اسرائيل اليوم – بقلم يوآف ليمور – المصلحة الاسرائيلية : كشف المؤامرة الايرانية

اسرائيل اليوم – بقلم يوآف ليمور – 31/1/2021
“ ربط العملية في الهند في هذا الوقت هو موضوع ذو اهمية كبيرة يستحق الاستثمار فيه بكل جهد في محاولة (ليس مؤكدا ان تنجح) لنزع اللثام عن وجه ايران “.
تقدر الاوساط في اسرائيل ان ايران مسؤولة عن العملية التي نفذت أول أمس بجوار السفارة الاسرائيلية في الهند. والفرضية هي أن العملية نفذت بواسطة مبعوثين، كثأر على تصفية مسؤول المشروع النووي محسن فخري زادة، في تشرين الثاني الماضي. في اسرائيل وفي الهند يتعاطون مع الحدث كعملية مضادة وذلك رغم أن الحدث كان هاويا جدا: فالعبوة زرعت على مسافة بعيدة نسبيا عن السفارة، وانفجرت يوم الجمعة في الساعة الخامسة بعد الظهر – بعد دخول السبت، وبعد زمن طويل من مغادرة الموظفين السفارة (باستثناء بعض كانوا في داخل المبنى وبعيدا عن مكان الانفجار). وبفرض أن هذه عملية مضادة، فالامر يشهد على المستوى المتدني للمنفذين. الخطوة الاولى في كل عملية كهذه هي جمع المعلومات عن الهدف. ففي ايام الاسبوع العادية يغادر الموظفون السفارة بالفعل في محيط الساعة الخامسة، ولكن انظمة السبت هي تفاصيل اساسية وتافهة من المعلومات التي افلتت عن عيون المنفذين مما يشهد على انعدام المهنية. كما أن العبوة نفسها كانت معدة محليا، ويبدو أنها اعدت وفعلت على عجل.
لايران توجد قدرة عملياتية مبهرة في أرجاء العالم. والمسؤولون عنها هم رجال الحرس الثوري، من خلال قوة القدس التي صفي قائدها قاسم سليماني السنة الماضي في العراق. في بداية العقد الماضي تصدر سليماني جهدا ايرانيا واسع النطاق وعم العالم، في محاولة للثأر على سلسلة تصفيات لعلماء نووي ايرانيين، نسبت للموساد. واحبطت في حينه محاولات عمليات في اذربيجان، في اوزباكستان، في جورجيا وفي تايلندا حيث اعتقل عملاء ايرانيين أنتجوا عبوات ناسفة في مختبر بيتي اقاموه. ونفذ اعتقالهم بعد يوم من اصابة زوجة مبعوث وزارة الدفاع في انفجار عبوة ناسفة قرب السفارة في دلهي. بعد بضعة اشهر من ذلك نجح الايرانيون في أن ينفذوا عملية فتاكة قتل فيها ستة مواطنين في بورغاس، في بلغاريا.
غير أنه كان مسؤولا عن العملية في بلغاريا في حينه حزب الله، مرعي ايران الاكثر كفاءة وخطورة (والذي كان مسؤولا ايضا عن العمليات في الارجنتين في 1992 و 1994). من تحمل المسؤولية عن العملية أول أمس هو تنظيم غير معروف يدعى جيش الهند، الذي سيقف الان في بؤرة التحقيق المشترك الذي تديره الهند واسرائيل. وقد تعهد الهنود منذ الان باشراك اسرائيل في كل تفاصيل التحقيق، ومن تجربة الماضي يمكن الافتراض بان محافل امن اسرائيلية سافرت منذ الان الى الهند للمساعدة في التحقيق.
لاسرائيل توجد مصلحة مركزية للاثبات بان ايران ترتبط بالحدث. يدور الحديث عن موضوع دراماتيكي، في توقت دراماتيكي: عندما توشك الولايات المتحدة على أن تستأنف ا لمحادثات مع طهران في مسألة النووي. في اسرائيل يعتقدون بان العودة الى الاتفاق الاصلي من العام 2015 ستكون “مصيبة”، ومعلومات آنية بان الايرانيين مشاركون في عمليات ارهاب يمكنها أن تخدم جيدا مساعي اقناع الادارة الجديدة بادارة سياسة اكثر حزما تجاه ايران.
المنطق الايراني – بفرض أن طهران مسؤولة بالفعل عن العملية – اقل وضوحا. فالخواطر في ايران وان كانت عاصفة حول سلسلة التصفيات والاعمال المنسوية لاسرائيل – فلا يزال يخيل ان الاخذ بوسيلة الثأر في هذا الوقت رهان خطير جدا من ناحيتهم. فبخلاف الماضي، في اعقاب سنوات من عمليات داعش، يبدي العالم اليوم صفر تسامح تجاه الارهاب؛ عملية تؤدي الى اصابات عديدة وتحدث صدى دوليا واسعا، وان كانت ستجني ربحا محليا في شكل ثأر واعادة بناء العزة الوطنية المهانة، ولكنها كفيلة بان تضرهم من ناحية استراتيجية.
في الماضي اخطأ الايرانيون في هذه الحسابات. يحتمل أن هذه المرة ايضا كان هناك من افترض في طهران بانه سيكون ممكنا الافلات من المسؤولية الواضحة من خلال استخدام مرعيين مجهولين ظاهرا. هذا سيكون اساس الجهد التحقيقي الان: استيضاح من المسؤول عن العملية، ولاحقا – من بعثه. بالنسبة لاسرائيل هذا موضوع ذو اهمية كبيرة يستحق الاستثمار فيه بكل جهد في محاولة (ليس مؤكدا ان تنجح) لنزع اللثام عن وجه ايران.