ترجمات عبرية

يديعوت: اختفاء ميرتس سيقضي على تمثيل اليسار في الساحة السياسية

يديعوت 2022-06-21، بقلم: ناحوم برنياع

ثلاثة أحزاب في الائتلاف على محك نسبة الحسم في هذه الأثناء: “الموحدة”، “أمل جديد” و”ميرتس”، كل واحد ومشاكله. حزب “الموحدة” سينجو: حتى لو اختفى من الكنيست فانه سيكون حاضراً في المساجد. “أمل جديد” قام كترتيب عمل للمنسحبين من نتنياهو. اذا كانت الاستطلاعات تعكس الواقع، فان هذا الجديد استنفد نفسه. لا يزال هناك ناخبون آخرون يفضلون “يمينا” آخر، نقياً من البيبيين والكهانيين. لا يوجد ما يكفي منهم لوجود حزبين.
قصة “ميرتس” اكثر أهمية. فاختفاؤه سيقضي على تمثيل اليسار في الساحة السياسية. ستكون هذه نهاية مسيرة طويلة بدأت في ستينيات القرن الماضي. لقد كان الانكماش متدرجاً. قلّ الناخبون، وقلت حماستهم، واضطرت أحزاب اليسار الى أن تتحد. تتشكل “ميرتس” من أحزاب “مبام”، “راتس”، وقسم من “شينوي”. في الحملات الانتخابية الأخيرة لم يدخل “ميرتس” الكنيست إلا بعد أن شرع في حملة صرخة نجدة، انقذوني، اذا لم تصوتوا لي فستضيع آلاف الأصوات وسينتصر اليمين. نجا “ميرتس” بفضل مسكنته.
توجد أحزاب تذوي؛ لأن رسالتها مركزة جداً، أما في “ميرتس” فالمشكلة معاكسة: هو يغرق في كثرة الرسائل. فهو مع السلام، ومع الدولتين، وضد الاحتلال، ومع البيئة، ومع المزارعين، ومع المساواة اليهودية – العربية، ومع المجتمع وبلدات المحيط، ومع القيم الليبرالية، ومع الصهيونية، ومع المثليين، وضد الإكراه الديني، ومع حكم القانون، وضد نتنياهو. هو بقالة تحمل على رفوفها منتجات اكثر من رامي ليفي.
ظاهراً، كل من يجد نفسه وآراءه في صفحة الرسائل هذه كان ينبغي أن يصوت لـ “ميرتس” في صندوق الاقتراع – 40 مقعداً على الأقل، لكن الناخب غير مبني على هذا النحو، النوايا الطيبة لا تعنيه؛ ولا الجهد أيضا. هناك أعداد كبيرة من ناخبي “ميرتس” يصوتون لأحزاب أخرى من ناخبين يصوتون لـ “ميرتس”.
رئيس الحزب، نيتسان هوروفيتس، هو جزء لا يتجزأ من الطائفة المثلية. السجل كامل. رغم ذلك فان المثليين لا يندفعون الى “ميرتس”. واحد من ثلاثة وزراء الحزب، واثنان من ستة أعضاء الكنيست منه عرب؛ يكثر من العمل من أجل الوسط العربي. على الرغم من ذلك، حك بصعوبة مقعداً واحداً هناك؛ “ميرتس” لا يوجد في المحيط ولا في الشرائح المأزومة؛ هو لا يحتل لا معارضي الإكراه الديني ولا كارهي المستوطنين ولا متظاهري بلفور.
يتبين أنه متعب للمرء أن يكون محقاً كل الوقت. ما هو صحيح للإنسان صحيح على ما يبدو أيضاً للأحزاب: من يبث حوله حقاً دائماً يتعب الناخبين. “ميرتس” يبث تعباً.
باختصار، كانت لـ”ميرتس” مشكلة. غيداء ريناوي الزعبي لم تكن الحل – تماماً لا. ريناوي الزعبي أدرجت في “ميرتس” من قبل هوروفيتس. كان ثمة ضغط من تحت لجلب دم جديد للقائمة، فاستجاب هوروفيتس. ريناوي الزعبي لم تكن عضواً في “ميرتس”، ولم تكن لها تجربة سياسية، ولم يكن لها ناخبون. لم يكن لها التزام إلا تجاه نفسها. في المعارضة كان يمكن لهذا أن ينجح كيفما اتفق، لكن العضوية في الائتلاف تستوجب اكثر.
في هذه المرحلة لا يهم اذا كانت ستبقى في الكنيست أم ستستقيل. فالضرر الذي لحق بـ “ميرتس” غير قابل للإصلاح. شيء واحد لا يمكن للأحزاب ان تسمح به لنفسها: أن تصبح غبية في نظر ناخبيها. هذا ما فعله “ميرتس”. في الأشهر التالية سيكون هناك ضغط على حزب العمل ليضم للعشرة الأولى في قائمته ممثلين اثنين من “ميرتس”. في هذه الأثناء ترفض ميراف ميخائيلي: هي ترى مستقبل حزبها في الوسط. مهما يكن من أمر فإن اليسار سيختفي. كما أنه سيختفي في “حداش” (الجبهة الديمقراطية) التي أصبحت حزباً قومياً عربياً. يهودها قوميون أكثر من العرب.
لن يموت اليسار. سيجد نفسه في الثقافة، في الأكاديميا، وفي الإعلام. وهو سيوجد أساساً في تعبير اليمين البيبي عن كراهيته لليسار. لا يهم البيبيين اذا كان يوجد حزب يسار في الكنيست. من ناحيتهم بينيت وشكيد هما أيضاً يسار.
زرت بضع مرات جنوب افريقيا في المراحل التي سبقت انهيار النظام الأبيض. انقسم السكان البيض الى أفريكانيين وأنجلوسكسونيين. تحدث الأفريكانيون أفريكانياً؛ وتحدث الانجلينيون إنجليزياً. سيطر الأفريكانيون في السياسة، الجيش، أجهزة الحكومة؛ وراكم الانجلينيون المال. لم يحب الانجلينيون نظام الابرتهايد، لكن حتى مرحلة معينة تركوا للأفريكانيين التوسع فيه. هاجر بعض أبنائهم نتيجة اليأس الى كندا وأستراليا. أتساءل أحياناً اذا كان اليسار الإسرائيلي سيواسي نفسه بالطريقة ذاتها.

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى