ترجمات عبرية

يديعوت: استمرار السيطرة الأمنية في ظل فرض الفصل بين الشعبين

يديعوت 2023-08-06، بقلم: بن – درور يميني: استمرار السيطرة الأمنية في ظل فرض الفصل بين الشعبين

أيضا في هذه الأيام، التي تغرق فيها إسرائيل في إحدى أشد الأزمات في تاريخها، نتلقى تذكيرات قاسية ودامية: الأزمة الأخطر لا تزال تعتمل. يوجد ارتفاع في مستوى العمليات من جانب الفلسطينيين. فهي لا تبقى في الضفة الغربية.

حصل هذا، أول من أمس، في نحلات بنيامين، في مركز منطقة الترفيه في تل أبيب، عندما قتل فلسطيني من جنين رجل دورية الأمن، حن أمير.

ويوم الجمعة حصل هذا بين قرية برقة وبؤرة عوز تسيون الاستيطانية، حين قُتل قصي معطان، شاب فلسطيني ابن 19 عاماً.

سنتغلب على الأزمة الدستورية. لكن المشكلة الفلسطينية، تلك التي نكنسها قدر الأمكان تحت الطاولة، تلك التي تختبئ خلف ستار دخان الأزمة الدستوري، هي القصة الكبرى، التي ستحسم أكثر، أكثر قليلاً، فيما إذا كانت إسرائيل ستبقى يهودية وديمقراطية.

حتى في اللحظات القاسية يجدر بنا أن نذكر أنفسنا بأنه في العام 2003، في إطار خريطة الطريق، تعهدت إسرائيل بأن تجمد البناء في المستوطنات، بل أن تخلي كل البؤر الاستيطانية التي أقيمت بعد العام 2001.

لا يعني هذا أننا قدمنا معروفاً لأحد. فبلا صلة بحقيقة أن الفلسطينيين رفضوا كل عروض السلام في العقود الأخيرة، فان إسرائيل تتصدى منذ عشرات السنين للمشكلة ذاتها: دولة يهودية وديمقراطية أم دولة أبرتهايد ثنائية القومية؟ طالما كان الفلسطينيون يرفضون عروض السلام، وطالما كانت إسرائيل تمد اليد للسلام لا يمكن للفلسطينيين أن يتهموا أحداً غير أنفسهم في مواصلة السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية لكن هذا جزء من القصة فقط.

حكومات سابقة أيضاً، وبالتأكيد الحكومة الحالية، حكومة اليمين، تفاقم المشكلة فقط.

كتل الاستيطان الكبرى هي حقيقة. وحتى حسب اتفاقات السلام التي تبلورت في العقود الأخيرة ستبقى هذه الكتل تحت سيادة إسرائيل. لكن البؤر الاستيطانية أمر سيئ. عصبة من خمسة فتيان تلال ينصبون كرفانين أو ثلاثة وإذا بنا تكون لنا بؤرة استيطانية.

يحاول الجيش الإسرائيلي الهائل والقوي الإخلاء، تعود الكرفانات، وبالإجمال العام رغم التزام إسرائيل، ورغم أن هذه أحياناً تكون أراضي خاصة فإن معظم البؤر الاستيطانية تبقى على حالها وتحظى بتسويغ قانوني من الحكومة. فليس الجيش فقط مهزوماً في هذه المعركة المضنية.

إسرائيل هي المهزومة. الصهيونية هي المهزومة. أما الزعران فهم المنتصرون.

هذه هي أيضاً قصة بؤرة “عوز تسيون” الاستيطانية التي خرج منها الشبان ربما كي يرعوا الغنم، لكن مثلما في الكثير من نقاط الاحتكاك الأخرى، لأجل الصدام مع الفلسطينيين أيضاً، على أرض تعود للفلسطينيين.

صحيح أن “الإرهاب” الفلسطيني ليس نتيجة صراع من أجل “أفق سياسي” بل ضد مجرد وجود دولة إسرائيل.

ومع ذلك، يخيل أنه يوجد للإرهاب وللزعران اليهود هدف مشترك: هم لا يريدون اتفاقاً أو تسوية، لا دولة فلسطينية، ولا دولة يهودية.

هم يريدون الفوضى. قد يكونون أقلية صغيرة، على الأقل من الجانب اليهودي، لكنها أقلية ضررها سيئ.

أقلية تجرنا وتفرض علينا جميعنا بالضبط ما فشل في عدد لا يحصى من الأماكن في العالم: خلط سكان معادين. يدور الحديث عن وصفة معروفة ومؤكدة لسفك الدماء. لم ينجح هذا في أي مكان. فهل بالذات سينجح عندنا في الضفة الغربية؟.

حقيقة أن لا احتمال لدولة فلسطينية لا تعني أننا ملزمون بأن نبقى داخل دائرة البؤر والعمليات، وبالتأكيد لا حاجة إلى أن نواصل الزحف إلى العملية المضادة المتمثلة بثنائية القومية.

يوجد طريق ثالث. استمرار السيطرة الأمنية وخلق الفصل في آن. هذا ليس سهلاً، هذا ليس بسيطاً، لكن إلى أن تتغير الظروف الجغرافية – السياسية، وربما يتاح اتفاق جدي، فهذا ليس البديل الأفضل.

في الواقع السياسي الحالي هذا متعذر. ففي وزارة الدفاع يوجد وزير إضافي هو ليس رجل اليمين، بل رجل اليمين المتطرف.

ووزير الأمن القومي يترأس حزباً أحد رجاله مشبوه بإطلاق النار التي أدت إلى قتل الفلسطيني.

هذا ليس مدعاة لليأس. حسب كل استطلاع ممكن توجد في إسرائيل أغلبية تعارض إضافة بؤر استيطانية من قبل زعران يصرون على المزيد فالمزيد من المواجهات مع الفلسطينيين.

بالذات على هذه الخلفية، على أحزاب الوسط أن تعرض بديلاً سياسياً صهيونياً لحكم اليمين المتطرف.

الأغلبية الائتلافية لا تمنع الاحتجاج والأغلبية الائتلافية يجب ألا تردع أحدا عن أن يعرض بديلا سياسياً، وذلك لأنه رغم العمليات، ورغم الأزمة الدستورية، إسرائيل بحاجة إلى الأمل. كما أنها بحاجة للديمقراطية وللصهيونية.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى