الولايات المتحدة وتركيا بدأت بالتدخل العسكري في سوريا إقامة منطقة حماية في حي باب عمرو في حمص
المصادر الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية يوم السبت 25/2/2012.
ترجمة: مركز الناطور للدراسات والأبحاث 25/02/2012.
الولايات المتحدة وتركيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وعدد من دول الخليج بينها قطر والإمارات بدأت منذ صبيحة يوم السبت 25 فبراير بالتدخل العسكري في سوريا حيث بدأت القوات الجوية الأمريكية والتركية بتوفير غطاء جوي لعناصر الصليب الأحمر الدولي التي تشق طريقها من جنوب تركيا إلى شمال سوريا حيث هدفها هو الوصول إلى مدينة حمص من أجل إخلاء الجرحى وتقديم الإسعافات الطبية إلى المدينة المحاصرة والتي تقصف من قبل القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد.
طلائع أفراد منظمة الصليب الأحمر وصلت إلى حمص ليلة السبت.
مصادرنا العسكرية تشير وبشكل خاص أن واشنطن وأنقرة أوضحتا عبر قنوات استخباراتية سرية لبشار الأسد أنه إذا ما أعاقت قواته إخلاء الجرحى وتقديم الإسعافات الأولية لسكان حمص فإنها ستحصل على حماية من قوات جوية أمريكية وتركية التي ستنطلق من قواعد جوية في جنوب شرق تركيا.
تفاصيل كاملة خاصة بنا حول بداية التدخل العسكري الغربي في سوريا وردت إلى مصادرنا العسكرية وفي العدد الجديد رقم 530 من مجلة دبكا الأسبوعية وذلك منذ يوم الخميس 23 فبراير، وليس من الواضح كيف سيرد بشار الأسد على هذه الخطوات.
الرئيس أوباما صرح يوم السبت (يوم الجمعة حسب توقيت الولايات المتحدة) أن الوقت قد حان لوقف قتل المدنيين السوريين عن طريق حكومتهم.
وقال: جميعنا رأينا الصور الفظيعة التي تصل من سوريا ومن حمص ونعترف بالحاجة أن يوجه المجتمع الدولي رسائل واضحة إلى الأسد أن الوقت قد حان للتغيير.
الرئيس الأمريكي لم يوضح التغيير المقصود لكن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون صرحت قبل ذلك بيوم أثناء مشاركتها في مؤتمر أصدقاء سوريا في تونس بأنها مقتنعة أن أيام الأسد في السلطة معدودة ولكن آسفة لأنه ستكون هناك عمليات قتل أخرى في سوريا قبل أن يذهب.
كلينتون لم توضح فيما كيف سيؤدي سقوط الأسد من السلطة، لكن تصريحاتها عن عمليات القتل تشير إلى أن التقدير الأمريكي هو أن الأسد لن يتنحى عن السلطة بنفسه هو وأنصاره وقادته، وأنهم سيقاومون بالقوة الإجراءات الأمريكية والتركية والعربية داخل سوريا.
مصادرنا العسكرية والاستخباراتية تشير إلى أن الخطوات الأولى لإقامة منطقة محمية في حمص بدأت منذ ليلة السبت عندما اتضح أن صحفيين غربيين جريحين والموجودين في حمص بول كونروي من سانداي تايمز وإديث بوفيي من صحيفة لوفيجارو في باريس أعلنا بأنهما على استعداد للخروج من حمص عن طريق الصليب الدولي فقط وليس عن طريق جهة سورية.
في صبيحة يوم السبت علم أن اتصالات وصفت بأنها حساسة للغاية بين الصليب الدولي ونظام الأسد بالنسبة لعمليات الإخلاء وتقديم المساعدات الطبية ومساعدات أخرى ل20-30 ألف مواطن سوري المحاصرين من طرف الجيش السوري في حي باب عمرو في حمص منذ ثلاثة أسابيع ولم يدل بتفاصيل حول هذه الاتصالات، كما لم يعلن عن عدد الجرحى أو السكان المدنيين الآخرين الذين سيخليهم الصليب الأحمر وإلى أين.
المتحدث بلسان الصليب الأحمر في لندن صرح أن الوضع في حي باب عمرو يتدهور بين ساعة وأخرى، حيث ألمح إلى إلحاحية عملية تقديم المساعدات بينما مصادرنا العسكرية تشير إلى أن الاتصالات مع دمشق تدور حول نية الصليب الأحمر الدولي في إعلان عن حي باب عمرو كمسار يربطه مع تركيا ويستخدم لنقل الجرحى ونقل الأدوية والأغذية وكذلك تحوله إلى مناطق دولية محمية لا يتواجد فيها الجيش السوري أو يسيطر عليها.
مصادر في الغرب تشير إلى هذه التطورات على أنها عملية مشتركة من جانب الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري بيد أنه حتى نشر هذه الأمور ليس واضحا في الحقيقة مدى مشاركة الهلال السوري في هذه الإجراءات.
مشاركة منظمة الهلال الأحمر السوري في هذه الإجراءات ينبغي أن تدل على أن نظام الأسد على استعداد للتسليم والمشاركة في إقامة مناطق محمية في حمص أو أنهم سمحوا بهذه الإجراءات ولم يعارضوها.
إقامة مثل هذه المناطق المحمية في حمص وأماكن أخرى في سوريا يعني إخراجها عن سيطرة الأسد والموالين له على أجزاء من سوريا.
وتشير مصادرنا إلى اعتزام الصليب الأحمر إقامة مناطق محمية أخرى في أنحاء سوريا .
في ليلة السبت علم عن محاولة من مجموعة أطباء عرب انطلقت من الأردن للدخول إلى سوريا مع مساعدات طبية.
بيد أن طلبهم قد رفض من قبل السلطات السورية وأعلن الأطباء عن الإضراب حتى يسمح لهم بالدخول إلى سوريا وتقديم المساعدات.