ترجمات عبرية

يديعوت: القائد العسكري فقد السيطرة

يديعوت 14-3-2024، ناحوم برنياع: القائد العسكري فقد السيطرة

فليعذرني كل المنفعلين: الخطاب الذي القاه قائد فرقة 98 أمس ليس أقل من فضيحة. هو يدل على فقدان السيطرة، المشكلة التي ترافق الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر. مع كل الاحترام لمشاعر الضابط المقدر، فان القتال في غزة لا يعطيه الحق او الصلاحية للاعراب عن موقف في مسائل سياسية. العميد دان غولدفوس لا يختلف كثيرا عن العميد باراك حيرام الذي دمر جامعة في غزة لانه راق له ان يدمر جامعة، او عن الضابط الذي أمر بتدمير مبنى برلمان غزة بعد أن أُحتل المبنى وطُهر واُحتفل به ووثق. شيء ما غير جيد يحصل في الجيش.

يمكن السير الى الوراء، الى التصميم الذي جعل بن غوريون، في ذروة حرب التحرير يخرج بالقوة السياسة من الجيش. لقد كانت هذه مسيرة أليمة ووحشية وحيوية، كانت ذروتها في اغراق التلينا وحل قيادة البلماخ. بدونها ما كان سيكون لنا جيش.

يمكن السير الى الوراء الى خطاب المحرقة الفضائحي للواء يئير غولان في 2016. غولان، الذي كان في حينه نائب رئيس الأركان، روج ضد سياقات في المجتمع الإسرائيلي ذكرته بألمانيا وأوروبا في الثلاثينيات. رغم أني اتفقت مع مضمون أقواله، اعتقدت انه كان ينبغي تنحيته عن الجيش في غداة الخطاب. فاحد لم يخوله لان يزايد أخلاقيا او يعلم التاريخ.

في 7 أكتوبر، لبس يئير غولان البزة العسكرية وانطلق لإنقاذ مواطنين في ضائقة. هو رجل شجاع ومقاتل مفتخر. في سياق اليوم قدم هو بينما لا يزال في البزة العسكرية مقابلات صحفية سياسية. يتبين أنه لم يتعلم شيئا ولم ينسَ شيئا: الغرور إياه، الادعاء إياه، انعدام الاحترام إياها للواجبات التي تأتي مع البزة والرتبة العسكرية. خسارة ان الجيش لم يجد من الصواب التحفظ على خطوة غولان وخطوات مشابهة لمسؤولين كبار آخرين في الاحتياط. لقد نشأت حفرة سقط فيها غولدفوس.

لقد قرأ العميد غولدفوس خطابه المكتوب، امام ميكروفونات قنوات التلفزيون: خطاب مرتب، رسمي، ملزم. السؤال ما الذي اطلع به من الخطاب الذي قرأه ضباط الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي. وما الذي اختار الا يريهم إياه هو سؤال مشوق، لكنه ليس الأساس.

بالنسبة لمضمون الخطاب: من السهل أن نفهم مشاعر الرجل. اسمع أمورا مشابهة على لسان ضباط ومقاتلين في الالزامي وفي الاحتياط منذ بداية الحرب. إحساس الوحدة في وجه العدو اصيل، ويبث روحا قتالية في المقاتلين. الاغتراب الذي يشعرون به تجاه الجدالات في الجبهة الداخلية مفهوم هو الاخر. وهو يطل ويكاد يثور في كل واحدة من الحروب، وهو بارز على نحو خاص في هذه الحرب، على خلفية السلوك المثير للحفيظة للقيادة السياسية.

لكن ما الذي يقترحه في جوهر الامر؟ امس اقرت الكنيست ميزانية حكومية كاذبة، فاسدة، هدامة. فهل يقترح ان نقبل باسم الوحدة هذه المهزلة بصمت؟ هو ينتقد ضمنا تملص الحريديين من الخطة. فهل يقترح باسم الوحدة الامتناع عن الصراع ضد التملص من الخدمة؟ لا غرو ان موشيه أربيل، احد وزراء شاس، سارع لان يتبنى خطابه. فالدعوة للوحدة هي السترة الواقية التي تفعل من خلفها الأحزاب الحريدية بالدولة كما تفعل في بيتها. أربيل كان اول من غرد. بعده غرد بالروح ذاتها كل محبي الشقاق في الحكومة.

ضباط يدخلون الى السياسة يدعون سياسيين لان يدخلوا الى الجيش. الملاحظة التي وجهت للعميد حيرام على التدمير الذي قام به دون إذن في غزة اتاحت لوزراء الحكومة التهجم على هيئة الأركان والضمان ان تكون التعيينات التالية في الجيش باشراف القطاع الاجتماعي والسياسة. لا يريدون تحقيقات، يريدون وظائف. المشروع التدميري للحكومة الحالية وصل الى الجيش الإسرائيلي.

كل حرب تجلب معها فترة احتضان للابسي البزة العسكرية. كل ضباط قتالي يحظى بوجبة دسمة من العبادة الشخصية والتغاضي عن الخطايا. هذا حصل لنا في نهاية حرب الأيام الستة، وكان من العوامل التي أدت الى العمى، الى الغرور والى اخفاق حرب يوم الغفران. يتبين اننا لم نتعلم الدرس.

هذه المرة عبادة الشخصية غريبة على نحو خاص، على خلفية حقيقة انها تأتي بعد الإخفاق العسكري الأخطر الذي شهدته الدولة. جميل أن غولدفوس مثل ضباط آخرين، يأخذ المسؤولية، لكن اين الاحتشام، أين التواضع.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى