ترجمات عبرية

يديعوت: مطلوب حلّ بعيد المدى لقضية الوجود الفلسطيني في القدس

يديعوت 6-2-2023م، بقلم: ميخائيل ميلشتاين: مطلوب حلّ بعيد المدى لقضية الوجود الفلسطيني في القدس

ترفع العمليات القاسية، التي وقعت في القدس، مؤخراً، إلى الذاكرة إحساسا بتكرار الأحداث. فكل بضع سنوات ينفذ فلسطينيون من سكان المدينة عمليات في العاصمة أو خارجها في ظل استغلال قدرتهم على الحركة بين “المناطق” وإسرائيل. هذه المرة أيضا، دعا الكثيرون في إسرائيل للرد أساسا من خلال “مزيد من القوة” داخل مناطق شرق القدس: نشر قوات، ونصب حواجز، وتكثيف الجهود الاستخبارية والعملياتية.

 

الآن، مثلما في السنوات الماضية، يدور الحديث عن جهد قد ينجح في إطفاء حريق محلي، لكنه سيترك الفيل الذي يوجد في الغرفة ينمو كل الوقت: منذ 55 سنة يوجد نحو 370 ألف شخص من سكان القدس في مكانة غامضة بقرار من إسرائيل، فهم يعدون 40 في المئة من سكان المدينة ومعدلهم يرتفع باستمرار (في العام 1980 كانوا يعدون 26 في المئة من سكان القدس). يحمل هؤلاء الفلسطينيون بطاقة هوية زرقاء لكنهم ليسوا مواطنين؛ وهم يتلقون خدمات التأمين الوطني الإسرائيلية، لكنهم يصوتون للبرلمان الفلسطيني. وقلة صغيرة من بينهم يصوتون في الانتخابات لبلدية القدس. هم يعيشون تحت سيادة إسرائيل لكنهم يرتبطون سياسياً واجتماعياً بروابط مع السلطة الفلسطينية.

ولّد هذا الوضع الانتقالي على مدى السنين عللاً شديدة ذات آثار استراتيجية، وعلى رأسها سيطرة محدودة نسبيا لإسرائيل على المواطنين العرب في القدس التي في الجانب الغربي من السور الفاصل (حيث يعيش نحو 65 في المئة من الفلسطينيين في المدينة وتواجد قليل في تلك التي توجد في الجانب الآخر من السور).

يخلق هذا الوضع فراغاً سلطوياً مليئاً بالفوضى، ألزم إسرائيل مرتين أثناء فترة “كورونا” السماح بانتشار قوات أمنية فلسطينية في تلك “المناطق”.

إلى هذا يضاف الفراغ القيادي العميق في شرق المدينة، والذي ينبع في قسم منه من الصراع العنيد لإسرائيل ضد النشاطات السياسية أو الجماهيرية في تلك المنطقة.

استعراض الألعاب، النارية الذي جرى في أحياء شرق المدينة مع صدور النبأ عن العملية في نفيه يعقوب – بالتوازي مع احتفالات الفرح في مواقع أخرى في الساحة الفلسطينية، لا يترك مجالاً للشك حول ميل قلوب أغلبية سكان المدينة. فهم فلسطينيون في هويتهم، متمسكون بالرواية الجماعية الفلسطينية، ويشعرون باغتراب شديد تجاه الحكم والجمهور في إسرائيل، بل يعرّف بعضهم نفسه بأنه صاحب رسالة لحماية الحرم من “الاقتحامات الصهيونية”. رغم ذلك فإن قسماً كبيراً من عرب المدينة يفضلون لاعتبارات مادية العيش تحت حكم إسرائيلي.

الشروط الأساسية للسكان العرب في القدس تساهم أيضاً في احتدام إحساس الاغتراب: 61 في المئة منهم يعيشون تحت خط الفقر (مقارنة بـ 32 في المئة من الجمهور اليهودي في القدس و 16 في المئة في الجمهور اليهودي في كل الدولة)، ومعدل البطالة في أوساطهم أعلى بكثير من المتوسط، ويبرز أساساً في أوساط المتعلمين في أوساط الجيل الشاب، وبشكل ثابت تثور شكاوى على التمييز في كل ما يتعلق بتلقي خدمات البلدية.

الرد على العمليات الأخيرة لا يمكنه أن يتلخص بهدم وإغلاق منازل وسحب حقوق التأمين الوطني من “مخربين” وممن يدعمونهم. توجد ضرورة لنقاش عميق في المسألة المحتدمة المتعلقة بقدرة وجود حياة مشتركة للجماعتين السكانيتين في القدس.

حديث يشكل أساسا لبحث أوسع واجب حول إمكانية وجود مشترك في كيان واحد إذا ما تحقق سيناريو الدولة الواحدة. مثلما في مجالات أخرى، في موضوع القدس أيضاً الحكومة مطالبة ليس فقط بأن توفر جواباً فورياً للتحديات الأمنية، بل أيضاً أن تفكر بشكل معمق في حل للمدى البعيد يوجب قرارات حاسمة.

لقد سبق أن أثبت التاريخ أنه إذا لم تتخذ هذه القرارات قبل فوات الأوان وبمبادرة إسرائيل فإنها ستتحقق بعد تلقي الضربات، بتسرع ومن موقع متدنٍ استراتيجياً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى