ترجمات عبرية

يديعوت: بسبب نتنياهو

يديعوت 2022-11-02، بقلم: عميحاي أتالي: بسبب نتنياهو

في 23 حزيران 1992، توجه مواطنو إسرائيل إلى صناديق الاقتراع وانتخبوا الكنيست الـ 13. العمل وميرتس فازا معاً ليس بأقل من 56 مقعداً. بعد 30 سنة من ذلك، تبدو نتائج التصويت إياها خيالية لكل من يعيش هنا اليوم. هذا المساء (أمس) سيفتح هذان الحزبان زجاجات شمبانيا على تسعة مقاعد لكليهما معاً.

معظم مواطني إسرائيل في العام 2022 هم يمينيون – بشكل معتدل ربما أكثر من بن غفير وسموتريتش، لكن دروس اتفاقات أوسلو، الانتفاضة الثانية وفك الارتباط، تحز لمعظمنا في اللحم. اليوم يكاد لا يكون أحد يفكر بتسوية سياسية وبالسلام لم يعد أحد يحلم. لقد سارت إسرائيل يميناً وتركيبة الكنيست الـ 13، تلك التي أقرت اتفاقات أوسلو السيئة، ببساطة لا يمكن أن تكرر نفسها.

إذاً ما الذي حصل هنا؟ كيف يحتمل ألا تحقق كتلة اليمين حسماً لا لبس فيه في الانتخابات؟ كيف يحصل أن كتلة الأغلبية الصهيونية، تلك التي تفهم أنه لا يوجد شريك، وأن النزاع مع الفلسطينيين يجب إدارته لأنه في الأجيال القريبة القادمة لن يكون له حل، الكتلة التي تفهم أن على عرب إسرائيل أن يحسموا قريباً بالنسبة للحياة المشتركة معنا نحن اليهود، هل يرغبون في صدام جبهوي في نهايته سيدفعون ثمناً باهظاً أم سيقبلون بحقيقة كون إسرائيل دولة يهودية وكذا ديمقراطية؟ وعندها ستكون أيضاً مساواة حقوق بشكل كامل – كيف أن هذه الكتلة التي تريد ازدهار الاقتصاد دون الاستسلام لمجموعات القوة، لا تنجح في أن تحقق حسماً قاطعاً؟ فهي بلا شك تعد على الأقل 70 مقعداً بل وربما قرابة 90.

إذا أردنا أن نلخص القاسم المشترك لهذه الإسرائيلية، فليست كل الكتلة الوطنية تتمنى فرض السيادة الكاملة على كل مناطق يهودا والسامرة، لكنها تعلمت على جلدتها أن الانسحابات تنتهي بالدم. وهي لا تتأثر بالضرورة عند زيارة الخليل لكنها تفهم أنه دون قدرة وصول حرة يومياً للجيش الإسرائيلي إلى كل مدينة وقرية فلسطينية سيعود المخربون الانتحاريون للتدفق إلى وسط البلاد. وقدرة الوصول هذه، كما تعلمنا من فك الارتباط ببساطة لا يمكنها أن توجد دون استيطان مدني. القاسم المشترك اليميني الأساسي لا يكره كل الفلسطينيين، لكنه استوعب أن أمن الإسرائيليين يسبق رفاه الطرف الآخر. وهو لا يعارض أن تكون مساواة حقوق للمواطنين العرب، لكن انتشار السلاح غير القانوني، منظمات الجريمة المزدهرة، البناء غير القانوني والخاوة التي تفرض على المزارعين وعلى التجار، استنفدت نفسها حتى النهاية من ناحيته، وهو يفهم أنه مطلوب خطوات كاسحة في وجه قسم من مواطني إسرائيل العرب.

إذاً لماذا، رغم كل هذا، لا تنجح دولة إسرائيل في تحقيق هذه السياسة التي يوجد عليها إجماع واسع لا مثيل له. لكل هذه الأسئلة الطويلة يوجد جواب من كلمتين: بنيامين نتنياهو. لحقيقة أن هذا الرجل حكم هنا حتى وقت قصير مضى على مدى 12 سنة ولم ينفذ سياسة يمينية توجد صلة بذلك، لكن هذا ليس كل شيء. قسم كبير، على الأقل ربع أناس المعسكر الوطني، غير مستعدين لإعطائه رئاسة الوزراء. دعك إذا كان ينجح في تشكل حكومة دونهم، لكن اختبار النتيجة أثبت أنه غير قادر.

وعليه، لو كان نتنياهو ذا استقامة أيديولوجية حقيقية، في حالة ألا يتحقق حسم، لكان أعلن أن الحاجة إلى تنفيذ القيم أكبر منه نفسه وأنه يخلي مكانه لشخص آخر يقود المعسكر الوطني. لكن لا تقلقوا هذا لن يحصل أبداً، فتنفيذ هذه الأيديولوجية ليس الأمر الذي يهم نتنياهو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى