ترجمات عبرية

هآرتس: ترامب يروج لمعارضة الضم في الضفة الذي يجري على الأرض

هآرتس 26/10/2025، جاكي خوريترامب يروج لمعارضة الضم في الضفة الذي يجري على الأرض

الإدارة الامريكية – من الرئيس دونالد ترامب وحتى وزير الخارجية ماركو روبيو – خرجت عن اطوارها من اجل ان توضح معارضتها للضم الرسمي للضفة الغربية. الإدارة حذرت وادانت ومارست الضغوط وأكدت مرة تلو الأخرى بان الضم من قبل إسرائيل بتشريع أو بالإعلان سيشكل تجاوز لخط احمر. ولكن السؤال الحقيقي هو الى أي درجة ستغير هذه المعارضة الواقع على الأرض؟.

ما يحدث في الضفة الغربية يتجاوز منذ فترة طويلة حدود التصريحات. مئات الحواجز والبوابات تقيد حرية حركة الفلسطينيين. المستوطنون يقتحمون مرة تلو الأخرى القرى ويعتدون على السكان وممتلكاتهم، وعلى الكثير من قاطفي الزيتون – أحيانا بموافقة أو بغض النظر من قبل قوات الامن. أراضي خاصة تسرق، بؤر استيطانية غير قانونية تحظى بتشريع، السيطرة الإسرائيلية تتوسع بدون تصويت في الكنيست وبدون خطاب احتفالي. ضم فعلي يجري يوميا، خطوة تلو أخرى، في ظل نظام ابرتهايد وحشي يعمق الفصل ويرسخ السيطرة.

في الوقت الذي فيه تتفاخر الإدارة الامريكية في واشنطن بموقفها المبدئي، فانها تقريبا لا تفعل أي شيء من اجل صد هذا التوجه فعليا. يوجد لإسرائيل يد حرة في كل ما يتعلق بمجال حياة الفلسطينيين – بما في ذلك سرقة أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية، ووقف الدفعات والقضاء على كل إشارة يمكن ان تؤدي الى بارقة امل لعملية سياسية حقيقية. الإدارة في الواقع أوقفت مشروع قانون الضم، لكنها تشرعن كل شيء آخر: لا توجد عصوبات، لا توجد خطوات عقاب حقيقية، وحتى لا توجد اقوال واضحة عن حقوق الفلسطينيين كشعب موجود تحت الاحتلال.

منع الضم الفعلي ليس فقط شعار دبلوماسي؛ هو يقتضي خطوات واضحة وشجاعة سياسية – بالتحديد من الإدارة الحالية في الولايات المتحدة. من حقا يريد منع استمرار الضم في الضفة الغربية يجب عليه تحرير أموال الضرائب المجمدة للسلطة الفلسطينية، ويطالب بوقف الخطط لتوسيع المستوطنات، واحياء عمليات سياسية أساسية مثل فتح قنصلية أمريكية في شرقي القدس، او استئناف نشاطات مكاتب م.ت.ف في واشنطن. هذه الخطوات، التي كان يجب ان تكون الحد الأدنى من الثقة ودعم العملية السياسية، تبدو الان بالنسبة للفلسطينيين كحلم بعيد، تقريبا كوهم.

هكذا حدثت مفارقة متواصلة: الرئيس ترامب وادارته يمكنهم الترويج لـ “معارضة الضم” والقول انهم يحافظون على الوضع الراهن، لكن فعليا – الواقع يواصل التدهور بدون عائق. الأرض تتغير – تلة وراء تلة، شارع وراء شارع – في الوقت الذي يكتفي فيه الامريكيون بتصريحات وبلقاءات مهذبة.

هذه السياسة تسمح لإسرائيل بمواصلة السيطرة على كل جانب من جونب الحياة الفلسطينية – على الامن، على الاقتصاد، على المعابر وعلى الأراضي، بدون دفع ثمن دبلوماسي. هذا الواقع الراهن ربما يخدم مصلحة استقرار مزيف، لكن فعليا هو يعمق الحصار، الفقر واليأس. لا يوجد تقريرا حديث عن امن الفلسطينيين وعن مستقبلهم أو عن حريتهم.

اذا يمكن ان نشكر إدارة ترامب – أو أي إدارة أخرى – على موقفها الحازم ضد الضم الرسمي، ولكن الشكر لا يكفي. لانه على الأرض يجري نظام يفصل، يصادر الحقوق ويوسع السيطرة بالقوة – ولا توجد حاجة الى قانون من اجل الفهم بان الامر يتعلق بضم. ضم لم يوقع في وثيقة، بل يتم حفره في كل بوابة أو حاجز مغلق، على كل شجرة زيتون اقتلعت، وفي كل قرية يتم عزلها باسم “الاعتبارات الأمنية”.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى