ترجمات عبرية

هآرتس: يتعين على كتلة الوسط – اليسار أن تقرر: هل الوسط العربي مواطنون أم سباكون؟

هآرتس 19/10/2022، بقلم: جاكي خوري، الوسط العربي

نسبة التصويت المنخفضة المتوقعة في الوسط العربي في يوم الانتخابات، ستخلق ضغطاً متزايداً ومبرراً في معسكر “فقط ليس بيبي” بشكل عام وفي الأحزاب العربية بشكل خاص. بقي أسبوعان على موعد الانتخابات، ونسبة التصويت المتوقعة في الوسط العربي هي 40 – 45 في المئة. لم تجد الأحزاب العربية أي طريقة لتغيير هذا التوجه، بالأساس في أوساط المترددين، إذا كانوا سيصوتون أم سيستسلمون لعدم المبالاة وعدم الثقة بالمرشحين.

في كتلة التغيير، ضمن ذلك الأحزاب العربية، عادوا وتوجهوا للجمهور العربي بالأقوال التي قيلت من قبل في جميع الجولات الانتخابية الأخيرة، مثل “هذه الانتخابات مصيرية”، “مستقبل المصوتين (بالأساس العرب) على كفة الميزان” وغيرها. ولكنها شعارات مصيرها الفشل في أوساط المترددين ومن يعارضون التصويت، لأنهم يتبنون مقاربة تقول بأن خلاص الجمهور العربي لن يأتي من الكنيست. ودليل ذلك، كما يقولون، أنه عندما وصل تمثيل الأحزاب العربية إلى ذروة الـ 15 مقعداً، لم يكن هناك أي تغيير حقيقي. وحضور “راعم” في الائتلاف في السنة الأخيرة لم يؤد إلى أي تغيير جوهري في معاملة الدولة مع الجمهور العربي، باستثناء عدة تحسينات في الميزانية وتحسينات اجتماعية. وإذا لم يكن هذا كافياً، فإن انضمام “راعم” للائتلاف الذي كان يمكن أن يتسرب إلى الوعي في إسرائيل ويعمل على التقريب بين اليهود والعرب، خلق توجهاً معاكساً. فعملياً، من صعد في الاستطلاعات ويهدد بأن يصبح القوة الثالثة من حيث الحجم في الكنيست، هو نقيض التقرب والتعايش، ايتمار بن غفير.

يبدو أن الجمهور العربي يميز النقطة التي تحاول معظم الأحزاب الصهيونية إخفاءها. ففي الحقيقة دعوة “كتلة التغيير” للجمهور العربي بالتدفق نحو صناديق الاقتراع مغلفة بأقوال مثل “الدفاع عن الديمقراطية وعن سلطة القانون” وغيرها، لكن الحديث يدور عن محاولة واضحة للكتلة وهي التخلص سياسياً من شخص واحد، هو بنيامين نتنياهو، رغم أن نتنياهو يجسد في أوساط كتلة “فقط ليس بيبي” الخطر على الديمقراطية. الجمهور العربي لا يندهش من ذلك، حيث إن النظرة المميزة التي يحظى بها غير مرتبطة بنتنياهو، بل بالمواقف السائدة في التيار العام في أوساط الجمهور اليهودي.

أحد الادعاءات الثابتة أنه إذا لم ينجح نتنياهو في تشكيل الحكومة هذه المرة، فسينهي حياته السياسية. وهكذا ستتم إزالة الاختناق، وسيطرح خيار تشكيل حكومة واسعة مرة أخرى بمشاركة الليكود. هذا الادعاء ينم عن جزء من المشكلة التي تقلق الرأي العام في الوسط العربي، لأننا لن نتفاجأ في مثل هذا الوضع إذا وجدت شخصيات مثل جدعون ساعر وزئيف الكين وحتى افيغدور ليبرمان طريقة للعودة إلى الليكود بذريعة “مصلحة الدولة” المعروفة. ويكرر غانتس ولبيد بأن الليكود بالنسبة لهم هو الخيار النموذجي لتشكيل حكومة بدون نتنياهو.

لكن هذه الصيغة تعني أمراً واحداً، وهو أنه إذا صوت العرب بجموعهم فسيفعلون بذلك عمل السباك الذي يريد فتح الانسداد، وبعد ذلك يغادر. كل رؤساء الأحزاب العربية، بما في ذلك منصور عباس وأيمن عودة وأحمد الطيبي، يدركون ذلك بشكل جيد. فهم يعرفون أنه بعد الانتخابات، حتى لو فعلوا المطلوب منهم، ربما يجدون أنفسهم خارج دائرة التأثير.

رغم كل شيء، ما زال لرؤساء الأحزاب العربية سبب للتشجيع على التصويت لزيادة تمثيل العرب في الكنيست، وأمل بفتح ثغرة لتغيير ما في المستقبل، ولكن إذا رغبت كتلة الوسط – يسار في التغيير الحقيقي وليس عملية تجميل، فيجب أن يدرك أعضاؤها بأن العرب يطمحون إلى شراكة سليمة، شراكة حقيقية. لا يريدون أن يكونوا فقط أداة لإبعاد نتنياهو. وإذا كانوا يريدون تشجيع العرب على التصويت، فعليهم التقرير: ما هي مكانة العربي بالنسبة لهم؟ هل هو مواطن أم سباك؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى