ترجمات عبرية

اسرائيل اليوم: السنوار صفي فلنسعى لحل واسع وإعادة المخطوفين

 

اسرائيل اليوم 18/10/2024، يوآف ليمور: السنوار صفي فلنسعى لحل واسع وإعادة المخطوفين

لحظات قليلة جدا في هذه السنة اللعينة تسببت بنشوب فرح كلحظة امس التي علم فيها أن يحيى السنوار صفي في غزة. العقل الشيطاني من خلاف مذبحة 7 أكتوبر، الرجل المسؤول عن قتل 1200 إسرائيلي في السبت الأسود، عن اختطاف اكثر من 250 مواطن وجندي، أفعال فظائع واغتصابات، حرق بيوت وسلب ونهب جماعي، العدو الأكبر الذي يوجد عاليا في قمة الكارهين والمكروهين لإسرائيل واليهود على اجيالهم – التقى مصيره المناسب في بداية عيد العرش، ذاك العيد الذي دنسه السنوار قبل سنة. 

 

وبعد نشوب الفرح المفهوم هذا جاء القلق المفهوم بقدر لا يقل على مصير المخطوفين. من يدري ما الذي يحصل لهم الان، حين علم محتجزوهم بان قائدهم المبحوب صفي. فهل صدر الامر لهم بالمس بالمخطوفين؟ هل يوجد على الاطلاق من يصدر الأوامر في هذه اللحظة في غزة؟ هل يوجد لإسرائيل ما يكفي من المعلومات عن وضع او مصير المخطوفين وعمن يحتجزهم؟ هل يمكنها أن تغري بطريقة ما من يحتجز المخطوفين للحفاظ عليهم أو لتسليمهم مقابل الوعد بالحصانة، بمنحة مالية او بكلتيهما معا؟

الكثير جدا من الأسئلة التي تبقت حاليا بلا جواب. غير أنه بخلاف مسائل أخرى، كمستقبل حماس وقيادتها ومستقبل القطاع وسكانه – لقضية المخطوفين لا يوجد وقت. واضح منذ الان انهم يموتون في الاسر والوضعية التي تغيرت امس بشكل جذري لا بد أنها لا تحسن لهم. وعليه فعلى إسرائيل أن تنفذ اعادتهم الى الديار – هدف الحرب المركزي، لمن نسي – قبل أن تنجر مرة أخرى الى أمور أخرى والى جبهات أخرى. 

هذه مهمة مركبة باضعاف الان لانه ليس واضحا على الاطلاق مع من نتحدث في حماس. السنوار كان القائد كلي القدرة في القطاع، لكنه كان أيضا رئيس الذراع السياسي للمنظمة. بغيابه لا يوجد عنوان في غزة ولا يوجد عنوان في قطر. ولا يزال، على إسرائيل أن تبحث عن عنوان بديل – في غزة، في قطر او في كل مكان آخر – وان تكون إبداعية وسخية في العروض التي تتقدم بها، بهدف الوصول الى حل سريع للمشكلة الأكبر والأكثر ايلاما. 

ان تصفية السنوار تستوجب من إسرائيل أيضا أن تقول بجدية لنفسها وللعالم، ما الذي تعتزم عمله في غزة في المستقبل. حتى امس، كان يمكنها أن تدعي باسم الملاحقة للسنوار بان الحرب لم تنتهي، وذلك لان من بادر اليها لا يزال حيا. اما الان فقد تغير الوضع: صحيح أنه سيبقى مخربون في غزة، بعضهم كبار – وعلى رأسهم اخو السنوار، محمد، الكفيل بان يحاول خلافته – لكن سيكون ممكنا الدفع قدما بحل أوسع يثبت بديلا سلطويا واضحا، بغياب الرجل الذي امسك بالقطاع من عنقه وجلب الكارثة عليه. 

بعيدون عن الحسم

لا ينبغي لإسرائيل أن تنتظر اقتراحات غريبة لحل كهذا. فالعالم يتنكر لها الان، وكفيل بان يحاول ان يفرض عليها حلول اقل راحة لها. وهي لا ينبغي بالتأكيد ان تستجيب لجناحها المتطرف في الحكومة الذي يعتقد بان هذه لحظة مناسبة لتوطين اليهود في غزة. هذه وصفة لكارثة من كل ناحية، ستجعل اسرائيل دولة منبوذة ومنعزلة. بدلا من الغرق في الاخيلة، على الحكومة أن تعمل بمبادرتها على حل يؤدي الى إعادة المخطوفين، انهاء الحرب وإقامة حكم بديل في غزة، في ظل حفظ حرية عمل امنية كاملة في ايدي إسرائيل.

خطوة كهذه ستسمح أيضا بانهاء الحرب في الشمال. الى أن وصلت الانباء عن تصفية السنوار، كانت إسرائيل توشك على أن تخرج من العيد باجواء عاجزة، في اعقاب موت خمسة مقاتلين في سييرت غولاني في اشتباك مع مخربي حزب الله في جنوب لبنان. كان هذا دليل آخر على قتال يجري في الميان وعلى أن المعركة في لبنان بعيدة عن الحسم. في لبنان، مثلما في غزة أيضا خير تفعل إسرائيل اذا ما اكتفت بالاهداف التي وضعتها لنفسها ولا تغريها أفكار أكبر من قدرتها على تحقيقها. 

وكل هذا يحصل بينما في الخلفية الهجوم الإسرائيلي المقترب في ايران، ردا على هجمة الصواريخ الإيرانية على إسرائيل في 1 أكتوبر. في الأيام الأخيرة، استكمل نشر منظومة ثاد الامريكية في الدفاع ضد الصواريخ، وتنسيقها مع منظومة الدفاع لسلاح الجو مما سيسمح لتصدٍ افضل للرد الإيراني المضاد المرتقب. ان انهاء تبادل الضربات المرتقب هذا لضرر طفيف سيسمح للطرفين بالانزلاق الى معركة واسعة، تحاول جهات دولية مختلفة منعها.

حتى ذلك الحين تعيش إسرائيل وضعا امنيا وسياسيا معقدا في كل الجبهات، وتحت تهديد متواصل من اطلاق الصواريخ والمُسيرات لكل مناطق البلاد. كما أنه معقول أن يكون كثيرون من مؤيدي حماس في الضفة ممن سيحاولون الثأر على تصفية السنوار، والأيام القريبة القادمة ستكون متوترة ومليئة بالاعمال الأمنية. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى