ترجمات عبرية

هآرتس: لن يبزغ الفجر: الفرصة التي أضعناها في غزة

هآرتس 2022-08-13، بقلم: إسرائيل هرئيل 

“تنظيم زائل”، هكذا وصفت المؤسسة الأمنية تنظيم “الجهاد الإسلامي”، الذي أثار هذا الأسبوع الذعر لدى كثيرين في إسرائيل. كيف يمكن أن نصف تنظيماً قادراً على إنتاج صواريخ وإطلاقها نحو عمق أراضينا بأنه تنظيم “زائل”؟

صحيح أن إسرائيل فاجأت “الجهاد الإسلامي” بضربة استباقية فقصفت مقراته واغتالت عدداً من قياداته، ونجحت في تدمير قدراته على إنتاج الصواريخ وإطلاقها وحطمت روحه المعنوية، لكنها لم تنجح في تعطيله تماماً. وبناء على ذلك فإن نتائج المعركة التي قاتل فيها جيش مجهز بأفضل السلاح الجوي والبحري والبري والإلكتروني والبشري ضد تنظيم “زائل” هي نتائج مخيبة للأمل. يمكن فقط تقدير النتائج عندما يستخدم جيشا “حماس” و”حزب الله” ترسانتهما ضدنا – عشرات الألوية وعشرات آلاف الصواريخ والقذائف البعيدة المدى وبينها صواريخ دقيقة قادرة على إيقاع خسائر كبيرة وسط السكان وشلّ حركة المواصلات وتدمير بنى تحتية مدنية وعسكرية وفصل المطارات والمرافئ. هل نرد بقصف غزة وبيروت وقتل الأبرياء؟

لقد منحنا “الجهاد الإسلامي” فرصة كان من الممكن الاستفادة منها بوساطة استخدام القوات المدرعة والراجلة والهندسة لتعطيله تماماً. وسيندهش “حزب الله” و”حماس” من التغيير الذي طرأ على الإستراتيجية الإسرائيلية: الحسم، لا احتواء بعد اليوم. فمن دون الاستعداد لاستخدام مثل هذه القوات، لا يمكن تحقيق الحسم في مواجهة جيشي “حماس” و”حزب الله”، وستبقى إسرائيل عرضة إلى الأبد لتهديد الصواريخ.

ثلاثة عقود مرت منذ تجرأ الساسة في إسرائيل على اتخاذ قرار إستراتيجي عظيم الأهمية: اتفاق أوسلو، الذي قام على خداع للنفس (إسرائيلي) وعلى خداع حقيقي (فلسطيني)، ودفع ثمنه آلاف الإسرائيليين من حياتهم وتسبب باليأس وبالانحطاط وبضرر اقتصادي كبير، وخلق مشكلات أمنية تقف إسرائيل عاجزة تجاهها: ترسيخ وتعاظم قوة تنظيمات “إرهابية” تحولت إلى جيوش “إرهاب” من دون أن يكون لدى إسرائيل الرد الإستراتيجي على ذلك، ففي اليمين كما في اليسار، يسود الاعتقاد بأن هذا قدر أو مرض لا شفاء منه.

لو كان لدى حكومة لابيد – وينطبق هذا الأمر على حكومات بنيامين نتنياهو- تفكير إستراتيجي بعيد الأجل، كان من الممكن في الأسبوع الماضي من خلال السعي إلى الحسم البدء بتغيير نظرية الاحتواء. فرصة أُخرى أضعناها والفجر لن يطلع.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى