ترجمات عبرية

هآرتس: نحتاج إلى تحرير القدس، لكن هذه المرة بشكل حقيقي

هآرتس 25-4-2023، بقلم شاني ليتمان: نحتاج إلى تحرير القدس، لكن هذه المرة بشكل حقيقي

للحظة أغلقوا العيون وتخيلوا أن القدس اختفت. لم تختف مادياً ولكنها تحولت إلى القدس الموجودة في الأعلى، القدس الموجودة في الروح، القدس الدينية، الدينية فقط. بدلاً من المكان المتناقض لهذا وذاك، الشيء ونقيضه، المقدس وغير المقدس، السياسة والدين، كان يمكننا تحرير القدس لتكون ما كان يجب أن تكون عليه – فكرة. مكان مشكوك في حقيقته، لا توجد فيه حياة يومية عادية ولا ينشغلون فيه بـ “الأرنونا” والمخطط الهيكلي القطري. بالأساس، لا يتنازعون عليه؛ لأنه لا يوجد ما يتنازع عليه، القدس للجميع. مثلما لا يمكن محاولة الصعود إلى الله. باختصار، كان يجب من البداية التوقف عن السيطرة على القدس.

هذه ليست فكرة جديدة بالطبع؛ فهذا ما يجب أن تكون عليه القدس. لا لأن عدة ديانات حولتها إلى اسم مرادف لملكوت السماء، أو سكن الإله، بل لأنه قد تقرر في خطة التقسيم لأرض إسرائيل التي تم تقديمها لمجلس الأمم المتحدة كأساس لإقامة دولة إسرائيل، أن القدس وبيت لحم أيضاً (بسبب الأماكن المقدسة الكثيرة الموجودة فيها) ستكون منطقة محايدة بإشراف الأمم المتحدة وتحت سيطرة مجلس يشكله سكان المدينتين، وحاكم أجنبي تعينه الأمم المتحدة. حسب هذا القرار الذي اتخذ بأغلبية الأصوات في 29 تشرين الثاني 1947، كان يجب أن يكون لمواطني الدولتين المجاورتين للمدينة، إسرائيل والدولة العربية التي سيتم تشكيلها، حرية دخول إلى المدينة بدون تمييز، وضمان حرية العبادة والمعتقدات والدين والانتظام والتعليم واللغة لسكانها. الأماكن المقدسة بالطبع ستكون محمية من المس. كان يجب أن تكون القدس منطقة دولية. وبعد انتهاء حرب الاستقلال مررت الأمم المتحدة قراراً كان يجب أن يطبق تدويل المدينة.

ولكن دافيد بن غوريون عارض ذلك وسارع إلى نقل الكنيست إلى القدس، وأعلن بأن المدينة عاصمة إسرائيل. “القدس اليهودية جزء عضوي وغير منفصل عن دولة إسرائيل… القدس هي قلب دولة إسرائيل”، قال من فوق منصة الكنيست. وفي حرب الأيام الستة كانت هناك لحظة تردد عندما تساءل موشيه ديان بصوت مرتفع، قبل يوم من اندلاع الحرب، حول شرقي المدينة، وقال: “ما الذي نريده من كل هذا الفاتيكان؟”. مع ذلك، قام باحتلالها، وتم ضم شرقي القدس. من هنا أصبح كل شيء تاريخاً وهستيرياً.

لو أمكن إعادة العجلة إلى الوراء واختيار شيء آخر وتأييد قرار الأمم المتحدة، لما كانت قصة القدس هذه، موحدة أو مقسمة، مدينة مقدسة أو علمانية، مشكلتنا. لا يعني هذا بأنها ستكون أقل أهمية للمؤمنين والمؤرخين ورجال الآثار والأشجار الذين يحبون الحجارة الكبيرة. بالعكس، كان يمكننا إعطاؤها الاحترام الذي تستحقه ووضعها فوق الخلافات الدموية والأمور السياسية اليومية القذرة. كان يمكن إقصاؤها والسجود لها لأنها كانت ستقف هناك طاهرة من أي صراع ومقدسة. ولو رفعنا عنها السلسلة التي تكبلها بدولة واحدة، وتنازلنا عن ملكيتنا لها والسيادة فيها، لحصلنا على كامل مجدها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى