ترجمات عبرية

يديعوت: حكومة أجمعت على الفاشية والعنصرية وهدم إسرائيل؟

يديعوت 30-12-2022م، سيما كدمون: حكومة أجمعت على الفاشية والعنصرية وهدم إسرائيل؟

 ما إن بدأت أضواء الكاميرات حتى انتصب وزراء حكومة نتنياهو السادسة ببدلاتهم الفاخرة وابتسموا. لم يبدُ هذا طبيعياً لدى الجميع. فحتى إسرائيل كاتس كان يمكن التقاطه مبتسماً رغم ما يدور في رأسه. ابتسم نتنياهو ابتسامة عريضة، ابتسامة ارتياح، سعادة، بل ابتسامة شماتة. لكن كان صعباً على كثير من المشاهدين أن يظهروا ابتسامة تأتي في العادة بشكل عفوي في ضوء هذه الصورة التقليدية.

كثير من الجمهور الإسرائيلي “النصف” (حسب غفني) الذي يخدم في الجيش، يعمل، ويدفع ضرائب، ويخدم في الاحتياط، نظروا إلى الصورة واستصعبوا التصديق بأن هذه هي حكومتهم. لا يزال صعباً استيعاب أن الحكومة الأكثر يمينية، الأكثر تديناً، الأكثر محافظة أو كما درجنا على القول بمثابة اللقب المحبب، “حكومة يمين مليء – مليء” تنطلق على الدرب.

كنا نفضل تمني النجاح حقاً للحكومة التي أدت اليمين القانونية أمس؛ فلأن كان نجاح الحكومة يقاس بتنفيذ اتفاقات ائتلافية، يبدو أن نجاح الحكومة الحالية خسارة الدولة، إن لم نقل خرابها. وبكلمات أخرى، نجاحها فشلنا جميعاً.

كنا نفضل تهنئة الحكومة الوافدة، لكن ما الذي يمكن أن نقوله لها، أن تحقق أهدافها؟ تنجح في أفعالها؟ تحقق تطلعاتها؟ كيف يمكن أن نقول مثل هذا الأمر بينما أهدافها معروفة، وأفعالها تسير أمامها، أما تطلعاتها فندعو الله أن يحفظنا منها.

في الأيام الأخيرة، هناك ميل لتهدئة المواطنين القلقين، الذين لم يعودوا ينتمون إلى معسكر اليسار أو الوسط. إذن حسناً، ثمة قانون تمييز، لكن من يقول إنهم سينفذونه؟ إذن قالت ستروك، إذن وافق روتمان. إذن آفي ماعوز يحوز قوائم سوداء، إذن غفني وباروش طأطآ أمس رأسيهما على الطاولة التي أمامهما حين خطب أوحنا. لكن الحقيقة أن رئيس الكنيست الجديد هو من الطائفة المثلية، وماذا ستكون عليه ضمانة أكبر لأمن أعضائها.

كل من يتعمق ببنود الاتفاقات الائتلافية يدرك بأنه حتى لو تحقق قسم صغير منها فقط فإننا في مشكلة. عندما نأخذ بالحسبان من هم الشركاء في الائتلاف الجديد، ومن هم الوزراء، حتماً سنبالي. سموتريتش وبن غفير جاءا ليعملا، ولا يعتزمان إضاعة الفرصة التي أعطيت لهما، ولن يسمحا للولاية أن تمر دون أن يتحقق قسم مهم مما يتطلعان إليه.

الحكومة التي هذه هي اتفاقاتها – مصابة بالفاشية، والعنصرية، وإقصاء النساء، والخوف من الإنسان، وكراهية العرب والأجانب – حتى وإن لم تحققها جميعها، فإنها تعطي شرعية لمواطنيها لفعل ما هو مكتوب فيها، وأن يستغلوا الأجواء التي كتبت فيها.

هذه الحكومة هي الأكثر يمينية وانسجاماً. حكومة وجدت مراكز قوتها لدى الشركاء الائتلافيين ممن لن يترددوا في استخدام روافعهم على رئيس الوزراء. هذه الحكومة جاءت لتخرب ما هو قائم، ولتغير ما هو موجود. ولكن ما يفترض أن يخيف أكثر من أي شيء آخر هو تغير وجه إسرائيل كدولة ديمقراطية، بتعيين يريف لفين وزيراً للعدل. كل التنازلات لشركائه، والاتفاقات، والتوزيع السخي للحقائب، وتقسيم الوزارات، والوزراء المزدوجون، والتناوب التعس، والبازار التركي… كله فعله نتنياهو من أجل هذا؛ كي يضع في وزارة العدل يريف لفين، الرجل الذي جاء ليقوم بالعمل. يتحدث نتنياهو عن إيران، لكنه يفكر بالمحكمة. هذا ما يهمه. رفض لفين تلقي الحقيبة فترة طويلة خشية ألا يسمحوا له بإجراء الثورة التي يتطلع إليها. أما موافقته الآن على أن يكون وزير العدل فتشهد على أنه حصل على ما يريد. ثمة إسناد كامل من نتنياهو للإصلاحات التي يخطط لها.

لفين هو الرجل الأقرب لنتنياهو ولعائلته، لكنه لن يجري هذه الثورة فقط كي ينقذ نتنياهو. بل سيجريها لأنها أيديولوجيته. وبخلاف دودي أمسالم، الذي رغب في هذه الحقيبة، فإنه لا يعتزم أن يكون الفيل في محل الفخار. هو ذكي وضابط النفس ودقيق. عندما سُئل أمس كيف يعتزم تنفيذ الإصلاح، أجاب بكلمة واحدة: بصبر.

حتى قبل جلوسه في وزارة العدل، باتت الاتجاهات بادية للعيان: تغييرات في مكانة المستشارين القانونيين وجعلهم وظائف ثقة؛ وتقسيم منصب المستشار القانوني للحكومة وفقرة التغلب. وكل هذا بهدف واحد، وهو إلغاء لائحة الاتهام التي تهز دولة كاملة لهذا القدر الطويل من السنين. يمكن الحديث عن مناصب الوزراء التي تلقاها أعضاء الليكود في اللحظة الأخيرة بينما يجلسون في غرفة صغيرة في مقر الليكود وينتظرون دعوة نتنياهو لهم؛ وعن زيارة السيدة إلى المقر كي تؤشر إلى من هو هنا رب البيت، وعن أولئك الراضين وغير الراضين؛ عن خيبة أملهم من المفاوضات الفاشلة التي أدارها نتنياهو ولفين الذي ترك كبار الليكود مع حقائب متوسطة ومع بؤر استيطانية للأحزاب الشركاء داخل وزاراتهم. والحديث أيضاً عن أولئك الذين بقوا في الخارج وربما يثيرون المشاكل، مثل أمسالم، وداني دانون، ودافيد بيتان، ويولي أدلشتاين. يمكن لكن لا داعٍي له. نواب الليكود يحصلون بالضبط على ما يستحقونه.

هذا ثمن الصمت. هذا ثمن الاستسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى