شؤون اقليمية

تقرير مترجم عن عرب نيوز – من هو قاسم سليماني؟

عرب نيوز – ترجمات – 14/3/2017

يعتبر قاسم سليماني أخطر رجل في إيران؛ إذ يعطي الأولوية للتكتيكات والعمليات على الدفاع ويسعد بالتقاط الصور مع قواته في أرض المعركة بالعديد من الدول كالعراق وسوريا واليمن ولبنان، وعندما يأتي الوضع للسلطة فإنه يأتي في المرتبة الثانية بعد علي خامنئي؛ فلديه التأثير القوي على السياسة الخارجية.

من خلال استغلاله ثورة 1979 وإثباته ولائه وتصميمه لتعزيز المبادئ الثورية بأي وسيلة، استطاع سليماني الارتقاء من كونه عامل بناء إلى موقعه الحالي في وقت قصير، ولمدة عقدين كان سليماني رئيس قوات القدس الإيرانية.

وتمت معاقبته من الولايات المتحدة وسويسرا ومجلس الأمن من خلال القرار (1747) واعتبرت أمريكا قوات القدس كداعمة للإرهاب، وكان أيضًا على قوائم أمريكا للإرهاب الدولي.

وعلى الرغم من ذلك فإن سليماني يقوم بعمليات بحرية، وينتهك العقوبات وعلى العكس فأصبح أقوى من قبل.فلم يكن يتباهي عندما كتب رسالة للجنرال الأمريكي ديفيد بترايوس قال فيها إنه يتحكم في سياسات إيران وأن السفير في بغداد من أعضاء قوات القدس ومن سيأتي بدلًا منه هو عضو أيضًا في هذه القوات.

قوات القدس فرع من قوات الحرس الثوري، وتعد أقوى جيش ومنظمة ثورية، ولديها مهام تصدير أيديولوجية إيران ومبادئ ثوريتها للدول الأخرى.

ويعد سليماني المسؤول عن العمليات خارج الإقليم، ومن مهامه تنظيم ودعم وتدريب وتسليح وتمويل الجماعات الشيعية؛ من خلال إطلاق حروب مباشرة وغير مباشرة

بإثارة الاضطرابات في الدول الأخرى لتعزيز أيديولوجية وهيمنة إيران عن طريق الهجوم وغزو المدن والدول، واغتيال الشخصيات الأجنبية السياسية والمعارضين الأقوياء لإيران.

وتحت قيادته، اتهمت قوات القدس بالتخطيط لتفجيرات سفارات السعودية وإسرائيل في أمريكا واغتيال السفير السعودي -حينها- في أمريكا، وكشفت التحقيقات أن قوات القدس كانت خلف اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.

وتورطت أيضًا قوات القدس في هجمات 11 سبتمبر، وأصدر قاضي فيدرالي يدعي جورج دانيال مذكرة اعتبر فيها أن إيران والقوات الشيعية اللبنانية المتمثلة في حزب الله لديهم مسؤولية مشتركة بشأن هذه الهجمات الإرهابية. وأثارت قوات القدس أيضا اضطرابات في العراق من خلال عبوات ناسفة قتلت العديد من المدنيين وغير المدنيين من العراقيين والأمريكيين.

وقاد سليماني حوالي 20 ألف مقاتل، وأتيح له استخدام مقاتلين من الحرس الثوري في حالات الطوارىء. إضافة لذلك فإن سليماني يقود الجنود من الميليشيات التي تدعمها إيران وتساعد في صناعتها. ويقوم أيضًا بضم جنود من عددٍ من الدول مثل أفغانستان.

والاختلاف بين سليماني وبن لادن، هو أن الأول يعمل تحت غطاء شرعي من المؤسسات الحكومية، ونتيجة لذلك فإنه مهما كانت أفعاله مؤذية يفلت من العقوبة، عكس بن لادن.

ووفقًا لبعض الأبحاث فإن هناك حوالي 250 مجموعة إرهابية في العالم بديانات مختلفة وخلفيات سياسية مختلفة، حوالي 25% منهم يتم تمويلهم وتدريبهم ودعمهم

من قوات القدس. سليماني يقود في الواقع حوالي 150 ألف مقاتل ويوضع العديد منهم على قوائم الإرهاب، ولذلك يتم تصنيف إيران كثيرًا كدولة داعمة للإرهاب.

الحلفاء الاستراتجيون

وقامت قوات القدس بعمل تحالفات مع تنظيم القاعدة، حيث ترتبط بها في هجمات 11 سبتمبر. وتقوم إيران بتوفير مكان آمن لقادة القاعدة، كما يقول محلل أوروبي، ويوجد علاقات قديمة بين قادة التنظيمين ومنذ سقوط أفغانستان زودت جماعة القدس، تنظيم القاعدة بأوراق سفر مزورة وملاذٍ آمن.

وهو ما يُفسر أن جماعات إرهابية مثل القاعدة لم تهاجم إيران أبدًا. وقال كريستوفر هارمر القائد السابق في البحرية الأمريكية لصحيفة نيويورك تايمز، إن سليماني يعد نسخة أكثر فخامة من أسامة بن لادن.

في كل دولة وكل صراع في المنطقة يظهر سليماني بدور مزعزع الاستقرار لتعزيز هيمنة طهران، ولجعل توازن القوة في صالحها. واستطاع هو وقواته التسلل بين أعلى أنظمة الأمن والسياسية والاستخبارات في عدد من الدول ومنها سوريا والعراق،حيث يختار القادة والسياسيين الذين يحكموا.

وخلقت قوات القدس العديد من المنظمات الإرهابية منها “عصب الحق وخطيب الإمام” واللذان يقومان بتكتيكات مرعبة شبيهة لما تقوم به داعش. وعرفت جماعة خطيب الإمام بنشر فيديوهات لجثث محروقة وقطع رؤوس، بينما قيل أن جماعة عصب الحق تستلم من يقرب من 2 مليون دولار شهريًا من إيران.

ويحمل البعض سليماني مسؤولة دماء الأبرياء، حيث إنه مسؤول عن القتلى في العديد من الدول في المنطقة وخارجها. وأعلن سليماني أن الانتفاضات في الشرق

الأوسط وشمال أفريقيا تعطي الثورة الإيرانية فرصًا عظيمة؛ من خلال إمكانية توسيع حدودها؛ مشددًا على رغبتهم في الانتصار في مصر والعراق ولبنان وسوريا، ومعتبرًا أن هذه الانتصارات ستعد فاكهة الثورة الإسلامية.

ومن خلال التدقيق والفحص عن خلفية وأنشطة سليماني تم الكشف عن أنه يملك ثقة مفرطة كما أنه يعد جنرالا وحشيا يضع في أولوياته عمليات الهجوم العسكري ونشر القوة عن التكتيكات الدفاعية. ولا يعد شخصا عاديا يركز على الاستراتيجيات العسكرية فحسب، ولكنه أيضًا جنرالا ثوريا يعبر بشكل دائم عن دعمه وولائه للقيم الشيعية وللمرشد الأعلى.

نشر الأيديولوجية بالقوة

وعلى عكس السياسيين الإيرانيين يرى سليماني أنه يجب نشر الأيديولوجية الإيرانية بالقوة، وتشتمل استراتيجيته وتكتيكاته العسكرية على التأثير على العمليات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والتي تقوم بها قوات القدس؛ من خلال الدعم والمساعدة في إنشاء الميليشيات في عدة دول.

ولا يسعى سليماني لأخذ دور عسكري أو زيادة تأثير طهران على الدول العربية. أما عن هدفه الأساسي الثاني فهو نشر الأيديولوجيات الثورية لإيران وللمرشد الأعلى؛ من خلال الغزو العسكري والتخلص من سياسات إسرائيل وأمريكا في المنطقة، والإضرار بالأمن القومي للدول الإقليمية، ومن وجهة نظره فإن هذه الأيديولوجية يمكن تحقيقها من خلال إتمام تحالفات وتقوية الميلشيات في المنطقة.

وأعطت الصفقة النووية الفرصة المالية والاستراتيجية والجيوسياسية لسليماني، لذا يجب أن يحدث تحرك لوقف هذه الفرص، ويجب مواجهة سليماني وقواته بطرق قوية

مثل الضغوط السياسية والعقوبات المالية والتى يمكن أن تكون آداة قوية للحد من تدخلات إيران في المنطقة.

التقرير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى