ترجمات عبرية

يديعوت: وثيقة المخابرات الامريكية حول تدخل الموساد في الاحتجاجات: تغلغل عميق في إسرائيل

يديعوت 9-4-2023، بقلم رونين بيرغمان: وثيقة المخابرات الامريكية حول تدخل الموساد في الاحتجاجات: تغلغل عميق في إسرائيل

في بداية 2012 كان وزير الدفاع إيهود باراك يجلس على البيان في شقته في أبراج اكيروف ويفكر في ما سيعزفه لـ “المستمعين”. واكتشفت حراسة باراك قبل وقت ما من ذلك بأن السفارة الأمريكية استأجرت شقة تطل على نافذته، ظاهراً لواحد من حراس السفارة. والتقديرات في أنه غرس جهاز تنصت متطوراً في الشقة.

رداً على ذلك كان وزير الدفاع، بين الحين والآخر، يرفع الستائر عن النوافذ كي “يلطف زمن المستمعين”. من ناحيته، بالمناسبة، لم تكن مسألة أن يعرف الأمريكيون ما يريدون معرفته عن إسرائيل.

في حينه كانت العلاقات الاستخبارية بين إسرائيل والولايات المتحدة في ذروة من التعاون العميق، لكن الشكوك المتبادلة بدأت. فقد اكتشفت الولايات المتحدة المزيد من الاستعدادات الإسرائيلية للهجوم. وبيّن تسريب وثائق سنودن بأن الـ NSA اقتحمت بريد باراك ونتنياهو. ابتسم باراك، لكن تملك نتنياهو قلق عميق من الملاحقة الأمريكية.

الوثيقة المسربة

أحد مقربي نتنياهو أصيب بالخوف، وذات يوم جاء إلى مقر الموساد، وقال لهم: “كنا في إجازة في الخارج، وعندما عدنا تبين لنا أن القط يتصرف بشكل مختلف. أتراهم غرسوا فيه جهاز تصوير وتنصت؟”. سأله محادثه: “هل رأيته يحرك ذيله كثيراً؟” فأجاب المقرب: “ماذا يعني هذا؟”، فأجابه رجل الموساد: “هكذا يشحن البطاريات”. المقرب من نتنياهو لم يستطب النكتة. إن تخوف نتنياهو تلقى أمس تعزيزاً على شكل وثيقة الـ CIA التي نشرناها (زميلي باتريك كنغزلي رئيس مكتب الـ “نيويورك تايمز” في القدس، وأنا)، وهي إحدى الوثائق السرية لدى البنتاغون والتي تسربت إلى شبكة الإنترنت.

ورد في نشرنا أن مضمون الوثيقة ينفيه مسؤولون إسرائيليون نفياً باتاً، على اعتبار أن الموساد لم يتدخل قطّ في أي موضوع سياسي داخلي في إسرائيل؛ كون الأمر يتعارض مع القوانين وقيم الجهاز، وأنه لا يوجد في الوثيقة أي مؤشر أو دليل.

يبدو أن من تناول هذا النشر في إسرائيل فوت هذه الأمور، فالعاصفة التي نشبت تشعل أوارها محافل تؤمن أو تريد من الآخرين أن يؤمنوا بالتوصيفات الكاذبة التي بموجبها تقف أسرة الاستخبارات الإسرائيلية أو الأمريكية نفسها خلف الاحتجاج النظامي وتشعل أواره. وهذه أمور باطلة.

لا يقل أهمية، فالعاصفة التي مصدرها خطأ ارتكبه الـ CIA فوتت الكشف الكبير في الوثيقة على افتراض أنه أصيل؛ فتسللت الاستخبارات الأمريكية أغلب الظن عميقاً في الاتصالات الداخلية للقيادة الإسرائيلية، وتسربت المعلومات عن ذلك إلى الشبكة ووجد هناك قسم منها لأسابيع طويلة.

القسم المهم في الوثيقة هو الشكل الذي حصل به الـ CIA على المعلومات. كتب في الوثيقة أنها تحققت باعتراض أمريكي لمكالمات أو نصوص للاستخبارات الإسرائيلية. كما يقال عن هذه المعلومات أنها “سرية للغاية” وأنها حساسة بحيث لا يجب اطلاع أي جهاز استخبارات آخر عليها. في السطر الأخير – هذه وثيقة في مستوى تصنيف السرية العليا لدى أسرة الاستخبارات الأمريكية.

بالمقابل، فإن الادعاءات الواردة في الوثيقة التي لا تبدو منطقية منذ البداية، نفيت تماماً ولا دليل لها. إذن، ما الذي حصل هنا؟

شمعون بيرس، الذي استخف بتقديرات الاستخبارات وطلب الحصول على المادة الخام قال ذات مرة: “ما هو التقدير الاستخباري في إسرائيل؟ مصطفى يتصل بمحمد، مويشله يتنصت، إذن ها أنت تملك تقديراً استخبارياً”.

بتقديري، يدور الحديث عن تسلل من الاستخبارات الأمريكية إلى قناة الاتصال التي تمر بها محادثات كبار المسؤولين في الموساد، أو في الأجهزة التي تعمل ملاصقة به. ومن التقط المعلومة في الـ CIA لم يفهم ما يقرأه أو يسمعه، وكتب تقريراً مغلوطاً من الأساس.

هذا الخطأ المحتمل، الذي يذكر بالخطأ الجسيم الذي أدى إلى اجتياح العراق، كان يفترض أن يغوص عميقاً في ملايين الوثائق لدى الاستخبارات الأمريكية. لكن أحداً ما قرر لسبب غير واضح، إعطاء هذه الوثيقة نشراً داخلياً واسعاً. وهي الآن تحدث عاصفة هائلة – حين حرص أحد ما، أو جهاز ما، على أن يسربه إلى الشبكة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى