ترجمات عبرية

يديعوت: التصدي للتهديد الايراني: كلمة السر مسيرة سياسية مع الفلسطينيين

يديعوت 7-6-2023، بقلم عوفر شيلح: التصدي للتهديد الايراني: كلمة السر مسيرة سياسية مع الفلسطينيين

سلسلة عناوين رئيسة في إسرائيل مؤخراً عنيت بإيران. تعلّق معظمها بتطورات سلبية في قوتها العسكرية (“جربت صاروخاً فرط صوتي”، “تقيم قواعد إرهاب طافية في البحر”) وبخاصة في مشروعها النووي.

رئيس الأركان هرتسي هليفي قال في مؤتمر هرتسيليا إنه في المشروع النووي الإيراني “توجد تطورات” في الأفق من شأنها أن تؤدي بنا إلى العمل”، إعلان أدى إلى قفزة في سعر الدولار خوفاً من أن يكون يلمح بهجوم إسرائيلي قريب. وكرر رئيس هيئة الأمن القومي تساحي هنغبي ومسؤولون آخرون تصريحات مشابهة.

لكن أكثر من أن هذه التصريحات تشهد على اجتياز حافة من جانب الإيرانيين أو حتى على قرار إيراني لا لبس فيه للاقتحام نحو النووي (رئيس شعبة الاستخبارات أمان أشار صراحة إلى أن هذا حسب علمنا لم يحصل بعد)، فإنها تشهد على منظور ضيق، تمسك بالقوة ويعوزه الذكاء الذي تنظر به إسرائيل الرسمية إلى إيران.

فبينما نحصي نحن نسب التخصيب بذات التشبث الذي أحصينا فيه المصابين بالكورونا في بداية الجائحة، ثبتت إيران نفسها إقليميا على نحو غير مسبوق، وليس بسبب أنها تلوح بالقنبلة.

في الأشهر الأخيرة حسنت إيران من جديد علاقاتها مع السعودية، عدوها الأكبر – وذلك برعاية الصين ما يجعل الخطوة ذات مغزى في الصراع على الهيمنة العالمية. إيران (التي أطلقت فروعها على مدى السنين الصواريخ على الرياض) والسعودية أعلنتا أيضا عن خلق حلف بحري.

بالتوازي فإن سورية، الشريك في المحور الذي إيران في مركزه، تعود إلى حضن الجامعة العربية؛ وروسيا لم تستكمل بعد تماما دينها لإيران على تأييد الأخيرة الحرج لها في أثناء الحرب في أوكرانيا.

كل شخص عاقل يفهم الأيديولوجيا المتزمتة للنظام في طهران وكراهيته لإسرائيل. إيران نووية ستكون تطوراً سلبياً دراماتيكياً في الشرق الأوسط، ومواجهة متعددة الجبهات ضد المحور الذي تقوده من شأنها أن تشتعل في كل وقت. لكن سنوات من رؤية الصراع ضد القنبلة وضد العدوانية الإيرانية في المنطقة عبر قشة الإحباط، المس الجسدي بالإيرانيين وسوط العقوبات و”الحد الأقصى من الضغط”، والتي دفعت إسرائيل حلفاءها لاستخدامها لم تمنع الوضع الإشكالي الذي يوجد فيه اليوم. فقد ساعدت أساسا لتموضع إسرائيل في مكان هامشي، متوقع وعديم النفوذ.

إيران تتعزز بالقوة أولا وقبل كل شيء لأن الولايات المتحدة تواصل انسحابها من الشرق الأوسط – مسيرة تتواصل منذ أكثر من عقد.

السعودية أو مصر (التي سيلتقي رئيسها الرئيس الإيراني في نهاية السنة، وهو أمر آخر كان يصعب تخيله حتى وقت أخير مضى) لم تقعا في حب الأيرانيين أو تعللتا بالأوهام حول طبيعة النظام ونواياه. فهما ببساطة يفهمان ميزان القوى المتشكل، ويريان المحور الذي تقوده إيران يتعزز ويدعم من قوى عالمية. وهما لا تقبلان القصة التي ترويها إسرائيل لنفسها في أنه يمكن بناء جبهة مضادة فقط استناداً إلى وعد إسرائيلي غامض للمساهمة كيفما اتفق للدفاع عنهما.

علينا أن نفهم أن الطريق للتصدي لكل هذا ليس معركة بالقوة في داخل إيران نفسها (والتي وجهت في السنوات الأخيرة ليس فقط لإبعادها عن قدرات نووية، خطوة أدت لإنجازات كثيرة ومهمة، بل وأيضا تجاه أهداف ليس لها أي صلة بالنووي)، أو ضد التموضع في سورية.

القوة هي أداة مهمة في الترسانة لكن استخدام القوة عديم المنفعة، بل حتى ضار، في المكان الذي لا يترافق فيه ومعركة سياسية ذكية، عالمية، ترى عموم مصالح إيران وتتطلع إلى إبعادها عن القرار للوصول إلى قنبلة وليس دفعها نحوها.

أولاً وقبل كل شيء، فإن هدف مثل هذه المعركة يجب أن تكون إعادة الولايات المتحدة إلى الساحة، من خلال عرض رؤيا شرق أوسطية يكون فيه حلفاء أميركا، ومنهم إسرائيل يقودون بل ويساهمون في المصلحة الأميركية في الصراع الدولي.

هذا يحتاج إلى لغة مختلفة، تفكير مختلف، إنهاء الخطاب الحماسي الذي معظمه سياسة داخلية – وبالطبع – الإعادة إلى المركز المسيرة السياسية مع الفلسطينيين، التي دونها هذا لن يحصل.

فهل هذا معقول في حكومة بنيامين نتنياهو الحالية؟ ليس حقاً. هل من يدعون أنهم البديل لنتنياهو تصرفوا بشكل مختلف عنه أو يتحدثون بلغة مختلفة عنه؟ لا حقاً أيضاً. لكن إذا لم يحصل هذا فإننا سنواصل إحصاء النسب والإيرانيون سيواصلون التقدم في كل الجبهات.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى