ترجمات عبرية

يديعوت أحرونوت: المشروع التجريبي في شمال غزة

يديعوت أحرونوت 2024-02-10، بقلم: نداف إيال: المشروع التجريبي في شمال غزة

 

هكذا سيظهر اليوم التالي. رشقات الحرب والسياسة تجمعت في جلسة “كابينت” الحرب يوم الاثنين من هذا الأسبوع. رئيس الوزراء نتنياهو انتقد الجيش وتقدمه البطيء، زعما، في تحقيق الأهداف. احتج على تسريح قسم من الألوية من القتال في غزة، وألقى خطابا عن مفهوم “النصر المطلق”. “كان هذا فظا ومكشوفا”، قال لي مصدر ما. بيني غانتس وغادي آيزنكوت استمعا بصبر نافد. فمنذ أسابيع وهما يشعران بأن المداولات الموضوعية من بداية الحرب استبدلت بحملة سياسية على المكشوف. وان الاعتبارات الأمنية تستبدل بسرعة باحتياجات الاستطلاعات. مناورات نتنياهو، البلاغات، التسريبات. وهما يستصعبان مواصلة التجلد.

وزير الدفاع غالانت جاء جاهزا. أطلع رفاقه على وثيقة عرضها في 26 أكتوبر، قبل التوغل البري إلى غزة. تصف الوثيقة مراحل الحرب المرتقبة، الأهداف والزمن المخصص لها. والآن، في بداية شباط، عاد غالانت إلى خطة الحرب. ما نفذ خُط بالأخضر. ما نفذ جزئيا – بالبرتقالي. أما الأحمر فكان لون كل ما لم يتحقق. اظهر غالانت بأن الجيش يستوفي الأهداف والأزمنة التي خصصت، بالإجمال. تصفية كبار “حماس”، مثلا، خُط كـ”نفذ جزئيا”. هكذا أيضا استكمال الحزام الأمني نحو القطاع (البروميتر). الهدف الأهم، تدمير بنى “حماس” في معظم أجزاء القطاع نفذ بشكل مبهر.

ما الذي كان ملونا بالأحمر وإسرائيل توجد فيه في تخلف؟ كما هو معروف، “اليوم التالي”. إقامة ما يسمى “اللجنة المدنية”، أي قوى أخرى تدير وسط وشمال غزة، بدلا من “حماس”. الوضع الحالي المتمثل باستمرار إدخال العتاد والمساعدات الإنسانية وسقوطها في ايدي “حماس” لا يطاق في نظر جهاز الأمن. وعليه، فقد عرض وزير الدفاع المشروع التجريبي “شمال غزة”.

هاكم ما سيحصل: المساعدات ستدخل عبر حاجزي “إيريز” و”كارني”، وليس من منطقة رفح التي تسيطر عليها “حماس”. المساعدات تصل مباشرة إلى تجار فلسطينيين دون وساطة منظمات الإغاثة. وهذا سيتم “من الظهر إلى الظهر” مع الشاحات التي تدخل من إسرائيل. المشروع التجريبي يفترض أن يبدأ في حي الزيتون: فهو محاصر بقوات الجيش الإسرائيلي. التجار، بخلاف نشطاء “حماس”، سيكونون مراكز القوة الجديدة. لأجل التأكد من أن “حماس” لن تسيطر بالقوة على العتاد والمساعدات، تسمح إسرائيل لقوات مع سلاح حماية هؤلاء التجار. في إسرائيل يقولون، انه عند الحاجة سيكون الفلسطينيون الذين يحمون المساعدات مسلحين، بإذن الجيش الإسرائيلي. “الشاباك” هو الذي يفترض أن يتأكد من التنفيذ. وهذه في واقع الأمر خطة بدأ الجهاز في التخطيط لها وبدفعها قدما قبل أسابيع. من ناحية جهاز الأمن، من الحيوي وقف سقوط المساعدات الإنسانية في ايدي “حماس” منذ الآن. وزراء “كابينت” الحرب، بمن فيهم نتنياهو لم يعربوا عن أي معارضة لـ”مشروع شمال غزة التجريبي” الذي عرضه غالانت. في جهاز الأمن يقدرون بأنه سينطلق على الدرب في الأسابيع القريبة.

الأمر المذهل هو أن هذا لم يحصل حتى الآن. إسرائيل، بيد واحدة تضحي بحياة مقاتليها ضد “حماس”. في اليد الثانية، تنقل عتادا ومؤنا لقطاع غزة مع معرفتها أن هذه ستقع في ايدي “حماس”، وتبقي على حكمها. ينبع التأخير من التأجيل العضال الذي يمارسه نتنياهو؛ انعدام رغبته في أن يقرر، خوفا من رد فعل سموتريتش وبن غفير.

مؤخرا، سألت وزيرا إسرائيليا لماذا لا يستهدف رجال “حماس” الذين بدؤوا بالظهور من جديد، بملابس مدنية بالطبع، في شمال القطاع. “هم ليسوا محصنين وعند الحاجة سيصفون”، أجاب. بعد يوم صفي رجل “حماس” المسؤول عن مرافقة شاحنات المساعدات في رفح.

اركضوا بسرعة، قبل أن ينتهي. الحديث الأكثر حرارة هو عن “الصفقة الكبرى”، التطبيع السعودي. الكثيرون ينشغلون في هذا، في القدس وفي واشنطن أيضا. قلة يؤمنون أن هذا سيحصل. وزير الدفاع يقول لزملائه في الحكومة، انه إذا كان الخيار هو انه بين السلام مع السعودية واستمرار السحق لـ”حماس”، فهذا ليس السؤال: يجب إنهاء “حماس” قبل ذلك. وإذا كان السعوديون يشترطون السلام معهم بوقف الحرب وإبقاء “حماس” على قدميها – فإن يوآف غالانت يقول، انه يجب أن يقال لهم لا، ولا لدولة فلسطينية أيضا.

هذا نوع من الأمور التي سيقولها بنيامين نتنياهو فقط بعد أن يراجع الاستطلاعات والبحوث على الهواء؛ أما لغالانت فلا يوجد الوقت أو الرغبة في هذا. بعض من رفاقه يتهمونه بأنه “ازعر الحارة” (اشك أن هذا اللقب يخيفه)؛ وهم يقدرون قدرته التنفيذية. مثلما كتب هنا في الماضي، فإن وزير الدفاع هو السياسي الأكثر نفوذا في هذه الحرب. بينه وبين الجيش الإسرائيلي، وبشكل عام مع “الشاباك” أيضا، يوجد وحدة خط تامة. هو يعتقد حقا انه يجب تدمير قدرات “حماس” العسكرية. وان هذه هي الأولوية الاستراتيجية العليا لإسرائيل. هذا لا يعني أنه يعارض تناول الحمص في الرياض، قطار من حيفا حتى جدة وباقي رؤيا الشرق الأوسط الجديد. هذه الأمور ببساطة تعنيه اقل من تصفية آخر منصات إطلاق الصواريخ لـ”حماس” في قطاع غزة. على مدى عشرات السنين في الشرق الأوسط، شرح الناس بأنه يجب الصراع ضد الإرهاب والتقدم في المسيرة السياسية بالتوازي. هذا لم ينجح؛ قوة الإرهاب في الإساءة كانت دوما اكثر سرعة ونجاعة من قدرة التقدم إلى التطبيع. في إسرائيل تصعد فكرة جديدة اكثر بساطة. وهي تقترح العمل المتوالي. في البداية تصفية قدرات “حماس” وإعادة الردع. وبعد ذلك السلام. وزير الدفاع مصمم مثلا على تفكيك كتائب “حماس” في رفح.

اسمعوا، يقول الأميركيون، نافذة الفرص للسلام مع السعودية لا تتكرر، وهي آخذة في الانغلاق. لماذا؟ لأنه بعد لحظة سيحبط الجمهوريون كل تشريع في الكونغرس. فهم لن يرغبوا في أن تحسن صفقة إقليمية لبايدن في سنة الانتخابات. وهذا يتعقد اكثر. إذا انتخب ترامب، فإن الديمقراطيين – الذين يمقتون السعودية على أي حال – لن يؤيدوا التشريع اللازم لأن يوفروا للسلالة السعودية النووي المدني، حلف الدفاع وصفقات الطائرات. يقول الأميركيون، إن السعوديين وافقوا على حلول وسط مهمة للغاية في مجال النووي، تنسجم ومطالب إسرائيل. ولهذا ففي البيت الأبيض يشرحون ويقولون، إنكم انتم، الإسرائيليين، ملزمون بأن تركضوا بسرعة لوقف الحرب (المؤقتة ظاهرا)، التعهد بدولة فلسطينية والتطبيع وإلا فإن هذا سيتبخر وكأنه لم يكن.

هذه حجج جيدة. مصلحة إدارة بايدن واضحة: هي بحاجة ماسة لتخفيض التوتر الإقليمي. مع وبلا صلة، فإن إنجازا دوليا يتمثل بسلام بين إسرائيل والسعودية لن يضر حملة بايدن الانتخابية التي تراوح في المكان. لكن جهاز الأمن الإسرائيلي وإسرائيل بعامة، شهدت مصيبة 7 أكتوبر. الرغبة في تصفية قدرات “حماس” ليست تطلعا سطحيا لـ”صورة نصر”. هي موضوع عميق، متجذر. وزير الخارجية بلينكن زار المنطقة هذا الأسبوع؛ في 30 تشرين الثاني قال لـ”كابينت” الحرب، “لديكم أسابيع، وليس اشهرا”. نحن بعد شهرين من ذلك والحرب تتقدم. “كابينت” الحرب تعلم أن جزءا من التصريحات الأميركية تقال للجمهور المحلي في الولايات المتحدة وأساسا للنشطاء الديمقراطيين الغاضبين على الحرب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى