ترجمات عبرية

يديعوت– بقلم تسيبي شميلوفيتس- الفشل الامريكي …!

يديعوت– بقلم  تسيبي شميلوفيتس- 15/8/2021

” حاربت الولايات المتحدة في افغانستان عشرين سنة حتى نسيت لماذا تفعل ذلك، مضافا اليه الخسائر الهائلة في الارواح وفي الاموال لتعود الامور الى ما كانت عليه قبل الحرب ويعود طالبان ليسيطر على البلاد”.

       في نيسان من هذا العام اعلن الرئيس بايدن بان الجيش الامريكي سينهي انسحابا تاما من افغانستان قبل 11 ايلول، يوم الذكرى السنوية العشرين لعملية البرجين التوأمين التي بسببها اجتاحت الولايات المتحدة البلاد. وقد أسند قراره في أن سلفه في المنصب ترامب قضى بان يتم الانسحاب في ايار من هذه السنة وفي أن معظم الاستطلاعات تشير  الى أن الاغلبية الساحقة من الامريكيين تؤيد عودة الجنود الى الديار.                                                

       استطلاع لمعهد “غالوب” نشر في نهاية تموز اظهر أنه لاول مرة يعتقد نصف الامريكيين بان القرار للخروج الى حرب في افغانستان في 7 تشرين الاول 2001 عندما كان رماد البرجين التوأمين لا يزال  يحرق الانوف كان خاطئا. 

       ومدعوما بهذا الاسناد السياسي انطلق بايدن الى الدرب كي يعيد من افغانستان 3 الاف جندي بقوا فيها. لقد ضرب الواقع وجه الامة: المبنى الورقي الذي بنته الولايات المتحدة على مدى 20 سنة انهار في اقل من 20 يوما يأخذ فيها طالبان السيطرة على الدولة. 

       الحرب الاطول في تاريخ الولايات المتحدة والتي جبت حياة 2.400 جندي امريكي وما لا يقل عن 150 الف افغاني انتهت بالضبط مثلما حذر معظم الخبراء: الولايات المتحدة تنثني، طالبان تحتل الدولة. 

       بعد ثلاثة ايام من عمليات 11 ايلول صادق الكونغرس الامريكي بالاجماع تقريبا على الخروج الى حرب ضد طالبان والقاعدة في افغانستان. والريح التي هبت في حينه كانت انه اذا كان شيء كهذا يسمى حرب عادلة – فهذه هي الحرب. 

كان يفترض بهذه الحرب ان تكون سريعة نسبيا أذ ان التقدير كان ان لتنظيم عصابات بدائي مثل طالبان لا يوجد اي احتمال ضد مثل هذه القوة المتداخلة. وبالفعل، في غضون بضعة اسابيع سيطر الامريكيون والناتو على معظم افغانستان. وعندها، في 2003 قرر الرئيس جورج بوش الابن اجتياح العراق وتحطمت كل الخطط. في غضون سنة كان في افغانستان وفي العراق مئات الاف الجنود الامريكيين، ولكن يتبين أن للجيش الاقوى في العالم ايضا توجد حدود لقوة الانسان والمقدرات. 

       الحرب القصيرة، والضربة الساحقة لطالبان والقاعدة اصبحت كابوس 20 سنة. في مرحلة معينة ما عاد يمكن لاحد أن يشرح ما الذي تفعله امريكا في افغانستان. وكان التفسير الرسمي: “نحن نؤهل الجيش الافغاني للتصدي لطالبان”. وبالتالي فإما يكون ان الافغانيين ليسوا تلاميذ نجباء ام ان هذا كان مسبقا طما للوعي. 

       20 سنة حرب كلفت الولايات المتحدة اكثر من تريليوني دولار، وفي السنتين الاخيرتين خدم في افغانستان الاطفال الذين ولدوا بعد 11 ايلول. صور الايام الاخيرة محرجة للولايات المتحدة، ولكن البديل كان البقاء هناك الى الابد. في واقع لا يكون فيه بوسع امريكا حتى ان تتحد للانتصار على الوباء في البيت، ليس لمعظم الامريكيين الرغبة في أن يدفنوا جنودا يقتلون في الجانب الاخر من العالم.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى