ترجمات عبرية

هآرتس: قضية المخطوفين تعاكس رغبة اليمين في استمرار الحرب

هآرتس 2024-01-25، بقلم: رفيت هيختقضية المخطوفين تعاكس رغبة اليمين في استمرار الحرب

الكارثة التي جبت حياة 21 جنديا في الاحتياط أول من أمس هي جزء من يوم دموي وأسود من السواد، وقد اضيفت الى مبررات اليمين حول ضرورة استمرار الحرب في القطاع. وزير الدفاع، يوآف غالنت، قال إن “سقوط الجنود هو أمر لتحقيق اهداف الحرب” – برر بقدر معين ادعاءات اليمين. ممثلو اليمين يستمرون في ترديد الرسالة التي مفادها أن استمرار الحرب هو ضرورة حيوية لأمن اسرائيل ومواطنيها. والعملية الهجومية في خان يونس التي بدأت في الايام الاخيرة تصب كما يبدو مضموناً حقيقياً في هذه الأقوال.

لكن رغم العملية في خان يونس، وهي العملية الاكثر أهمية منذ انتقال الجيش الاسرائيلي الى المرحلة الثالثة للقتال، وكذلك الخطاب الذي يسمع في الحكومة، فإن هناك ايضا حركة مدنية مناقضة. الوعي المتزايد لجهنم التي يعيش فيها المخطوفون وعائلاتهم وايضا استمرار القتال وما ينطوي عليه من ثمن مؤلم، بالتأكيد يمكن أن تعزز هذه الحركة. هي لا تستطيع أن لا تتسرب الى الحكومة، حتى لو كانت تجد صعوبة في هذه المرحلة في فهم كامل قوتها.

حسب أقوال مصادر في الحكومة هناك اغلبية تؤيد هدنة طويلة في القتال من اجل انهاء قضية المخطوفين. أمس قال مصدر مصري رفيع بأن حماس رفضت عرضا لاسرائيل وهو هدنة شهرين. ومن غير المستبعد أن اسرائيل ستقدم اقتراحات محسنة لحماس في قنوات الاعلام التي تم فتحها وتوسعت في الفترة الاخيرة. اذا ظهر بعد مقابلة الوزير غادي ايزنكوت في برنامج “عوفداه” في الاسبوع الماضي بأن حكومة الطوارئ توجد وبحق على حافة الانفجار بسبب التعارض بين استمرار وانقاذ المخطوفين فان الوضع فعلياً هو دراماتيكي اقل مما يتم وصفه.

وزراء المعسكر الرسمي، بمن في ذلك ايزنكوت، حتى الآن لن يختفوا. “الفجوة اصغر مما يظهر”، قال مصدر مطلع على عمل الكابنت. “الجميع بقدر ما مع الهدنة، حتى بثمن مؤلم، في اطار صفقة. ونحن لم نصل الى هذا الوضع حتى الآن. فحماس لا توافق على أي شيء يمكن أن نوافق عليه. توجد محادثات”.

في اوساط الجمهور الاسرائيلي ما زالت توجد اغلبية تؤيد استمرار القتال، لكنها تقف الآن على حبل دقيق وتستند في معظمها الى نفي التناقض بين استمرار القتال وانقاذ المخطوفين. كلما تكشفت الشهادات الصادمة بشأن التعذيب الجسدي والنفسي للمخطوفين، وكلما اثبت الوقت الذي يمر بوضوح أن القتال لا يساعد على إعادتهم فان هناك احتمالية عالية بأن هذه الأغلبية ستأخذ في التناقص. ضائقة المخطوفين وعائلاتهم تثقل اكثر فأكثر على رسائل اليمين، وفي المستقبل المنظور يتوقع أن تزيل هامش النفي الذي اساسه قناعة ذاتية تفيد بأن القتال يساعد على اعادة المخطوفين وليس العكس، ويحطم إقصاء الصاعق الاجتماعي المقرون بالتخلي عن المخطوفين وعائلاتهم. المعركة على كسب الرأي العام في هذا الموضوع هي النضال المهم والاكثر دراماتيكية الذي يعتمل في قلب المجتمع الاسرائيلي، وهي التي ستحسم ليس فقط مستقبل الحرب، بل ايضا ستشكل وجه قيادة اسرائيل القادمة.

“قضية المخطوفين ستهزمنا في النهاية”، قال وزير في الليكود. “روح الشعب تميل رويداً رويداً نحو اعادتهم. الكابنت يعرف أنه يجب عليه الحسم الى هذا الجانب أو ذاك. والعملية في خان يونس هي كما يبدو محاولة لخلق مثل هذا الحسم”.

بعد استكمال المهمة في خان يونس فان الاهداف القادمة في غزة هي تطهير رفح ومحور فيلادلفيا من أيدي حماس – هذه اهداف صعبة جدا على التنفيذ بسبب اكتظاظ السكان في المكان وبسبب معارضة مصر الشديدة. من غير المستبعد أن العملية في خان يونس هي العملية الأقوى الاخيرة للجيش، على الاقل في المستقبل المنظور.

في ظل هذه الصعوبات ربما أن الحكومة ستستغل نافذة الفرص التي ستفتح وستتقدم في مسار الصفقة التي حقاً ستشمل هدنة مهمة، على أمل أن توفر هذه ايضا لحزب الله سلما للنزول عن شجرة عدوانه. مشكوك فيه أن تقنع هذه العملية الذين تم اخلاؤهم من الجنوب ومن الشمال بالعودة الى بيوتهم، لكنها على الاقل ستنهي قضية المخطوفين. وخلافا لقضايا مثل الدولة الفلسطينية فان هذه الصفقة لن تكون قضية كبيرة ضد بنيامين نتنياهو في اليمين، الذي هو أصلا فقد منذ فترة طويلة ثقة اليمين العميق به.

المشكلة هي أنه الى حين نضوج كل هذه الافكار وتصل الى خطوات على الارض فان وقت المخطوفين الذين يوجدون في أنفاق جهنم ينفد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى