شؤون اقليمية

سلفاكير وإدارة العلاقات مع السودان بإستراتيجية صراعية

مركز الناطور للدراسات والابحاث

منذ اليوم الأول لولادة دولة الجنوب في التاسع من شهر يوليو 2011 ارتبط موقف سلفاكير رئيس دولة الجنوب بالسلوك العنفي والرؤية العدائية التي ترفض علاقات حسن الجوار والتعايش بل والتعاون.

وقد عمد سلفاكير إلى تجييش الداخل ثم مناطق أخرى في السودان دارفور وكردفان ثم دول الجوار كينيا وأوغندا وإثيوبيا وذهب إلى أبعد من هذا عندما استدعى واستنفر إسرائيل وأذرعها العسكرية والاستخباراتية والسياسية والاقتصادية.

على المستوى الداخلي أمكن ملاحقة عملية تصعيد للاشتباك والصدام العسكري في مناطق الحدود في آبيي ثم في منطقة النيل الأزرق وكردفان.

وعلى نفس المستوى تحالفت دولة الجنوب مع عدة حركات متمردة في دارفور مثل حركة العدل والمساواة التي يقودها الآن جبريل إبراهيم شقيق زعيمها السابق خليل إبراهيم الذي لقي مصرعه في اشتباك مع قوات الجيش السوداني، وكذلك حركة تحرير السودان بجناحيها أحدهما قيادة عبد الواحد نور والثاني بقيادة مني مناوي ثم الحركة الشعبية قطاع الشمال.

في نطاق إدارة علاقات صراعية صدامية تستخدم فيها كل الأسلحة عمد سلفاكير إلى سلسلة من عمليات فرض الحصار على السودان، ومن بين هذه العمليات محاولة السيطرة على منطقة آبيي لحرمان السودان من النسبة المتبقية من إنتاج النفط 20% بعد أن استحوذت دولة الجنوب على 80% ثم جاء القرار الأخير بوقف إنتاج النفط وضخه إلى ميناء الشحن في بور سودان.

على المستوى المحلي السوداني: أي خارج حدود دولة الجنوب، في سياق رؤيتها الصراعية مع السودان سعت دولة الجنوب إلى احتضان حركات التمرد وتأمين الملاذات الآمنة لعناصر هذه الحركات وتسليحها وتدريبها وتحريضها على تغليب خيار الصراع والتمرد على خار الحوار والسلام مع الحكومة السودانية.

وبطبيعة الحال فإن التجييش في دارفور وفي منطقة النيل الأزرق والتحريض والتعبئة فيه من الدلالات ما يؤكد أن دولة الجنوب اختارت سبيل المواجهة والصدام والاشتباك مع السودان

الرئيس السوداني عمرو البشير أصاب كبد الحقيقة في تصريحه يوم الجمعة 3 شباط (فبراير) عندما أشار إلى أن خيارات الحرب مع دولة الجنوب هي الخيارات الأرجح والأقوى.

ولعل أفضل من تحدث عن خيار المواجهة مع الشمال وبأن هذا الخيار هو الخيار الإستراتيجي لدولة الجنوب وأن خيار السلام غير وارد هو سلفاكير نفسه.

الباحث في الشؤون الإستراتيجية اللواء المتقاعد عبد الوهاب محمد الخبير الإستراتيجي يقدم دليل هام على هذا التوجه الإستراتيجي لدولة الجنوب ورئيسها، اتساقا مع ذلك لاحظ أن رئيس دولة الجنوب يسعى وبشكل حثيث وفي إطار رؤيته الإستراتيجية هذه إلى إحاطة السودان بحزام من بيئة معادية على شكل تحالف يضم دولة جنوب السودان ثم كينيا وأوغندا وإثيوبيا، ويشير إلى أن إسرائيل ستكون درع هذا الحزام عن طريق إسناده عسكريا وأمنيا وسياسيا عن طريق تأمين وجود عسكري شامل في هذه البلدان بالإضافة إلى طوق ثاني من هذا الحزام في منطقة البحر الأحمر.

على المستوى الإقليمي: في نطاق تحرك دولة الجنوب باتجاه حشد مزيد من الدعم لرؤيتها الإستراتيجية وخيارها الإستراتيجي للتصادم مع السودان جاءت زيارة سلفاكير إلى إسرائيل من أجل وضع حجر الزاوية لإقامة منظومة إستراتيجية إقليمية في 20 ديسمبر 2011.

كان سلفاكير واضحا وبمجرد أول لقاء عقده مع رئيس الكيان الإسرائيلي شمعون بيريز ثم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ثم وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في أن التوجه الإسرائيلي لبناء هذه المنظومة ودور إسرائيل القيادي فيها قد قطع شأوا كبيرا.

القيادات الإسرائيلية السياسية والأمنية لم تفاجئ سلفاكير عندما أحاطته علما بأنه تم التوصل إلى مذكرات تفاهم مع رئيس الوزراء الكيني رايلا أودينجا الذي زار إسرائيل في 14 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي طالبا التدخل الأمني والعسكري الإسرائيلي لدعم الحملة الكينية في الصومال، كذلك وقعت نفس المذكرة وبنفس المضمون على تشكيل منظومة إقليمية في شرقي إفريقيا بتنسيق إسرائيلي وغطاء أمريكي.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وخلال محادثاته مع سلفاكير لم يجد شديد عناء في إقناعه بأهمية تشكيل هذا التكتل أو الكتلة أو المنظومة.

نتنياهو حرص على تأكيد هذه الأهمية عندما قال لسلفاكير: “من الصعب تصور استقرار دولة الجنوب والاستقرار في كينيا وأوغندا وإثيوبيا دون القضاء على التحدي الإسلامي المنطلق من الصومال ومن السودان“.

واستطرد نتنياهو قائلا: “مواجهة مثل هذه التحديات تستدعي حشد واصطفاف كل القوى التي تطالها هذه التحديات والمخاطر في خندق المواجهة وعلى رأسها إسرائيل وفي الخلف الولايات المتحدة”.

في نفس إطار المستوى الإقليمي وفي خندق الخيار الإستراتيجي لسلفاكير ضد السودان الخيار العنفي والصدامي استدعى إسرائيل لتصطف معه.

هذا الاستدعاء كان صريحا وسافرا وصارخا عندما أوفد وزير الدفاع في دولة الجنوب جون كونج نيون إلى تل أبيب ليمهد لمحادثاته ويضع مسألة دعم دولة جنوب السودان ضد السودان في أولويات جدول المحادثات وكذلك رئيس الاستخبارات العسكرية في دولة الجنوب جون لات زكريا.

سلفاكير ومعه من يوصفون بقادة المؤسسة العسكرية في دولة الجنوب أجروا سلسلة من الاتصالات والمحادثات مع القيادة السياسية ممثلة في رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الكيان الإسرائيلي شمعون بيريز ووزير الخارجية أفيجدور ليبرمان.

ومع القيادة العسكرية:

1-مدير عام وزارة الدفاع الجنرال عودي شنيه.

2-رئيس الأركان العامة الجنرال بيني جانتز.

3-رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال أفيف كوخفي.

وحسب نشرة حمانيت التي تصدرها شعبة الاستخبارات العسكرية فإن هذه المحادثات أسفرت عن نتائج هامة تجلت في استجابة إسرائيلية كاملة لقوائم من المطالب:

-أسلحة متطورة للقوات البرية دروع آليات قتال مدرعة مدفعية وراجمات وقاذفات صاروخية.

-التزام ببناء وتطوير نواة سلاح الجو لدولة الجنوب وإمداده بطائرات مقاتلة وحوامات قتالية وطائرات نقل وطائرات بدون طيار للرصد والاستطلاع.

-تولي بضع مئات من المستشارين العسكريين مهمة إعادة تنظيم القوات المسلحة لدولة الجنوب بما يتلاءم مع خطة تطوير قوات دولة الجنوب من ميلشيا إلى جيش نظامي.

-تبني عقيدة قتالية منسوخة ومستلة من العقيدة العسكرية لإسرائيلية التي تقوم على مبدأ “الهجوم خير وسيلة للدفاع”.

عماد القول أن دولة الجنوب تمارس ضد الشمال إستراتيجية هجومية على أكثر من جبهة:

-الجبهة العسكرية.

-الجبهة الاقتصادية حرمان السودان ليس فقط من هذه الثروة ومن عائداتها مقال مرورها من الشمال بل ومحاولة السيطرة على ما تبقى بحوزته من هذه الثروة.

-الجبهة السياسية العمل بشكل دؤوب من أجل عزل السودان واستدعاء تدخل دولي ليس في دارفور بل أيضا في مناطق كردفان والنيل الأزرق.

 

طرق المواجهة

إدراك متضمنات هذه الإستراتيجية التي تمارسها دولة جنوب السودان يكتسب أهمية كبيرة في صياغة إستراتيجية مضادة يمكن تسميتها إستراتيجية الاحتواء، كما أن هذا الإدراك والفهم لمتضمنات تلك الإستراتيجية ضرورية لتحديد خريطة الطريق نحو احتواء وإحباط أهداف تلك الإستراتيجية ومآربها.

ولإكساب هذه الإستراتيجية المضادة الفاعلية والتأثير يتعين استدعاء الدعم العربي وعلى الأخص الدول المستهدفة بشكل مباشر وغير مباشر مثل مصر (مشكلة المياه) وكذلك ليبيا لأن انفصال دارفور وقيام دولة مستقلة سيهدد وحدة الأراضي الليبية ويحولها إلى هدف للتفتيت وكذلك دول عربية أخرى مثل الجزائر والمغرب.

ولكن يبقى السؤال مثارا عن أن قدرة السودان على هذا التحدي المركب تبقى هي العامل الحاسم في مواجهة هذه التهديدات.

ملحق:

נתניהו נפגש עם נשיא דרום סודן: קחו מסתננים
רהמ אירח את סלבה קיר וסיכם איתו גם על משלחת סיוע. בפגישה עם פרס אמר הנשיא האורח: “בלעדיכם לא היינו קמים
אטילה שומפלבי
ראש הממשלה, בנימין נתניהו, נפגש היום (ג’) בלשכתו בירושלים עם נשיא דרום סודן, סלבה קיר. בפגישה נדון נושא החזרת המסתננים לישראל לארצות מוצאם  גם אלו שנולדו במדינה החדשה, וגם ילידי מדינות אחרות באפריקה – בין היתר תמורת תשלום.

מלשכת ראש הממשלה נמסר כי בפגישה סוכם שבקרוב תצא משלחת ישראלית לדרום סודן על מנת לבדוק כיצד ניתן לסייע לתושבים, אשר סבלו מאוד בשנים האחרונות, בפיתוח מדינתם החדשה.

לאחרונה פרסם משרד החוץ תוכנית שבכוונתו לקדם האמורה לסייע בהכשרה מקצועית ושיקום של המסתננים על מנת שיוכלו לחזור לאפריקה. זה אחד מצעדי הממשלה למאבק בתופעת הברחת הגבול המתגברת. נתניהו עצמו הודיע לפני כשבועיים על כוונתו לצאת לאפריקה כדי לטפל בבעיית המסתננים. “זו מכת מדינה – בכלכלה, בחברה, בביטחון הפנימי”, אמר נתניהו בישיבת הממשלה. “אין לנו חובה לקבל מסתננים בלתי חוקיים. הפליטים הם טפטוף קטן בתוך הזרם. בפליטים נמשיך לטפל. נישטף אם לא נטפל. זו לא עוד החלטה, זה הכרח, צורך עליון”.

גורמים בירושלים ציינו כי עיקר השיחות עם הנשיא הדרום-הסודני עסקו בסיוע של ישראל למדינה החדשה בתחומי חקלאות, טכנולוגיה וביטחון פנים. במשרד החוץ ציינו כי עדיין לא נחתם דבר, וכי נושא המסתננים בעייתי מבחינה משפטית – שכן לא ניתן לגרש פליט למדינה שאינה ארצו, אלא בהסכמת הפליט. בירושלים מעריכים כי הנושא נידון “באופן מינורי”, למרות רצונו של ראש הממשלה לקדם את עניין הוצאת המסתננים מגבולות ישראל.

לפני נתניהו, נפגש הנשיא קיר עם נשיא המדינה, שמעון פרס. “בעבורי ובעבור מדינת ישראל זהו רגע מרגש והיסטורי”, אמר לו פרס. “ישראל תמכה ותמשיך לתמוך בכל התחומים, לחיזוקה ופיתוחה של ארצכם. אנו יודעים שנאבקתם באומץ ובחוכמה נגד כל הסיכויים להקמת מדינתכם ובעבורנו הולדתה של מדינת דרום סודן, היא סימן דרך בהיסטוריה של המזרח התיכון ובקידום ערכים של שוויון, חופש וחתירה לשלום ושכנות טובה”.

לפי הודעת בית הנשיא, נשיא דרום סודן הודה על “קבלת הפנים המרגשת” אשר לה הוא זוכה בישראל והדגיש כי ביקורו הוא רגע היסטורי מיוחד. “אני נרגש מאוד לדרוך על אדמת הארץ המובטחת, ועמי כל בני העם הדרום סודני. ישראל מאז ומתמיד תמכה בעם הסודני.

  בלעדיכם לא היינו קמים. נאבקתם לצדנו כדי לאפשר את הקמתה של דרום סודן ואנו מעוניינים ללמוד מניסיונכם”.

קיר הוסיף: “יש לנו ערכים משותפים, ניהלנו לאורך ההיסטוריה מאבקים דומים ונפעל גם בעתיד יד ביד עם ישראל כדי לחזק ולהעמיק את הקשרים האסטרטגים בין המדינות”. הנשיא הדרום-סודני הדגיש כי ארצו מעוניינת להרחיב את שיתופי הפעולה עם ישראל “בתחומי התשתיות, החקלאות, פיתוחי המים והטכנולוגיות המתקדמות שביססתם בארצכם”.

لقاء نتنياهو مع سلفاكير والاتفاقيات التي تم التوصل إليها

 المركز العربي للدراسات والتوثيق المعلوماتي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى