ترجمات عبرية

يديعوت: كان من الافضل لغانتس البقاء خارج الحكومة ورفض عرض نتنياهو

يديعوت 11-10-2023، بقلم ناحوم برنياع: كان من الافضل لغانتس البقاء خارج الحكومة ورفض عرض نتنياهو

ذكّرنا الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس بما كاد ينسينا إياه الرعب منذ صباح السبت: شر مطلق هاجم إسرائيل. فهؤلاء ليسوا مقاتلين أرادوا احتلال هدف ما؛ ولا ثواراً ضد الاحتلال، بل قتلة ربوا على شهية الدم من بيت “داعش”.

ألمح الخطاب بتعهد أمريكي بالتدخل في الحرب إذا ما فتحت إيران، من خلال “حزب الله”، هجمة صواريخ على إسرائيل. هذا هو الجانب العملياتي. لكن ما تضمنه أكثر بكثير من هذا، وهو تحذير من الصهيوني الأخير في البيت الأبيض. من يرغب في قراءة ما بين السطور سيجد التأكيد على واجب إسرائيل تجاه سلطة القانون والديمقراطية، لكن في نظري لم يكن لهذا معنى كبير. المهم هو الدمج بين التضامن العاطفي والشراكة الاستراتيجية والرفض الأخلاقي المطلق بدوافع حماس وسلوكها الرهيب في الميدان: ليست ضائقة غزة وليست ذكرى النكبة. بل شر فقط.

إلى جانب موقف بايدن الخاص من إسرائيل وقيمها، ثمة تجربة مريرة لأمريكا في صراعها ضد إرهاب القاعدة وإرهاب “داعش”. يعرف الأمريكيون عن كثب هذا النوع من الإرهاب. بايدن لا يتحدث إلينا فقط، بل إلى ناخبيه أيضاً.

التجارب النفسية التي يتمزق لها القلب في الغرف الأمنية في بلدات الجنوب وفي “الكيبوتسات” وعدد المذبوحين والمصير الغامض للمخطوفين لم تعد تسمح لأي حكومة في إسرائيل التسليم بوجود حماس. هذه القصة، مع المال القطري والعمال وخطوط التوريد، يجب أن تنتهي. هذا ليس ثأراً، بل خطوة وقائية من دولة محبة للحياة. وإن الدعم الأمريكي لرد عسكري واسع أمر مهم في طريق طويل ينتظرنا.

الوضع، بالفعل، صعب جداً، صعب في نظرة إلى الوراء، وصعب في نظرة إلى الأمام، إلى الأسابيع القريبة القادمة وربما أيضاً إلى السنوات القريبة القادمة. غني عن البيان القول إن كل من يعيش هنا – ربما باستثناء وزراء الحكومة – يفهم هذا. لا غرو أن معظم الإسرائيليين يتمنون حكومة طوارئ في هذه الأيام: ترمم ثقة الجمهور، ومنح عملية ذات تجربة في اتخاذ القرارات، والمهنية والتفكر، وهي ثلاثة مطالب تخلت حكومة إسرائيل عنها في الأشهر العشرة الأخيرة. وإذا ما جلس آيزنكوت وغانتس إلى جانب نتنياهو، وليس سموتريتش وبن غفير، سنتنفس الصعداء، من حدود غزة حتى حدود الشمال. أخشى أن يملأ تنفس الصعداء البلاد لزمن قصير جداً. هذه طبيعة خطوة من هذا النوع؛ لطيفة وجافة في البداية، باردة ورطبة في النهاية. المعضلة ليست بسيطة. ثمة وجه إلى هنا أو إلى هناك. سأحاول أن أشرح لغانتس، إذا لم يكن هذا متأخراً، لماذا يفضل أن يبقى غانتس في الخارج في هذا الزمن.

جيد أن يبقى في الخارج، ليس لضغينة لإزاء نتنياهو وحكومته، رغم أن لغانتس أسباباً وجيهة ليشعر بذلك. الحرب ليست هي الزمن المناسب لتسديد الحساب. ليس من الأفضل أن يبقى في الخارج بسبب الماضي، بل لأجل المستقبل.

إن دخول غانتس وآيزنكوت إلى الكابينت سيساهم في ثقة وأمن الإسرائيليين بالحكومة، لكنه لن يغير السياسة ولن يغير الوضع في الميدان. ليس صدفة أن ذكر نتنياهو انضمام مناحم بيغن إلى الحكومة في فترة الانتظار عشية حرب الأيام الستة. فقد انضم بيغن إلى الحكومة بصفة ضابط شؤون العمليات. لم يساهم في أي شيء ذي مغزى لقرارات الكابينت ومصائر الحرب. هذا هو النموذج الذي يعرضه نتنياهو على غانتس. وإذا لم يحصل على صلاحيات أو تأثير فلن يكون أكثر من رئيس لجنة الزينة.

العلاقات داخل هذا الكابينت مركبة. غالنت يتذكر معارضة غانتس وآيزنكوت بتعيينه رئيساً للأركان؛ وهما يتذكران سبب معارضتهما التعيين. ليس سهلاً إدارة حرب حين لا تنعدم الثقة بين أعضاء الكابينت ولا يصدق الجميع أي كلمة لرئيس الوزراء. في أثناء حملة “الرصاص المصبوب” في غزة، في 2009، كان الكابينت منقسماً بين رئيس الوزراء أولمرت، وزير الدفاع باراك، وزيرة الخارجية تسيبي لفني، ورئيس الأركان غابي أشكنازي، وقائد المنطقة الشمالية يوآف غالنت. وهو توتر صعّب من إدارة الحملة. مقارنة بما سيحصل في الكابينت الذي يقترحه نتنياهو، كانت هناك جنة. ولم نقل كلمة بعد عن الألغام التي سينشرها سموتريتش وبن غفير. الألغام في طبيعتهما.

معجزة فقط ستسمح للحكومة بأن تبقى على قيد الحياة بعد القصور الرهيب الذي حدث السبت والتحديات التي بانتظارها. سيكون غانتس وآيزنكوت مشاركين في إدارة الخطوات العسكرية، لكن الضرر سيلحق في جبهة أخرى: مصلحة الدولة. وعندما تسقط هذه الحكومة، مشكوك أن يكون لليمين الرفيق، وللمتدينين الذين ينفرون من سموتريتش وكل المعسكر الذي رأى في غانتس زعيماً، بديلاً للاعتماد عليه.

الأمر صعب مع لبيد. فلمن سيصوتون؟ من الأفضل في هذا الموضوع السير في أعقاب مناحم بيغن حرب يوم الغفران: عندما استوعب الإسرائيليون حجوم القصور وقرروا وضع حد لحكم حزب العمل، كانت لهم زعامة بديلة في صورة بيغن وحزبه.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى