ترجمات عبرية

يديعوت: التـرجمـة الـعـبـرية لتصريحـات بــايــدن: بـيـبـي إلـى الــبــيــــت

يديعوت 12-3-2024، سيفر بلوتسكر: التـرجمـة الـعـبـرية لتصريحـات بــايــدن: بـيـبـي إلـى الــبــيــــت

علّمت زيارة الوزير بيني غانتس الى واشنطن الإدارة الديمقراطية الأميركية حقيقة مقلقة (من ناحيتها): الفوارق العملية بين نهج نتنياهو لمواصلة القتال ضد حماس وضد حزب الله وبين نهج غانتس هامشية جدا. فالمفهوم الذي كرره الرئيس بايدن في معظم خطاباته وبموجبه استسلم بيبي بارادته السياسية لـ “الأكثر تطرفا” في حكومته – المقصود بن غفير وسموتريتش – واصبح عبدا مطيعا لهما، لا يعكس الواقع الإسرائيلي المعقد، كما فهموا هناك. فحكومة برئاسة غانتس وبمشاركة القائمة الرسمية، “إسرائيل بيتنا” و”يوجد مستقبل”، ما كانت، كما أخذوا الانطباع في العاصمة الاميركية، لتعمل بشكل يختلف تماما عن حكومة نتنياهو. فما كان ليكون قتلى اقل من غير المشاركين في قطاع غزة. وما كان ليكون دخول مكثف اكثر للمساعدات الإنسانية. بل لعله حتى ستكون مساعدات اقل. كما تبين لهم في أميركا بان نهج غانتس، لبيد وليبران في التسوية المرغوب فيها في قطاع غزة في “اليوم التالي” ليست بعيدة عن تسوية نتنياهو. لا للسلطة الفلسطينية كما هي، نعم لمحافل فلسطينية معتدلة أخرى، داخل السلطة أيضا، في ظل وجود “سيطرة امنية إسرائيلية كاملة” في المكان.

من عموم هذه المحادثات واللقاءات، بلور مستشارو الرئيس بايدن خطه الجديد لحرب السيوف الحديدية ولما يجري في غزة في فترة الانتخابات الرئاسية. وهو يتلخص بقول واحد: بيبي الى البيت. مصدر اميركي يقول: “عندما يقول رئيسنا ان نتنياهو يضر بإسرائيل اكثر مما ينفعها، فهو يقصد انه لو كان غانتس في رئاسة حكومة إسرائيل، لكان العالم الغربي والناخب الأميركي يقبلون بتفهم بلا قياس السياسة إياها تجاه غزة التي يتخذونها الان”. ويضيف: “بيبي هو هدف مريح لكل منتقدي إسرائيل: هو يحمل وصمة سلبية، هو علم أحمر ليس فقط لليسار بل وأيضا للوسط الليبرالي”. من المسلم به ان نتنياهو ليس هتلر، ليس ستالين، ليس ماو، ليس بوتين وليس اردوغان التركي، ولكن خارج إسرائيل اصبح رمز الشر في المنطقة كأنه هو وهو وحده مذنب في موضوع الضحايا المدنيين الكثيرين في قطاع غزة، وكأن الأوامر “لتسطيح” هذا الحي او ذاك هناك خرجت على لسانه – وان كانت لم تصدر أبداً، عملياً، أوامر كهذه.

نتنياهو لا يقول، على طريقة الملك الفرنسي لويس الرابع عشر، “الدولة هي أنا”، هو يقول “انا هي الدولة”، وهكذا يطبع كل مزاياه الشخصية على إسرائيل كدولة. محلل بريطاني عاطف على إسرائيل يقول: “تشخيص بيبي مع إسرائيل يمنعكم من تحقيق اهدافكم في ميدان المعركة أيضا، وليس فقط في الميدان السياسي”. انصرافه من رئاسة الوزراء أصبحت بالتالي، في ضوء هذا الفهم الجديد لدى الإدارة الاميركية وفي اعقابها الغربية كلها، شرط ضروري – وان كان غير كاف – لانتصار إسرائيل في المعركة ضد حماس وحزب الله. خبراء وسياسيون في واشنطن، في لندن وفي برلين على حد سواء يفهمون بان “حل الدولتين” هو في الواقع الحالي ليس اكثر بكثير من ضريبة كلامية. فلا يوجد في الأفق زعيم فلسطيني ذو قامة يكون مستعدا لتبني الصيغة الكاملة للحل آنف الذكر، أي “دولتين للشعبين”، دولة يهودية لليهود ودولة فلسطينية للفلسطينيين، كنقطة بدء للمفاوضات على الحدود، القدس والامن. لكن شعار “دولتين” استعمالي لتهدئة النقد المتعاظم على إسرائيل، والذي هو في واقع الامر نقد على بنيامين نتنياهو. تصنيف المصداقية الصفري لبيبي اصبح تصنيف إسرائيل كلها. طالما كان هو الدولة، فان الدولة في مشكلة.

نتنياهو نفسه لا يزال واثقا بانه ذخر أثمن من الذهب لإسرائيل، لسكانها وللشعب اليهودي. هو مخطئ: فقد اصبح علامة تجارية سيئة. الضرر من ترؤسه رئاسة الوزراء بات أعلى باضعاف من المنفعة التي يمكن لإسرائيل أن تستمدها من ذلك.

يا سيد نتنياهو، رجاء، استمع جيدا جيدا لحكمة الشعب الروسية الشهيرة: عندما يقول كل المحيطين بك عنك انك سكران، فاذهب الى البيت لتنام حتى لو كنت مقتنعا بانك لم تلمس الكحول. اذهب الى البيت الآن، يا بيبي، من اجل دولتك وكي تنقذ من النسيان الأمور الطيبة التي فعلتها حقا في ولاياتك كوزير مالية ورئيس وزراء.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى