ترجمات عبرية

يديعوت: غانتس يرتدي قناع “تقليص النزاع” من أجل التنكُّر للفلسطينيين

يديعوت 2022-09-20، بقلم: عيناف شيف

في نهاية الأسبوع، نشرت في ملحق “7 أيام” مقابلة جدية ومشوقة أجراها بن – درور يميني مع وزير الجيش، كرست في معظمها لهذا الأمر الذي يسمى الفكر. هذا مهم ليس فقط لأنه من المرغوب فيه أن تعنى حملة الانتخابات بمواضيع ليست حسابات ائتلافية بل في انه منذ دخول بيني غانتس إلى السياسة قبل نحو ثلاث سنوات ونصف السنة – يركض الزمن بينما تتفكك المنظومة – استظلت أجندته تحت علمين ليسا سيرته الأمنية: الكلمة الأولى في التوراة (فقط لا بيبي) والكلمة الثانية (“الرسمية”، التي هي فقط لا بيبي بلغة نقية). كل ما تبقى – سياسة وقضاء وبالتأكيد أيضا اقتصاد وتعليم – أجملت بالشعارات.

لم يخرج غانتس عن عادته، ومن الواضح أن التغيير الأعمق الذي وقع لديه يرتبط بما كان ينقصه من قبل: الشهوة ليكون رئيس الوزراء. هذا أيضا هو السبب الذي يدعونا لننتبه اكثر لانعدام تغطية الشيكات التي وزعها في هذا الحديث، مثلما أيضا للازدواجية القاسية (إلى جانب النبرة المتعالية القريبة من العنصرية) من خلف فكرة “الرسمية”. هكذا مثلا يكثر غانتس من التلويح بمعاملته “الطيبة” للأحزاب الحريدية، التي بدونها حتى السيناريو المتطرف الذي يشكل فيه ائتلافا لا يكون قائما. وعليه ففي الشريط الأخير لحزب المعسكر الرسمي ستجدون تهديدات النائب دافيد امسلم ضد سلطة القانون لكنكم لن تجدوا تخيلات النائب اسحق فيندروس لتفجير المحكمة العليا.

لكن الأضواء يجب أن تلقى على المسألة الأهم بالنسبة لكل زعيم إسرائيلي: الاحتلال، الدولة ثنائية القومية، وخطر “الأبرتهايد” من خلف الخط الأخضر. هنا جاء غانتس بالبشرى: أؤمن بتقليص النزاع”، قال. ولمن يبدو له التعبير معروفا، فإن “تقليص النزاع” اصبح شعارا شعبيا في دوائر الوسط في أعقاب كتاب ميخا غودمان “شرك 67”. غودمان، مثل غانتس، شخص غني بالنوايا الإيجابية، كتب كعادته حججا منمقة ومقنعة كيف يمكن لإسرائيل أن تقلص مظالم الاحتلال، وبذات القدر ألا تدفع ثمنا أمنيا.

غير أن غانتس، ذاك الذي يفترض به أن ينقل “تقليص النزاع” إلى مستويات عملية، جاء مع صفحة رسائل من العقد الماضي. في الضفة لا يوجد للفلسطينيين قيادة منتخبة للبحث معها في شيء ما ليس وعدا فارغا مثل “تطوير الاقتصاد” (كيف لم يفكروا في هذا من قبل؟!). ما يوجد لها هو قيادة غير ديمقراطية ومقيتة مع رئيس ابن 87 عاما.

فضلا عن ذلك، يعتمد غانتس على فرضية مغلوطة: “معظم الإسرائيليين لا يريدون السيطرة على الفلسطينيين”. وهو على أي حال يستند إلى هذا الاستطلاع أو ذاك. ولكن في الاستطلاع المقرر – الانتخابات – الواقع معاكس. إذا حقق نتنياهو 61 مقعدا فما فوق، فعندها تكون أغلبية الإسرائيليين يريدون بل يريدون جدا السيطرة على الفلسطينيين. إذا كان اعتزل غدا، ففي غضون ساعة يقوم ائتلاف يميني متصلب. عمليا، حتى لو كانت حكومة لغانتس، ستكون نجومها “الليكود”، “شاس”، و”يهدوت هتوراة”، حيث “السيطرة على الفلسطينيين” (سيفضل غانتس أن يحبس في جزيرة معزولة مع ايتمار بن غبير على أن لا يقول “احتلال”). كما أنه سيكون لطيفا أن نعرف إذا كانت شخصيات مثل جدعون ساعر، زئيف الكين، ومتان كهانا هي أيضا ممن “لا يريدون السيطرة على الفلسطينيين”. من جهة أخرى، لعله في “تقليص النزاع” يقصد غانتس حل خلافات الرأي في داخل من يطمح ليكون الحزب الحاكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى