ترجمات عبرية

هآرتس: كفى متاجرة بجثث الفلسطينيين

هآرتس 2022-12-23، بقلم: أسرة التحرير: كفى متاجرة بجثث الفلسطينيين

قرر وزير الدفاع، بيني غانتس، ألا يعيد للفلسطينيين جثمان السجين الأمني ناصر أبو حميد، من مؤسسي “كتائب شهداء الأقصى”، الذي توفي، أول من أمس، بالسرطان في مستشفى أساف هروفيه، وهو ابن 51 عاما.

وحسب المنطق المريض لغانتس، فإن الغاية التي تقدس هذا القرار الهاذي هي إعادة المواطنين الاسرائيليين وجثماني الجنديين المحتجزين لدى “حماس” في غزة.

لا يبدو أنه يهمه حقيقة أن الوسيلة التي تتخذها إسرائيل لهذه الغاية تجعل جثمان أبو حميد عملة للتجارة في المفاوضات، وتمس بكرامة الميت وبعائلته، وتتناقض وأخلاق الحرب، وتضع الدولة في مصاف واحد مع منظمات إرهاب وباقي الأنظمة الظلامية التي تدعي إسرائيل تفوقا أخلاقيا عليها.

غانتس ليس وحيدا في نهجه المنكل بالجثث. فمنذ بضع سنوات درج الجيش الإسرائيلي على احتجاز جثامين الفلسطينيين الذين شاركوا في أعمال عدائية في الضفة، في غزة وفي القدس. في 2017 قضت محكمة العدل العليا بأن الدولة ليست مخولة بأن تحتفظ بالجثامين لأغراض المفاوضات، لكنها قلبت قرارها في مداولات موسعة في 2019 وهكذا أعطت ختم الحلال للاتجار بالجثث.

قبل سنتين أقر الكابينت السياسي الأمني طلب غانتس كوزير الدفاع في زمن حكومة الكورونا عدم إعادة جثامين “المخربين”، حتى لو لم يكونوا ينتمون لـ “حماس”.

أقر الكابينت أنه باستثناء حالات شاذة لن يعاد جثمان “مخرب”، أصاب، قتل أو حاز وسيلة قتالية دون صلة بانتمائه التنظيمي. “إن عدم إعادة جثامين “المخربين” هو جزء من التزامنا بالحفاظ على أمن مواطني إسرائيل، وبالطبع لإعادة الأبناء إلى الديار.

وأنا اقترح على أعدائنا أن يفهموا وأن يستوعبوا الرسالة جيدا”، شرح في حينه غانتس قوانين الغابة التي تبنتها الفيللا. ليس معروفا كم هو عدد الجثامين التي تحتجزها إسرائيل. وحسب منظمة “بتسيلم” ومنظمات فلسطينية فإن عددها يقدر ببضع مئات. وحسب “مركز القدس” للاستشارة القانونية، فإن بعضها دفن وأخرى محتجزة في التجميد.

أبو حميد اعتقل قبل 20 سنة، وأدين بالمسؤولية عن عمليات قتل فيها سبعة إسرائيليين، بـ 12 تهمة محاولة قتل وبمخالفات التآمر على القتل ونشاطات في منظمة “إرهابية”. حكم بالسجن سبع مؤبدات و50 سنة أخرى “لقاء كل نفس” قتلها. لا جدال في خطورة أفعاله.

غير أنه من اللحظة التي مات فيها فإننا أمام واجب كرامة الميت وعائلته. هذا هو الأساس لمطالبة “حماس” إعادة جثماني الجنديين اللتين في يديها.

إن الاعتراض على الاتجار بالجثث يجب أن يتجاوز المعسكرات السياسية. إن الاتجار بالجثث هو فعل سافل، يحقر إسرائيل ويثبت معايير متدنية لأعدائها أيضا.

على إسرائيل أن تتوقف فورا عن التجارة بالجثث وأن تعيد جثمان أبو حميد ومئات الجثامين الأخرى التي لديها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى