ترجمات عبرية

هآرتس: رئيس الوزراء الاسوأ وعد بالسلام مع السعودية لكننا تلقينا حربا في سبع جبهات

هآرتس 8/10/2024، نحاميا شترسلر: رئيس الوزراء الاسوأ وعد بالسلام مع السعودية لكننا تلقينا حربا في سبع جبهات


بمرور سنة على المذبحة والحرب التي جاءت في اعقابها، واضح اليوم اكثر من أي وقت مضى كم هو بنيامين نتنياهو مذنب بالكارثة الرهيبة. فقد تركنا لمصيرنا، انشغل بالانقلاب النظامي بدلا من أن ينشغل بالأمن وقادنا الى درك اسفل غير مسبوق والى خوف وجودي.

نتنياهو هو المسؤول الاعلى عن الجرح الدامي لـ 7 اكتوبر. فقد أنامنا على مدى 15 سنة من حكمه بقصص اساطير عن حماس مردوعة لن تهاجم، بل إنه حتى حرص على أن يمول الوحش. في الشمال سمح لحزب الله بأن يتعاظم انطلاقا من النهج الجبان اياه في عدم فعل أي شيء. وهو لم يعالج الخطر المركزي، ايران، وسمح لها بأن تواصل الركض نحو النووي. وفي الحقل السياسي ايضا قادنا الى اسفل الدرك. رغم أننا هوجمنا، مكانتنا في العالم سيئة على نحو خاص: شيء ما بين سوريا وكوريا الشمالية. الرأي العام ضدنا ونحن منبوذون في كل محفل دولي. دول صديقة كفت عن توريد السلاح لنا، وضعنا الاقتصادي يتدهور والتصنيف الائتماني في درك اسفل تاريخي. كل هذا يحصل فيما أن “سيد التسيب” يتجاهل الـ 101 مخطوفا في غزة عقب اعتبارات شخصية.

لكن كان لنا ايضا حظ كبير. تصوروا ماذا كان سيحصل لو أن يحيى السنوار اشرك حسن نصر الله بمخططاته، وكانا الاثنان هاجمانا في وقت واحد في ذاك السبت اللعين في اكتوبر. هذا لم يحصل لأن السنوار ليس استراتيجيا كبيرا مثلما درج على تقديمه. كما أنه لا ينبغي أن ننسى بأن افعاله أدت الى الدمار، الخراب والموت في القطاع.

لقد كشف الاجتياح البري لجنوب لبنان للعيان كل خطة حزب الله لاحتلال الجليل. صحيح أننا كنا نعرف بالنية، لكن نتنياهو فضل “احتواءها” هي ايضا، كي لا يهز كرسيه. لقد سمح لحزب الله بأن يتعاظم، على بعد متر من المطلة، وتجاهل آلاف المخربين من قوة الرضوان ممن تدربوا في سوريا تحت أيدي مدربين ايرانيين. كما أنه لم يفعل شيئا عندما اقتربت قوة الرضوان من الحدود، بنت البنى التحتية واقامت عشرين استحكاما.

لقد وجدت القوات التي دخلت الى لبنان كميات هائلة من الوسائل القتالية التي خبئت في عشرات المخازن والانفاق. كانت هناك عبوات لتفجير الجدار الحدودي، صواريخ مضادة للدروع، بنادق قناصة ورشاشات ثقيلة. كما وجدت صورا جوية وخرائط مع خطط اجتياح مفصلة للبلدات والقواعد. لو كان حزب الله انضم لحماس في 7 اكتوبر لما كانت قوة توقفهم. لقد كانوا سيحتلون بسهولة المطلة وكريات شمونة ليواصلوا جنوبا ويلتقوا بمخربي حماس في قلب تل ابيب. فظاعة.

ثمة من يقول إن السنوار لم يشرك نصر الله بخطته الهجومية خوفا من أن تسرب. الموضوع هو أنه حتى لو كانت وصلت الى استخباراتنا معلومة عن مكالمات كثيفة بين السنوار ونصر الله فان اهارون حليوه، رئيس شعبة الاستخبارات (الذي استقال في هذه الاثناء) كان سيلغيها بذاك الغرور الذي ساد في حينه في الجيش الاسرائيلي. كان سيقول إن هذه مجرد اقوال وإن حزب الله يتدرب فقط كي يدافع عن نفسه من هجوم محتمل يقوم به الجيش الاسرائيلي.

الاستنتاج هو أنه ينبغي الغاء الدور المركزي للاستخبارات: اعطاء تقديرات عن نوايا العدو. حتى لو اصابت مرة – مرتين، في المرة الثالثة ستفشل. فلتكتفي بوظيفتها الاضافية الهامة: جمع المعلومات الاستخبارية العسكرية. في هذا شعبة الاستخبارات “أمان” تتميز. هي والموساد وفرا معلومات استخبارية فائقة لسلاح الجو ولقوات البر، وهكذا أتاحا الضربة القاسية لحزب الله التي تحدث الآن امام ناظرينا.

عشية 7 اكتوبر وعد نتنياهو بدولة اسرائيل قوية ومزدهرة، لكنه هو نفسه دخل في صدمة، الجيش اختفى والمواطنون بقوا وحدهم أمام القتلة. احساس الأمن ضاع وهو لن يعود بسهولة. عشية 7 اكتوبر “سيد التسيب” وعد ايضا بالسلام مع السعودية لكننا تلقينا حربا في سبع جبهات. يتبين أن الرجل الاسفل في تاريخ الشعب اليهودي هو ايضا رئيس الوزراء الاسوأ منذ قيام الدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى