ترجمات عبرية

يديعوت: التصفية: رهان على حياة المخطوفين

يديعوت 2024-01-04، بقلم: ناحوم برنياع: التصفية: رهان على حياة المخطوفين

في شباط 1992 صفت إسرائيل، في غارة جوية عباس موسوي أمين عام حزب الله. كان موسوي إرهابيا دمه في رأسه. وكانت الفرحة كبيرة، الى أن تبين بأن الشاب الذي حل محله، واحد يدعى حسن نصرالله اكثر أهلية واكثر خطراً منه.

 كسب صالح العاروري عن حق مكانة في قائمة المرشحين للتصفية. حتى لو لم يكن مشاركا شخصيا في تخطيط وتنفيذ المذبحة في 7 أكتوبر، فان موجة الإرهاب الحماسية في الضفة مسجلة كلها على اسمه. مثل يحيى السنوار، زميله وخصمه في غزة كان يعتمر قبعتين على رأسه: قبعة سياسية وقبعة عسكرية. في مهنتيه الموازيتين كان عدوا وحشيا وابن موت.

ينبغي الافتراض ان جهاز الأمن فرح امس في اعقاب تصفية العاروري. الفرحة مفهومة تماما. قبل كل شيء، الحساب الدموي صفي: لا يوجد ما هو اكثر إنسانية، اكثر طبيعية، من الرغبة في الثأر ممن هو مسؤول عن قتل عشرات، وربما مئات، الإسرائيليين؛ ثانياً، علّمت التصفية قادة حماس بأن الإعلانات على لسان محافل إسرائيلية عن استئناف التصفيات جدية وقابلة للتنفيذ؛ ثالثاً، نصرالله تبين انه حتى بعد ضربة 7 أكتوبر، تعرف إسرائيل كيف تدخل اليه في البيت، الى قلب الضاحية الشيعية في بيروت؛ رابعا، هذه هي اللغة الوحيدة التي يفهمونها في الشرق الأوسط: من يأتي لقتلك اسبقه واقتله. لكن التصفيات المركزة لا تختبر فقط في الضربة التي يتلقاها العدو. السؤال هو ما الذي من شأن هذه الخطوة ان تفعله لنا. ثمنٌ حيالَ مقابل، كلفة مقابل منفعة. من قرروا تصفية العاروري في بيروت افترضوا بان رداً عنيفاً سيكون، من جانب حماس ومن جانب حزب الله أيضا.

من كل الردود المحتملة لحماس، فان الأكثر اقلاقا تتعلق بالمخطوفين. لا أعتقد أن أحداً ما من أصحاب القرار في إسرائيل يؤمن بان التصفية ستلطف حدة مواقف السنوار وستدفع قدماً بصفقة إضافية. هذه قصص نحن نرويها لأنفسنا. معقول اكثر الافتراض بان التصفية ستؤخر، بل وربما ستعرقل استمرار المفاوضات.

صحيح أن احتمال الصفقة كان صغيراً حتى قبل التصفية في بيروت، لكن في ما يتعلق بحياة المخطوفين فإن كل تأخير من شأنه ان يكون حرجاً. كل تصفية من شأنها أن تؤدي الى تصفية مقابله. ليس مريح الاعتراف بذلك، لكن القرار بالتصفية هو رهان على حياة المخطوفين. ستنبئ الأيام لنا اذا ما كان هذا الرهان مبررا.

يمكن لحماس أن تحاول الثأر أيضا من خلال عمليات إرهاب في الضفة وفي القدس ورشقات صاروخية من المناطق التي تحت سيطرتها في غزة. ولا جديد في هذا. لقد أمل السنوار في أن تجر احداث 7 أكتوبر إسرائيل الى حرب في ثلاث جبهات. هذا لم يحصل. يحتمل أن يوقظ موت العاروري آماله من جديد.

آجلاً أم عاجلاً، حزب الله أيضا سيرد. مجال الرد لديه اكبر من حماس. يمكنه أن يخرق قواعد اللعب المتفق عليها في هذه اللحظة في تبادل النار في الشمال والمخاطرة بحرب على نطاق كامل؛ يمكنه أن يهاجم سياحا إسرائيليين او مراكز يهودية في الخارج؛ يمكنه ان يسمح لمحافل إرهاب فلسطينية في لبنان ان تثأر ثأرها على الحدود وهو يمكنه أن ينتظر بصبر اللحظة المناسبة.

ان تصفية العاروري لم تحسن للمفاوضات التي يجريها في الأسابيع الأخيرة في لبنان الاميركيون والفرنسيون. لقد شجعت إسرائيل هذه الاتصالات. وكان الامل ان تتحقق بوسائل دبلوماسية تسوية تمنع حربا وتسمح للسكان بالعودة الى بيوتهم. وكان وزير الخارجية الأميركي بلينكن خطط لأن يصل الى هنا مع نهاية الأسبوع وان يدفع بالاتصالات الى الامام. اما أمس، في اعقاب التصفية، فقد اعلن عن الغاء وصوله.

امر واحد مؤكد: موت العاروري ومساعديه سمير فندي وعزام الاقرع سيمس في المدى القصير في اعمال فرع حماس في بيروت، لكنه لن يغير الواقع. فحماس هي منظمة إرهاب اكبر من كل واحد من شهدائها المحتملين، بمن فيهم السنوار أيضاً.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى