ترجمات عبرية

يوسي يهوشع يكتب – صفقة جيدة، غير كاملة

بقلم: يوسي يهوشع، يديعوت – مقال افتتاحي – 16/4/2019  

في نهاية اليوم، عند مراجعة الاتفاق الذي تحقق مع حماس حول اضراب السجناء يمكن لاسرائيل أن تكون راضية حتى لو لم تكن الصفقة كاملة حقا. لقد بدأت هذه الخطوة بخطة صحيحة ومبررة من جانب وزير الامن الداخلي جلعاد اردان لحجب الاتصال عن اقسام السجناء الامنيين الذين يقضون محكوميات في السجن. يدور الحديث عن مخربين مع دم على الايدي، وتستهدف الخطوة منعهم من اجراء مكالمات بالهواتف الخلوية. رغم الجهود، في مصلحة السجون لم ينجحوا في منع تهريب الهواتف النقالة الى داخل السجن. وحسب الشاباك – المخابرات نجح السجناء بتوجيه العمليات من داخل السجون الى الاراضي الاسرائيلية.

المشروع التجريبي، الذي يكلف بضع عشرات ملايين الشواكل، اثبت نفسه. فقد فهم السجناء المعنى ولهذا فقد احرقوا الخيام في سجن رامون، وبعد ذلك تجرأوا على تنفيذ عملية طعن ضد سجان في سجن كتسيعوت. ومن هنا كان الطريق الى اضراب السجناء قصيرا ومعناه لجهاز الامن كان واضحا. عارض الجيش والمخابرات الاسرائيلية الخطوة الان. فقد تخوفوا من التصعيد. اما الاعتراض بالمناسبة فليس واضحا ولا يدل على نفسه. فهو يبث ضعفا للطرف الاخر. وادارت مصلحة السجون المفاوضات ولكن بلا تقدم. وكانت عناصر في جهاز الامن ممن رأوا في قيادة المخابرات كمن يريدون الاثارة والتسبب بالتصعيد. وسرعان ما نقل نتنياهو الخيوط الى المخابرات وكان رجاله هم من طرحوا فكرة تركيب هواتف ثابتة في داخل السجون للسماح للسجناء بالمكالمات وبالمقابل اعطاء الجانب الاسرائيلي المجال لمواصلة مشروع الحجب في باقي الاقسام وفي السجون التي يحتجزون فيها.

صحيح أن الهواء خرج من بالون يوم الاسير، ولكن مع ذلك سيعرض الطرفان النتيجة التي تحققت على الارض كنجاح: من ناحية حماس، فهي تدعي بانها نجحت في اخضاع اسرائيل وادخال هواتف عامة الى الاقسام – وهو الطلب الذي لم تنجح حتى الان في تحقيقه. اما اسرائيل، من جهتها، فستواصل مشروع الحجب فيما ردت ايضا مطالب السجناء لاعادة زيارات العائلات لسجناء حماس والجهاد الاسلامي من غزة ورفع العقوبات ضدهم.

اضافة الى ذلك، توضح الاوساط الاسرائيلية بانه الى أن يعيد المخربون الهواتف الخلوية التي توجد بحوزتهم في داخل السجون لن تركب الهواتف العامة. ام الانجاز الاضافي والاهم لاسرائيل، والذي ينهي الازمة بنتيجة جيدة، فهو الرقابة الوثيقة أكثر على المكالمات الصادرة، هكذا بحيث أنه اذا لم يختفِ حجم الارهاب تماما فانه سيقل كثيرا.

من ناحية نتنياهو، ايجابا كان أم سلبا، هذه الصفقة هي صفقته. فهي جزء من الهدوء الذي حققه حيال حماس في فترة الانتخابات في محاولة لتحقيق تسوية واسعة. اذا ما بقي الهدوء – فان نتنياهو يكون قد نجح؛ واذا تدهور الوضع ووصل الى الانفجار، فسيكون هو وحده المسؤول عن ذلك.

*     *    *

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى