ترجمات عبرية

هآرتس: قتل الأطفال هو الأفضل يا أخي!

هآرتس 10-5-2023، بقلم يوسي كلاين: قتل الأطفال هو الأفضل يا أخي!

ليس هنالك مثل قتل الأطفال من أجل توحيد الآراء وتقريب القلوب. منذ 18 أسبوعاً نحارب أحدنا الآخر، ولا نجد أحدا يقرّب بيننا. وبعد ذلك جاء قتل الأطفال في قطاع غزة، وأثبت أنه مع كل هذا نحن إخوة. لقد سقطت الحواجز ونسيت الكراهية.

لابيد وضع ذراعا معزية على كتف بيبي، وغانتس الذي يستند إلى كتف ماي غولان متفاجئ؛ لأن الكنيست لم يقف جميعه وينشد بصورة تلقائية نشيد “الأمل”.

يجب الاعتراف، قتل الأطفال هو الأفظع من بين الأعمال الإجرامية. ليس هنالك جريمة أحقر منه. هذه هي حقارته وهذه هي قوته. هو رادع، هو فعال، هو يضخ دما جديدا ونضرا في الشرايين. لمن كان لديه شك بشأن كون سلاح الجو قوياً ومهدداً، جاء قتل الأطفال وأثبت أنه من المبكر جداً تأبينه.

هو قوي، هو مرعب، هو يواجه جيشا عظيما مكونا من 30 ألف جندي ليس لديهم أدوات للحرب الجوية. هو ينتصر إن لم يكن بالضربة القاضية فبالنقاط، وإن لم يكن بالنقاط فبمساعدة محللي النفتالين في التلفزيون.

قتل الأطفال وقصف المدنيين أعمال رادعة وفعالة أكثر من “بنك الأهداف” وأكثر من “تدمير” سيئ الذكر، وأكثر من أي محاولة “تصفية بنية الإرهاب بصورة نهائية تماما”.

يستهدف قتل الأطفال الإيلام، والمس بالنقطة الأكثر حساسية. هو لا يهدف لوقف “الإرهاب”، بل ردع “الإرهابيين” وإسعادنا. عندما يتحدث إيتمار بن غفير عن ضربة مؤلمة، هو يقصد، هكذا أتخيل، بالضبط هذا الأمر. فعليا عليه أن يعدل شعار انتخاباته، لا “50 مخربا قتيلا مقابل كل صاروخ”، بل “50 طفلا قتيلا مقابل كل صاروخ”. سيكون في مقولة كهذه له شيء ما يوسع القلب ويرسخ الأمل، رغم أن الجميع يعرفون أنه بعد راحة مناسبة، وارتفاع في الاستطلاعات وانتهاء شهادة آري هارو سنكون مستعدين للعملية القادمة. قتل الأطفال هو خطوة فعالة تحفر في الذاكرة. من يذكر “المخربين” الذين قتلناهم، أولئك الذين بسببهم قرر بن غفير هذه العملية؟ قتلتا اثنين؟ سيأتي أربعة بدلا منهم. حيث كنا قد شاهدنا هذا الفيلم سابقا. ولكن صور علي عز الدين ابن الثمانية وأخته ميار ابنة الـ 12 ليس بالإمكان نسيانها. هم يبدون مشابهين جدا لأطفالنا – حيث يعرف كل واحد طفلا في عمره مشابها – والتفكير بأننا قتلناه لا يسبب لنا ارتياحا. هذه الأفكار ستطاردنا طوال الوقت.

هذه الصور ليست مجرد “ضربة خفيفة على الجناح.” هذه ليست أن طيارا جاء، صعد على الطائرة، وقتل هذا العدد من الأشخاص الذين ليس لديهم أسماء ولا صور، وعاد إلى وجبة غدائه. هنا، نتحدث عن الأطفال القتلى من غزة، حيث يدور الحديث عن النظرات التي ستلاحقه طوال حياته وستظهر في كوابيسه. أنا واثق من أنه في دورة الطيران يعدون الطلاب المتدربين لحالة كهذه؛ حالة سيقف فيها ضميرهم الشخصي أمام تناقض مع واجبهم المهني.

أنا واثقة من أن طيارينا الشجعان، أولئك المعارضين للإصلاح والذين يحمون الديمقراطية، والذين يضحون بأنفسهم صباح مساء من أجل الحفاظ على أمننا وسلامتنا، تم اختيارهم أيضا بناء على مناعتهم النفسية وقدرتهم على مواجهة التهمة الفظيعة التي تكتنف قتل أطفال أبرياء.

ربما أيضا أنهم يمنعونهم من رؤية الدمار الذي ألحقوه بالعائلات وبالنساء وبالأطفال. ربما مثل مجموعة مطلقي النار الذين يقفون لإعدام شخص ما، أيضا هم يوزعون التهمة فيما بينهم، لئلا تقع التهمة على واحد منهم.

قتل الأطفال ليس فقط يستهدف ردع “المخربين”. عندما تحدث وزراء هذه الحكومة عن الضربة المؤلمة فإنهم كانوا يوجهون كلامهم لنا لكي نفهم أنهم ليسوا انهزاميين، ضعفاء، أو عاجزين مثل الحكومة السابقة. هم بالتأكيد نجحوا! صور الأطفال صادمة، تذهب الراحة.

ربما يجب أن نطلب من الفيسبوك أن يمنع نشر صور كهذه، تسبب قرفا كبيرا وتحول الأنظار عن العملية الرائعة لسلاح الجو أو نحو أمور تافهة سبق وانشغلنا بها، حيث في نهاية المطاف لم يُسقط الـ 500 في 2014 حكومات. بشكل عام يصعب التعامل مع الأطفال القتلى كـ “أطفال” حيث إن “الأطفال” هم جنودنا، الذين يقتلونهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى