ترجمات عبرية

هآرتس: هكذا يمكن أن يكون خروجنا النهائي

هآرتس 18/4/2024، يئير غولان*: هكذا يمكن أن يكون خروجنا النهائي

الهجوم المركب لايران ضد اسرائيل خلق لاسرائيل فرص سياسية واستراتيجية غير مسبوقة، تحققها يرتبط بتبصر سياسي وزعامة وطهارة في الرأي. بمفاهيم تجارية فان اسرائيل يمكنها أن تنفذ الآن الخروج وأن تحقق الفوائد الجديدة التي وجدت. سياسة الخروج وتنفيذها، التي على كابنت مسؤول وحكيم وجدي أن يتبناها وبسرعة.

هجوم 14 نيسان يشكل فرصة لاعادة تشكيل الواقع الصعب الذي تعيش فيه الدولة منذ اشهر. وقد ظهر تغير في الرأي العام العالمي، ووقوف بريطانيا وفرنسا والاردن والولايات المتحدة الى جانب اسرائيل، بدعم هاديء من دول الخليج، ينهي عزلة اسرائيل الآخذة في التعمق الى درجة الوصول الى خطر حقيقي على أمنها. هجوم ايران مكن من اعادة تأطير رواية اسرائيل، بما يشبه الايام الاولى بعد المذبحة في 7 اكتوبر.

هذا الواقع الجديد غير مفهوم ضمنا. فالاعضاء في التحالف الاقليمي، على رأسهم امريكا، امتنعوا عن العمل عندما تمت مهاجمة ممتلكات استراتيجية سعودية على يد ايران. هذا التغيير المؤسس في سياسة الرئيس الامريكي لن يستمر اذا لم تقم اسرائيل باستغلال ذلك من اجل تغيير مهم في توجهها من السياسة الكارثية التي جرتنا اليها حكومة نتنياهو.

اسرائيل يجب عليها تغيير الميزان الاستراتيجي وتجسيد الانجازات العسكرية المهمة التي تم تحقيقها في القطاع ووقف الحرب. ويجب عليها ايضا خلق الظروف لاعادة المخطوفين والحفاظ على حرية العمل، وفي نفس الوقت تطبيق حلم الحلف الدفاعي الاقليمي برئاسة الولايات المتحدة في عهد الرئيس بايدن.

امام العرض المؤثر المهدد والخطير من جهة ايران، الذي جمع عدة قدرات هجومية، صمدت دولة اسرائيل مع افضل ما يوجد في ترسانتها الدفاعية. الحديث يدور عن قدرة عسكرية، علمية وهندسية، مثيرة للاعجاب، لكن ما حدث هنا قبل الهجوم الايراني أهم بكثير. فقد تشكل هنا حلف دفاعي بالفعل تشارك فيه الدول الرائدة من ناحية عسكرية في الناتو، الولايات المتحدة، بريطانيا وفرنسا، الى جانب دول الخليج المعتدلة والجارة في الشرق، الاردن.

إن عرض هدف التحالف الاقليمي يوضح مستوى خطورة سياسة نتنياهو الدبلوماسية، وكم كانت عزلته وعزلة الشركاء الفاشيين في حكومته، كارثية. إن الجمع بين هذه القدرات الاستخبارية والدفاعية والهجومية هو الضمانة للسلام في المنطقة، لكن أيضا الضمانة لبقاء دولة اسرائيل.

المعركة مع ايران هي حدث متواصل واسرائيل وصلت الى هذه المواجهة وهي بعيدة عن وجودها في افضل حالاتها. فالمجتمع متفكك والمناعة الوطنية تنزف، في حين أن الرجال والنساء والاطفال والشيوخ لدينا تم التخلي عنهم. الوكيل الايراني في الشمال، حزب الله، بعيد عن الحسم واسرائيل فقدت ممتلكات ردع مهمة، الامر الذي يحتاج الى استعداد دائم وتجديد القدرات وتجديد الاحتياط. اضافة الى ذلك هذا يحتاج الى كسب ثقة الجمهور بعد أن تراجعت اسرائيل عن السياسة الاساسية واقامت حزام أمان في بلادنا مع تحويل عشرات آلاف مواطنيها الى لاجئين في بلادهم.

إن وقف الحرب في غزة بالشروط الجديدة التي تشكلت في 14 نيسان يخدم مصلحة اسرائيل ويعزز الأمن وينشيءظروف جديدة قبل أي مواجهة اخرى محتملة. للمرة الاولى تجسد اسرائيل الانجاز العسكري وتحوله الى هدف سياسي جدير. حماس تلقت ضربة قاسية.

اسرائيل يمكنها الحفاظ على حرية امنية كاملة في القطاع مع نقل الصلاحيات الامنية الى قوة اقليمية متعددة الجنسيات، والمسؤولية المدنية للسلطة الفلسطينية. هذا الوضع يخلق ظروف نموذجية لاعادة المخطوفين وعودة المخلين الى الجنوب والشمال. واقامة التحالف الاقليمي ستخدم اسرائيل في المواجهة مع حزب الله وفي طلباتها من السلطة الفلسطينية. ادارة الاخطار تتغير واسرائيل تتمتع بمعادلة افضل بكثير امام ايران، التي لم تكن في أي يوم قريبة بهذا القدر من الوصول الى قدرة نووية عملياتية.

إن تطبيق خروجنا المتأخر في هذا الوقت من قطاع غزة يضع تحت الاختبار، للمرة الاولى، المحور الديمقراطي الليبرالي أو السني المعتدل أمام المحور الشيعي الاصولي، ايران، روسيا والصين، وهو محور متطرف وعنيف ويضر بالاستقرار الاقليمي والدولي. اسرائيل يجب عليها اختيار أي محور تريد الانتماء اليه.

من الواضح أنه بدون مقاربة اقليمية مناسبة، في مركزها الاستعداد للتقدم في الساحة الفلسطينية، لن يكون مثل هذا التحالف، الذي سيوجد جبهة أمنية قوية. بالذات النجاح في كسر هجوم ايران يوضح بشكل قاطع حجم القرار الذي تحتاجه اسرائيل.

   خطة الخروج وتحقيقها التي اقترحها تحتاج الى قيادة ترى للمدى البعيد وتدرك الوزن الاستراتيجي الذي اوجدته هذه الفرصة. هذه يجب أن تكون قيادة تلتزم دائما بأمن اسرائيل وليس ببقاء اكثرالقادة فشلا فيها. مثل هذه الفرصة لا تتكرر.

*يائير غولان هو لواء متقاعد، شغل منصب نائب رئيس هيئة الأركان في الجيش  الإسرائيلي،  حاليًا  في حزب ميرتس. اليساري

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى