإيرانية بعيدا عن طهران لتجنب تحمل المسؤولية عن هذه الهجمات مباشرة من قبل إيران، فإن السبب الإيراني الرئيسي الثاني وانطلاق الهجمات الإلكترونية من بيروت هو حقيقة أن قيادة الأمن الداخلي لحزب الله تعتبر أحد الأماكن الأكثر مناعة وحماية في الشرق الأوسط ضد الهجمات الإلكترونية واختراقها عن طريق وسائل إلكترونية مضادة وهو أمر صعب وأحيانا مستحيل.
وهذا هو السبب الرئيسي لماذا خبراء الحرب الإلكترونية الإسرائيليين الذين حاولوا قبل أسبوعين أي في السادس من أكتوبر إيجاد مصدر التشغيل والسيطرة على الطائرة المسيرة التي توغلت إلى إسرائيل بهدف تحييدها لم ينجحوا في تحديد مصدر التشغيل وبعد أن توصلوا إلى المصدر لم ينجحوا في اختراقه وبشكل يسمح لهم بالسيطرة على الطائرة.
وفي كل مرة نجح فيها خبراء الحرب الإلكترونية الإسرائيليين من السيطرة على الطائرة اكتشفوا أن خبراء الحرب الإلكترونية الإيرانيين الذين يعملون قبالتهم ينجحون في كل مرة في إخراج السيطرة على الطائرة من أيديهم ثم يعودون لتوجيهها من جديد.
وهذا هو السبب لماذا تقرر في إسرائيل في نهاية الأمر وقف المعركة الثنائية الإسرائيلية الإيرانية والعمل على إسقاط الطائرة مع إلحاق أضرار صغيرة قدر الإمكان بهذه الطائرة.
المشكلة الرئيسية التي يواجهها خبراء الحرب الإلكترونية الإسرائيلية هي أنهم من خلال فحص قطع الطائرة المسيرة هي أن بإمكانهم أن يتعلموا الكثير عن القدرات الإيرانية في إطلاق طائرات الشبح لكنهم لا يستطيعون أن يستخلصوا تفاصيل كثيرة عن قدرة خبراء الحرب الإلكترونية الإيرانية الذين يعملون من بيروت وعن قدرات المعدات الإلكترونية التي بحوزتهم.
عندما قطع الإيرانيون الاتصال مع الطائرة المسيرة قطعت أيضا القنوات التي كان يمكن عبرها فحص وبشكل أكثر جذرية نمط عمل الخبراء الإيرانيين من بيروت.
مصادرنا الاستخباراتية وللحرب الإلكترونية تشير إلى أن خبراء الحرب الإلكترونية الأمريكان واجهوا مشكلة مماثلة في بداية شهر أكتوبر عندما حاولوا اختراق المصادر الهجومية على منظومات الحواسيب في البنوك الأمريكية وشركات النفط والغاز الكبرى في السعودية وقطر.
بعد ستة أيام فقط من توغل الطائرة الإيرانية إلى إسرائيل والمعركة الإلكترونية التي دارت حولها بين إسرائيل وإيران، ظهر وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا يوم الخميس 11 أكتوبر ووصف دون أن يذكر كلمة واحدة العلاقة بين مصادر الحرب الإلكترونية الإيرانية وقيادة حزب الله في بيروت الوضع الذي يتخلق عن هجمات الكترونية إيرانية بكلمات حادة عندما قال هذه اللحظة (الهجوم الإلكتروني) بمقياس أحداث 11 سبتمبر، وذكر بانيتا في هذا السياق الهجمات على بيرل هاربور في الحرب العالمية الثانية حيث تم تدمير أجزاء كبيرة من الأسطول الحربي الأمريكي في غارة يابانية.
مصادرنا العسكرية والاستخباراتية تشير إلى أنه يمكن الاعتقاد أن أمورا خطيرة كهذه تصدر عن وزير الدفاع الأمريكي تنذر بخطوات فعلية من قبل إدارة أوباما ضد قيادة الحرب الإلكترونية الإيرانية، لكن حتى نشر هذه الأمور لم تقم الولايات المتحدة ولا إسرائيل بأي عمل ضد مركز الحرب الإلكترونية الإيرانية في بيروت.