الإيرانيون طوروا طائرة شبح مسيرة هجومية من نوع أبابيل يصل مداها إلى 2000 كلم
ترجمة: مركز الناطور للدراسات والابحاث 30/10/2012.
تصريحات وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي يوم الأحد 28 أكتوبر بأن الطائرة المسيرة التي طاردتها إسرائيل لم تكن الكلمة الأخيرة في التكنولوجيات الإيرانية، هذا دون أن يدخل وحيدي في التفاصيل.
بعبارة أخرى لإيران طائرات شبح مسيرة أكثر تقدما من الطائرة التي اعترضتها إسرائيل وأن إيران وحزب الله لن يترددا في إطلاقها إلى المجال الجوي الإسرائيلي مثلما لم يترددا في إطلاق الطائرة المسيرة الإيرانية يوم السبت 6 أكتوبر.
مصادرنا العسكرية تشير إلى أنه في منتصف شهر سبتمبر نقلت إيران سرا عدة طائرات شبح مسيرة من نوع أبابيل إلى لبنان لكن طهران وحزب الله يخشون من اكتشاف مكانها وقصفها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي قبل أن تتمكن من الإقلاع.
كذلك تجد إيران صعوبة في هذه الأيام من الحرب في سوريا في الاحتفاظ بأطقم لإطلاق هذه الطائرات بشكل دائم داخل لبنان.
في نهاية عام 2012 يمكن أن نشير إلى الطائرة أبابيل كطائرة شبح مسيرة الأكثر تقدما والمستخدمة الآن بشكل عملياتي من قبل الإيرانيين.
أبابيل هي كلمة في القرآن تشير إلى حادثة مهاجمة العدو الكعبة في مكة بواسطة الفيلة لكن الله أرسل لهم طيرا تقاتلهم أطلق عليها أبابيل والتي هزمت العدو.
في حرب 2006 أرسل حزب الله طائرة مسيرة من نوع أبابيل لقصف تل أبيب ولكنها أسقطت من قبل طائرات سلاح الجو.
في غضون السنوات الست التي انقضت منذ تطوير الإيرانيين لأنواع متقدمة من طائرات الشبح وبينهم أبابيل تي وهي طائرة مسيرة لمهام هجومية على مدى قصير ومتوسط وكذلك طائرات الشبح المسيرة من نوع أبابيل بي وسي الطائرة مجهزة إضافة إلى قدرتها على حمل مواد متفجرة بزنة تصل إلى 100 كلغ بمعدات للحرب الإلكترونية وجمع المعلومات العسكرية وكذلك نقل معلومات مباشرة حول ما يحدث في الجبهة.
الإيرانيون يأملون في التشويش بواسطة هذه الطائرة على المنظومات الإلكترونية الأمريكية والإسرائيلية أثناء الحرب
مدى طائرة أبابيل الأصلية في رحلتها يصل إلى 120 كلم وهي قادرة على الوصول إلى ارتفاع 4.2 كلم والبقاء في الجو حوالي عشر ساعات، لكن الإيرانيين عملوا على توسيع وإطالة مدى وساعات الطيران.
المهندسون الإيرانيون يؤكدون أن هذه الطائرة ستكون سريعة ومداها أكبر خلال الفترة القليلة القادمة لكن الهدف الرئيسي الذي يواجهونه هو كيف إطلاق الطائرة فوق الأراضي الإسرائيلية عندما تطلق من داخل إيران وليس فقط من قبل حزب الله.
هذا ليس لأن مدى الطائرة لا يكفي لتنفيذ مثل هذه المهمة وإنما تخشى إيران إطلاقها عن طريق العراق أو تركيا، في الحالتين هناك خطر لاكتشاف اعتراضها ومن قبل قوات أمريكية أو قوات الناتو.
لكن تصريحات وحيدي تشير إلى أن إيران تعتقد أنها وجدت حلا لمثل هذه المشاكل وأن بإمكان طائرة أبابيل إطلاقها عن بعد.
رئيس الصناعات الجوية الإيرانية منوشهر منطقي صرح في يوم 17 أكتوبر أي قبل أسبوع من تصريحات وزير الدفاع وحيدي أن لدى إيران الآن طائرات مسيرة يصل مداها إلى 2000 كلم، بعبارة أخرى الطائرات المسيرة الإيرانية يمكن أن تصل إلى إسرائيل والعمل فوق أجوائها.
البرنامج الإيراني هو لإنزال مثل هذه الطائرات المسيرة في لبنان ثم إعدادها لمهمة جديدة.
يبدو أن تصريحات وحيدي كانت منسقة مع التصريحات التي أطلقها رئيس الصناعات الجوية الإيرانية.
الإيرانيون حاولوا قبل حوالي سنة تجربة النماذج الجديدة لطائرة أبابيل في ظرف المعركة حيث أطلقوها في نوفمبر 2011 فوق سفن الأسطول الخامس الأمريكي في الخليج .
مصادر إيرانية تدعي أن التجربة التي تم اكتسابها في حينه كانت مهمة للغاية وأنهم نجحوا من خلال هذه الرحلة جمع معلومات حيوية هامة.
الإيرانيون هم الآن في مرحلة تصميم طائرة شبح لجمع المعلومات الاستخباراتية وكذاك طائرات مسيرة للقصف.
ومن أجل ذلك يحتاجون إلى أية تكنولوجيا يمكنهم الحصول عليها أو نسخها من الطائرة الأمريكية RQ170 حيث نجحوا في إنزالها في 4 ديسمبر 2011 وأية تكنولوجيا يمكنهم الحصول عليها من الصين وروسيا أومن عمليات تجسس صناعي في الغرب.
معظم الميزانيات لتطوير الطائرات المسيرة يستثمرها الإيرانيون في تطوير منظومات التوجيه وإعداد التقارير والحرب الإلكترونية.
تقدم إيران في هذه المجالات خلال السنوات الخمس الأخيرة كان دراماتيكيا وقد أسهم في ذلك الطلبة الإيرانيون الذين أنهى كثيرا منهم دراساتهم في معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا وجامعات أخرى في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وعادوا إلى إيران وحصلوا على وضع ورواتب مرتفعة ويعملون بحيوية لتحقيق الأهداف التي حددت لهم.