ترجمات عبرية

يديعوت: نتنياهو والجيش: أزمة ثقة آخذة في الاتساع

يديعوت 2023-10-24: بقلم: ناحوم برنياع ورونين بيرغمان: نتنياهو والجيش: أزمة ثقة آخذة في الاتساع

سيتعيّن على “كابينيت” الطوارئ أن يتخذ في الأيام القادمة، وربما في الساعات القادمة، قراراً ذا أهمية مصيرية. قال خبر، بُثّ أول من أمس، في الـ”سي إن إن”: إن تحرير المواطنتين الأميركيتين، يهوديت ونتالي رعنان، عزز إحساس الطاقم الأميركي بأنه سيكون ممكناً تحرير مزيد من المخطوفين بالمفاوضات. وادعت الشبكة التلفزيونية الأميركية على لسان محافل في الإدارة الأميركية بأن الإدارة تضغط على إسرائيل لتأجيل الدخول البري إلى القطاع؛ لأجل السماح بالتقدم في موضوع المخطوفين. وقالت مصادر في إسرائيل معقبة: إنه لا يوجد ضغط أميركي على إسرائيل.

يدير الاتصالات مع “حماس” رئيس الحكومة القطرية، محمد آل ثاني، بالتشاور مع البيت الأبيض. الرئيس بايدن مقتنع بأن معالجة مسألة المخطوفين تسبق كل خطوة أخرى، بما فيها العملية البرية. وترغب إسرائيل في أن تفصل بين مسألة الدخول البري ومسألة المخطوفين. في الظروف الناشئة من المشكوك فيه أن يكون الأمر ممكناً.

وصرح الناطق العسكري الإسرائيلي، أول من أمس، صراحة أنه ينتظر إذن القيادة السياسية للعملية البرية. هذا هو طريق قيادة الجيش لنقل عبء البرهان إلى الحكومة، وأساساً إلى رئيس الوزراء. فضلاً عن الجدال حول التوقيت، نشأت أزمة ثقة بين نتنياهو والجيش، وفي داخل الـ”كابينيت” الضيق والـ”كابينيت” الموسع.

***

أزمة الثقة ضرر يُضاف إلى الضرر الرهيب الذي تكبدته إسرائيل في 7 تشرين الأول. فهو يجعل من الصعب جداً التركيز على الحرب وعلى اتخاذ القرارات، بما فيها القرارات الأليمة. إسرائيل بحاجة الآن إلى زعامة فاعلة، تركّز على المهمة.

يمكن إعادة بناء البيوت، لكن من الصعب جداً إعادة بناء الثقة. في العام 1973 فوجئت إسرائيل بمرارة، وضربت بشدة في البداية، لكن قيادتها، معظمها على الأقل، واصلت أداء مهامها، وانضم لاعبو تعزيز فساهموا في التجربة والهدوء لإعادة مسيرة اتخاذ قرارات مرتبة وثقة بأننا في النهاية سننتصر. أما اليوم، فإن إسرائيل تتصرف، لكن ليس لديها إدارة تؤدي مهامها. هذا هو فخ 2023.

هذه المرة، رغم النوايا الطيبة، يترك لاعبا التعزيز غانتس وآيزنكوت أثراً ضيقاً على النتيجة النهائية، في هذه اللحظة على الأقل. بحكم الاتفاق الذي وقعا عليه مع نتنياهو، لا يمكن للرجلين أن يلتقيا الضباط خارج مداولات الـ”كابينيت” إلا بإذن رئيس الوزراء.

مر 17 يوماً على “الهجوم الإجرامي” الذي نفذته “حماس” في الغلاف. بالنسبة للعائلات التي يُحتجز أعزاؤها في مكان ما في غزة هذا زمن طويل جداً. كما أن هذا زمن طويل أيضاً لأولئك الذين يدفنون موتاهم كل يوم، أولئك الذين ينتظرون الأمر في الوحدات العسكرية في الشمال والجنوب وللمجتمع الإسرائيلي كله. الإسرائيليون ينجحون في التحدي.

أما الحلقة الضعيفة فهي الحكومة. وحسب شهادات محافل سياسية وعسكرية يصعب على الحكومة الوصول إلى قرارات متفق عليها في مواضيع مركزية تقف على جدول الأعمال. في الأسبوع الماضي، نشر أن نتنياهو منع قراراً لحملة مبادرة في الشمال، رغم أن الجيش ووزير الدفاع غالنت أوصيا بها، وهو ادعاء نفاه نتنياهو. في مركز الجدال كان الطلب الأميركي الامتناع عن ضربة إسرائيلية مسبقة في لبنان. وأرفق الأميركيون إلى القائمة رزمة مساعدة عسكرية سخية، مرابطة حاملتَي طائرات أمام شواطئ لبنان وتعهد بإسناد الجيش الإسرائيلي إذا فتح “حزب الله” الحرب. هذا الأسبوع ادعى وزراء، مرة أخرى، أن نتنياهو هو الذي يقف خلف التأخير في الدخول البري إلى غزة. وصف وزير، لم يتجرأ على تعريف نفسه باسمه، نتنياهو بـ”الجبان”.

***

ولّدت الحرب في غزة إجماعاً واسعاً في المجتمع الإسرائيلي. في قيادة الحكومة والجيش الوضع مختلف.

خلقت أحداث 7 تشرين الأول أزمة ثقة: نتنياهو غاضب على كبار رجالات الجيش المذنبين بكل ما حصل، على حد فهمه. وهو يتعاطى بقصر نفس مع الآراء والتقديرات التي يبديها الجنرالات، ولا يسارع إلى تبني الخطط التي يتقدمون بها. ليس صدفة أنه التقى في الأيام الأخيرة مرتين باللواء المتقاعد، إسحق بريك: ينتقد بريك بشدة قدرات الجيش البري، ويعارض عملية برية في غزة. وليس صدفة أن وجدت الأنباء عن هذه اللقاءات مع بريك، وفي توقيت رائع مع شريط ليس موقعاً غرد به بعض من أكثر المؤيدين لنتنياهو حماسة. فتَحْتَ عنوان “الأخلاق ملزمة: حياة جنودنا أولى!” يشرح هناك لماذا من المحظور البدء الآن بالمناورة البرية. “ندمر غزة السفلى”، قيل هناك، “قبل الدخول البري” – قول يشبهه، هكذا حسب بعض خبراء كبار في شبكة أنفاق “حماس”، إلغاء الخطة كلها، ببساطة لأنه لا يمكن تدمير المدينة الهائلة، كثيرة الأنفاق والطوابق، من الجو فقط.

منظومة العلاقات بين نتنياهو ووزير الدفاع تجعل من الصعب جداً عليهما العمل معاً. فقد نشأت الرواسب قبل شهر آذار حين أقال نتنياهو يوآف غالانت، واضطر للتراجع. واحتدمت المعركة بعد أن سرب نبأ بموجبه استخدم نتنياهو الفيتو على عملية عسكرية مبادر إليها في الشمال. أثناء زيارة بايدن إلى البلاد منع نتنياهو غالانت من تفصيل تقديراته على مسمع من الرئيس الأميركي. غالانت، حسب “نيويورك تايمز”، اكتفى بأن روى لوزير الخارجية بلينكن أنه أراد أن يهاجم في بداية الأمر “حزب الله”، لكنه توقف بقرار من جهات أخرى. المواجهة هي ليس فقط بين خطط مختلفة بل أيضاً على خلفية شخصية. يعد نتنياهو نفسه للصراع الجماهيري الذي سيبدأ بكل شدة عندما يستقر الوضع في الميدان. مقربوه في الشبكة الاجتماعية يلقون المسؤولية عن المصيبة على جهاز الأمن، من غالانت، ورئيس الأركان فما دون.

إن الخوف من العاصفة، التي ستأتي في اليوم التالي، توجه أيضاً خطى الوزراء وتتسلل إلى قيادة الجيش الإسرائيلي. ففي المداولات يتحدثون للبروتوكول، انطلاقاً من التفكير في اليوم الذي ستقوم فيه لجنة تحقيق. هذا يجعل الحديث الصادق، الثاقب، كما ينبغي، بين أصحاب القرار صعباً جداً. حتى لو كان بعض كبار الضباط سلموا منذ الآن برحيلهم في نهاية الحرب، ما يسمح لهم بتركيز أكبر على الانتصار فيها – فلا يزال الحديث في القيادة، هكذا حسب شهود عليه من أعماق البئر لا يركز على ما يلزم، فيما يغيب عنه الاهتمام بسلسلة مواضيع مركزية يفترض بالجيش أن يعنى بها.

أعلنت الحكومة عن هدف للحرب يشكك الجيش الإسرائيلي إذا كان قابلاً للتحقق. في تصريحات مختلفة وعد نتنياهو وغالانت بمحو “حماس” عن وجه غزة. ولم يشرحا ما المعنى العملي للتعهد. وقال رئيس الأركان هرتسي هليفي: “إننا سنفكك كل البنية التحتية التنظيمية التي توجد تحت السنوار”، لكن كيف سيتحقق هذه الهدف؟ هل ينبغي لهذه أن تكون المناورة الأخيرة”؟ هل فقط في مدينة غزة، أم في سيطرة كاملة على كل القطاع؟ ومتى سيعرف الجيش الإسرائيلي وتعرف الحكومة أن إسرائيل انتصرت بالفعل؟ في الجيش يقولون: إن الذنب هو بسبب القيادة السياسية التي لم تحدد للجيش أهدافاً واضحة. قد يكون هذا صحيحاً، لكن جيشاً يخرج إلى حرب، دون الإيضاح كيف سيعرف إذا كان انتصر، ناهيك عن كيف سيخرج من ساحة القتال، يجب على الأقل أن يحذر من أنه هكذا هو الوضع. عرف الجيش كيف يحذر في السنة الأخيرة من الأزمة التي نشبت بسبب الانقلاب القضائي. أما هذه المرة، على الأقل بقدر ما هو معروف لنا، فقد صمت صوته. كما أنه، على حد علمنا، لا يجري بحثاً في مسألة ماذا سيكون الواقع في غزة بعد طرد “حماس” – إذا ما طردت – لا في الجيش ولا في الحكومة. تسعى إسرائيل لتدخل إلى غزة دون تعريف واضح متى وكيف ستخرج من هناك، وما ستخلفه وراءها.

كان يمكن أن نتوقع من رئيس الوزراء ووزير الدفاع أن يديرا الحدث العسكري، وبالتوازي أن يدير ديوان رئيس الوزراء الحدث المدني. لكن هذا حالياً لا يحصل.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى