ترجمات عبرية

يديعوت: قدرة الفتك تتزايد

يديعوت احرونوت 18/4/202رون بن يشاي: قدرة الفتك تتزايد

يتبين أن حزب الله هو منظمة تتعلم، تستخلص الدروس بسرعة وتحسن أداء السلاح الذي تستخدمه. الدليل على ذلك هو ثلاث مُسيرات حزب الله التي تفجرت في الجليل، اثنتان اول امس قرب بيت هيلل وواحدة امس في عرب العرامشة، والتي أدت الى نحو 20 مصابا إسرائيليا.

لسكان بيت هيلل لم يعطَ اخطار مبكر، لسكان عرب العرامشة نعم. غير ان في الحالتين لم ينجحوا في اعتراض التهديد.

السبب على ما يبدو هو أن منظومات الكشف والاعتراض لدى الجيش الإسرائيلي لم تكتشف في الوقت المناسب المسيرات المتفجرة. وبالتالي لم تتمكن أيضا من اعتراضها. لقد سبق في الماضي أن حصلت حالات لم تنجح فيها القبة الحديدية في اعتراض المُسيرات، لكن كانت هذه على ما يبدو أخطاء، إخفاقات او حظ متعثر؛ هذه الحالات لم تكن كثيرة، ويمكن ان نعزوها الى أنه رغم ان القبة الحديدية قادرة على اعتراض الطائرات، الا انها لا توفر حماية تامة. الاحداث المتواصلة في الـ 48 ساعة الأخيرة تدل على ما يبدو على انعطافة جوهرية في صالح حزب الله تسمح له بان يخترق منظومة الاخطار والاعتراض في الشمال.

توجد بضعة حقائق قد توفر تفسيرات للظاهرة: فالمُسيرات والحوامات تصل الى أهدافها من خلال ثلاث منظومات توجيه أساسية. احدى هذه المنظومات هي توجيه المُسيرة من شخص يوجد على الأرض من خلال كاميرامركبة على المُسيرة، وتسمح لمن يشغلها بتوجيهها الى هدفها ويقرر بالضبط متى تهبط وتنتحر عليه.

الطريقة الثانية هي ان منظومة توجيه المُسيرة يخطط لها مسبقا وهي تشق طريقها الى الهدف في مسار تحدد لها مسبقا وفقا لشارة راديو تلتقطها من الأقمار الصناعية أي نوع من الجي.بي.اس.

الطريق الثالثة هي انه وان كانت المُسيرة تقاد الى هدفها في مسار مخطط مسبقا لكن التوجيه هو من خلال منظومة قصور ذاتي تلقائي توجد فيها. وهكذا يكاد يكون من غير الممكن تشويشها لانها لا تتخذ أي اتصالات مع جهة خارجية، لا مع الأقمار الصناعية ولا مع مشغلها.

منطقة معقدة وجبلية مثل الحدود اللبنانية هي مثالية لتفعيل المُسيرات الهجومية في كل واحدة من الطرائق الثلاثة حيث أنه من ناحية رجال حزب الله يوجد افضلية بالطبع لمنظومة التوجيه بالقصور الذاتي التي لا يمكن تشويشها بل وتبطل الحاجة لمن يقود المُسيرة المهاجمة في المرحلة الأخيرة من طيرانها كي تتحطم. التخطيط لمُسيرة كهذه يحتاج الى قدرات تكنولوجية ومشغلين مع خيرات نعرف انها توجد لدى الإيرانيين، لكن يبدو ان حزب الله يكتسبها في الزمن الأخير فقط ضمن أمور أخرى كنتيجة للاحتكاك مع إسرائيل. المُسيرات التي ضربت منطقة بيت هيلل والمُسيرة التي ضربت أمس المركز الجماهيري في عرب العرامشة لم تكن على ما يبدو من طراز “شاهد 136″، التي استخدمها حزب الله والايرانيون في الماضي، ولا من الطراز الأكثر حداثة “شاهد 238” التي استخدمها الإيرانيون في الهجوم الكبير فجر يوم الاحد. لقد استخدم حزب الله امس وأول امس مُسيرات من طراز “مرصد”، الذي هو تحسين لمُسيرات اقدم من انتاج إيراني يسمى “أبابيل”. هذه مُسيرة كبيرة يمكنها ان تحمل نحو 50 كيلو غرام من المواد المتفجرة وربما اكثر، وعندما تتفجر في بيت بسرعة فانها تحدث ضررا كبيرا نسبيا. ويبدو أن الـ “مرصد” اصعب على الاكتشاف لجملة متنوعة من الأسباب.

لقد تعلم حزب الله جيدا كيف تعمل منظومة الاخطار والاعتراض لدى إسرائيل وفهم بان قدرتنا على اعتراض مسيراتهم منوطة بالكشف المسبق، في فترة زمنية تكفي لاطلق صواريخ الاعتراض لضرب هدفها.

معقول الافتراض انه في منافسة التعلم هذه بين الجيش وحزب الله يد الجيش ويد التكنولوجيا الإسرائيلية ستكون على ما يبدو هي العليا في غضون وقت غير بعيد، لكن من المهم أن نتذكر: كل وسيلة تستخدمها أنت يتعلمها العدو، وبعد وقت ما يستخدم وسيلة مضادة. لن يكون وضع في أي مرة تكون فيه منظومة الدفاع الفاعلة، القبة الحديدة ومقلاع داود هما من عناصرها، ستعترض كل ما يطلق نحونا، ابتداء من قذائف الهاون وانتهاء بالصواريخ الجوالة.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى