معاريف– بقلم ران أدليست – بعد التحول
معاريف– بقلم ران أدليست – 23/6/2021
“ الهدف هو ليس فقط طرد نتنياهو وترامب بل وايضا طردايديولوجيتهم “.
حكومة التغيير هي خدج سياسي ولد بعصر على قفاه ختم ” منتهيالصلاحية“. كل يوم منذ قيامها هو معجزة متعثرة. في هذه المرحلة يدورالحديث عن حكومة كل وزير فيها ملك في مجاله بسبب تعلق الكل بالكل. فيمواضيع الخلاف يسد الجميع انوفهم ويصوت كل واحد وواحدة رغم الضررلضمائرهم او لوعودهم كما ينبغي وكما هو متوقع. كي يصبح هذا الوليدالخدج تمساحا فتاكا يصفي توقعات الحكومة السابقة فانه بحاجة ماسة لتلكالطاقة الجماهيرية والاعلامية التي ادت الى التحول.
يمكن أن نفهم احساس تنفس الصعداء الذي ألم بالجمهور وبوسائل الاعلامذات الصلة بعد الطرد من بلفور (الصبر، شاحنات النقل على الطريق). لامبرر لاحساس الوهن الذي جاء في اعقاب ذاك الاحساس بالارتياح. لم يكنهذا يوما دراسيا، بل كان هذا بصعوبة مباراة اولية. يبدو أن حتى رفيفدروكر، المحقق الصحفي الحاد وذو الرأي بقدر لا يقل، بات يتوك للايام الطيبةاياها عندما كان الصحافي لا يحتاج لان يتحيز لطرف ما، عندما “نشرالصحافيون مؤيدو فك الارتباط تحقيقات صحفية ضد فك الارتباط… صحافيون مؤيدون للاتفاق مع ابو مازن مصوا دم ايهود اولمرت. تحقيقاتلصحافيين يساريين اصبحت تحقيقات شرطية ضده، بل وحتى لائحة اتهامواحدة على الاقل“، مثلما كتب في مقال نشره اول امس في “هآرتس“.
نتنياهو، ذاك الذي قاتل ضد وسائل الاعلام وضد الديمقراطية دفع دروكر،وفقا لشهادته، الى ترددات روحية قاسية: “هل يكون الصحافي الذي ينشرالتحقيق الصحفي عن الكسي لبلاني؟ يحتمل ان تكون كل كلمة فيالتحقيق عنه هي حقيقة، ولكنها في نهاية المطاف تخدم حاكما عديم الرحمةواشكالي مثل فلاديمير بوتين… لا للنشر؟ للنشر وللتواضع؟ لا يوجد قرارجيد“، كتب. بالتأكيد يوجد. ويوجد الف سبيل وسبيل لتنفيذه. مثلا من خلالتحرير اخبار يلتزم سواء باهداف الحقيقة ام باهداف المصلحة الوطنيةلحماية الديمقراطية. مكان القصة الذي يؤثر على اهميتها او صياغة القصةبشكل يحافظ على تفوق حكومة التغيير على حكومة التنديد. فقط ليس نبأصحافيا يساريا ومقابله نبأ يمينيا “من اجل التوازن” ومن اجل ان يكون المرءموضوعيا. توجد قصة تخدم مصلحة وطنية وتوجد قصة تخدم مصلحةقومجية. والصحافي ملزم بان يحسم.
من يعتقد أن الساعة هي السادسة بعد الحرب ويمكن نزع السترة الواقية – لا يفهم باننا لسنا حتى في الدقيقة التسعين، انه لا يمكن العودة الىالحياة الطبيعية للمهني الموضوعي. المهنية والحقيقة هو امر على ما يرام،ولكن الموضوعية هي ترف المجتمعات السليمة. فعندما تكون نزعة ترامب لاتزال تؤدي مهامها كمحرك اشعال للترامبية المعربدة والعنيفة، تجندت وسائلالاعلام في التيار المركزي في الولايات المتحدة كي تواصل الصراع ضدهوضد الجمهوريين، وكأن الصراع من اجل الديمقراطية مستمر. على الشاشةوفي المطبعة يبدو هذا على النحو التالي: بداية يبلغ عن اعمال بايدنوشركاه. لاحقا عن كبوات ترامب. بما في ذلك اكاذيب“خدعة الانتخابات” (كلمة “خدعة” مشتركة بين ترامب ونتنياهو. هذا في احصاء الاصوات وهذافي خرق بينيت للوعد). احيانا عندما ينفذ المدعي اللوائي في نيويورك خطوةالى الامام في ادارة ملفات ترامب، فهذه المعلومة تقفز الى مقدمة الاخباروليس صدفة. فالهدف هو ليس فقط طرد نتنياهو وترامب بل وايضا طردايديولوجيتهم.
******