ترجمات عبرية

هآرتس: هل سيتم إطلاق سراح الإسرائيلية المخطوفة في إطار صفقة تجديد الاتفاق النووي؟

هآرتس 10-7-2023، بقلم تسفي برئيل: هل سيتم إطلاق سراح الإسرائيلية المخطوفة في إطار صفقة تجديد الاتفاق النووي؟

ميليشا “كتائب حزب الله” في العراق التي تنسب لها إسرائيل اختطاف الباحثة إليزابيث تسوركوف، تنفي أي صلة لها بعملية الاختطاف. وحتى إن المتحدثين بلسانها نشروا الخميس الماضي أنهم سيبذلون كل ما في وسعهم لمعرفة الخاطفين وأين توجد. حسب أقوالهم، فإن “معرفة من هي هذه العصابة الإجرامية ومن يساعدها على العمل في العراق، الذي يحظر فيه دخول جهات صهيونية، هي مصلحة عامة. ورئيس الحكومة العراقية، محمد شياع السوداني، أعلن بأنه أمر بفتح تحقيق من أجل العثور على تسوركوف وخاطفيها.

من الأفضل التعامل مع هذه البيانات بتشكك. السوداني يعرف عن قضية الاختطاف منذ الأيام الأولى. وحسب مصادر في إسرائيل، فقد قُدمت له تفاصيل من جهات استخبارية أجنبية وعربية، منها دول الإمارات وتركيا وأمريكا وروسيا. وتم تحطيم مؤامرة الصمت مؤخراً بعد النشر عن الاختطاف في عدد من المواقع الغربية. حسب وسائل إعلام عربية، فإن مراسلين أجانب يعملون في العراق طلب منهم عدم النشر عن عملية الاختطاف، وتم فرض الرقابة على وسائل الإعلام في العراق، إضافة إلى التهديد بعدم النشر عن القصة.

مع ذلك، ليس هناك تفسير لحقيقة عدم نشر أي شيء عن عملية الاختطاف عبر الشبكات الاجتماعية في العراق. في عمليات سابقة لاختطاف أجانب، كانت المعلومات تخرج في غضون ساعات. وحين يتأخر النشر لبضعة أيام أو أسابيع لم يساعد ذلك في إطلاق سراح المخطوفين أو منع موتهم. في عمليات اختطاف سابقة في العراق وفي دول عربية أخرى، فإن تأخير النشر دل على وجود اتصالات مع الخاطفين وحتى عن مفاوضات تجري معهم. في حالة تسوركوف، من غير المعروف ما إذا كان هناك أي اتصال مع الخاطفين، باستثناء المعلومات التي تم الحصول عليها كـ “دليل مؤكد” على أنها ما زالت على قيد الحياة، وأن وضعها معقول وحتى جيد. ولكنه دليل لا يرمز إلى هوية الخاطفين أو وجود مفاوضات.

ثمة مسألة أخرى تتعلق بذريعة الاختطاف؛ إذ تم اختطاف صحافيين عراقيين في العراق من قبل مليشيات أو جهات استخبارية عراقية رسمية على خلفية الكتابات النقدية ضد الجهات المسؤولة عن الاختطاف. في العام 2016 تم اختطاف أفراح شوقي، وهي صحافية وموظفة في وزارة الثقافة العراقية، من قبل مجموعة من المسلحين. ونقلوها إلى منشأة اعتقال صغيرة للتحقيق معها تحت التعذيب لتسعة أيام. اتهمها الخاطفون بنشر انتقاد لـ “كتائب حزب الله” وعصائب “أهل الحق” وهي المليشيات الأكبر المدعومة من إيران. شوقي، التي تعيش في فرنسا، قالت بأن للمليشيات سجوناً “خاصة” في كل مدينة ومحافظة، وفيها بيوت خاصة تظهر مثل بيوت سكنية، ولكنها عملياً سجون وغرف تحقيق. قبل ثلاث سنوات قتل الباحث العراقي المعروف هشام الهاشمي، هو ممن ينتقدون المليشيات، وقد نشر أبحاثاً عن نشاطاتها وتمويلها. القاتل، شرطي في شرطة بغداد، ألقي عليه القبض وأعدم، ولكن لم يتم استكمال التحقيق مع المسؤولين عن عملية القتل.

في العراق مقبول الاختطاف المفاجئ للمواطنين من قبل عصابات الجريمة التي تريد الحصول على مبلغ فدية مرتفع، ولكن حالة تسوكروف كما يبدو ليست كذلك؛ فمليشيات “كتائب حزب الله” لا تحتاج إلى الأموال. فهي تحصل على تمويلها الأساسي من ميزانية الحكومة في العراق. وقد خصصت هذه الحكومة في هذه السنة 2.6 مليار دولار (600 مليون دولار أكثر من السنة السابقة) لجميع المليشيات التي تشكل “الحشد الشعبي” – التي تشمل في عضويتها 67 مليشيا شيعية و43 مليشيا سنية و9 مليشيات لأقليات عرقية. هذا “الحشد” تم تشكيله في 2014 بتوجيه من الفقيه الشيعي الأكبر في العراق، علي السيستاني، كي يحارب “داعش”. ولكن عند انتهاء الحرب، تحولت هذه المليشيات إلى قوة عسكرية تم دمجها في جيش العراق، وهي تخضع نظرياً لوزارة الدفاع العراقية.

التقدير الرسمي أن في هذه المليشيات 170 – 230 ألف شخص، لكن هذه الأرقام بعيدة عن الواقع. آلاف المقاتلين المسجلون فيها غير موجودين، وما تسجيلهم إلا هدف لزيادة ميزانياتها. إضافة إلى ذلك، المليشيات الكبيرة التي تتكون من منظمات صغيرة، لها اقتصاد ذاتي تديره بواسطة “البنوك”، التي تعطي قروضاً للمواطنين بفائدة محددة وتدير مشاريع اقتصادية وتسيطر على عقارات. كل ذلك إضافة إلى التمويل العسكري الذي تحصل عليه من إيران. يمكن التقدير بأنه إذا كان اختطاف تسوركوف على يد مليشيا صغيرة أو عصابة تريد الفدية، لانتهت القصة منذ زمن.

الافتراض هو أن عملية الاختطاف استهدفت خدمة هدف سياسي للمليشيا أو إيران أو كلتيهما. لذلك، فإن لرئيس الحكومة العراقي، الذي هو أيضاً رئيس المخابرات، وأجهزة المخابرات التابعة له، سيكون من الصعب التأثير على إطلاق سراحها، لا سيما على خلفية غضب قادة المليشيات منه بسبب رفضه لإعطائهم وظائف رفيعة في المخابرات وفي مجلس الأمن القومي. مؤخراً، دخلت الولايات المتحدة إلى مفاوضات غير مباشرة مع إيران بوساطة سلطان عُمان هيثم بن طارق، حول عملية تبادل بين سجناء يحملون الجنسية الأمريكية والذين هم في إيران. ربما يكمن المسار المحتمل هنا لشمل تسوركوف في المفاوضات، لكننا لا نعرف إذا كانت إيران، التي لها “حسابات” منفصلة مع اسرائيل، ستوافق على مناقشة إطلاق سراح مواطنة إسرائيلية مع واشنطن.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى